قال لى: أحد الأصدقاء إن الميثاق الذى طالبت به الداخلية فى أحد المقالات منذ عدة أيام فى سبيله للخروج إلى النور خلال ساعات. من المؤكد أن العمل على هذه الوثيقة (وثيقة حقوق وواجبات رجل الشرطة) بدأ قبل كتابة المقال بفترة، ولا أدّعى شرفا أن المقال هو الذى حرّض الداخلية على إصدارها، لكن أود أن أسجل سعادتى بهذه المصادفة التى أشعرتنى أن قيادة الداخلية ليست بمنأى عما يحلم ويطالب به المواطنون ومن بينهم الكُتّاب. لذا أتوجه فى الرسالة الأولى بشكر للسيد الوزير على هذه الوثيقة المحترمة التى ستخدم طرفى المعادلة (الشعب والشرطة) بما يكفل كرامة المواطن وهيبة رجل الشرطة، وحتى يبدأ تفعيلها على أرض الواقع أقدم لسيادته... الرسالة الثانية، وهى ليست منّى ولكنها من محمد مجدى أحد مصابى الثورة المهدد بالحبس لمدة 6 أشهر بسبب اعتراضه على سوء معاملة الشرطة له، وهى رسالة أرجو أن ينظر إليها السيد الوزير بعين الاهتمام، وأنا أحسبه من القيادات صاحبة الحس الإنسانى التى لا تغفل مشكلة من هذه النوعية... يقول محمد مجدى فى الرسالة: «أنا من مصابى الثورة اتصَبت يوم 28 يناير فى ميدان التحرير تحديدا عند سور مجلس الشعب، اتصبت فى عينى الشمال من رصاصة مطاطية أدت إلى تهتك فى العصب البصرى، والرصاصة مازالت موجودة فى عينى والتقارير معايا بتثبت كل ده، وعملت أكتر من عملية علشان يحاولوا يخرّجوا الرصاصة، وللأسف ماعرفوش. أما بعد، أثناء مرورى فى شارع العشرين فيصل وكنت راكب توك توك ومروّح على بيتى وقّفتنا عربية شرطة من الجديدة ومسكنى أحد الضباط من الحزام وبينزلنى بطريقة مهينة، أنا فى الأول قلت ده أكيد بيشبّه عليّا وفاهم غلط فقلت له: فيه إيه؟ بالراحه! أنا لازق بلستر على عينى، طبعا فقال لى: اسكت ياد، انتَ إيه اللى معوّرك كده؟ قلت له: أنا من مصابى الثورة، قال لى: أهلا، تعالى، انتَ متصاب فين؟ قلت له: فى التحرير، قال لى: التحرير اللى كنتو بتنطوا على بعض فيه؟ قلت له: عيب كده، قال لى: انت هتعلمنى الأدب؟ فورّيته التقارير اللى معايا قعد يشتم الثورة ويقول لى: ورينى بقى الثورة هتعملك إيه، قلت له: والله لو آخر يوم فى عمرى أنا مش هاسيبك، قال لى: طب اركب. ركّبونى بطريقة مهينة وفتشونى وأخدنى على القسم (قسم بولاق الدكرور) وعمل لى محضر سب وقذف وتعدى على السلطات (رقم المحضر 5488 جنح بولاق الدكرور). واسم الضابط ملازم أول محمد نجيب، وقال لى: امضى. قلت له: لا أنا مش هامضى، قال لى: حقك ماتمضيش، انتَ حر، قال لأمين الشرطة: وديه الحجز، قلت له: ده انا باروح أى مكان بيكرمونى، قال لى: ما احنا هنكرمك برضه بس بطريقتى انا، فمشيت مع أمين الشرطة قلت له: انتَ هتدخلنى الحجز؟ قال لى: خش بقى انتَ مش عامل ثورجى؟ ادخل اتعامل بقى مع المساجين ورينى الثورة، قلت له: الله يسهل لك يا شيخ، أنا مش عارف أقولك إيه. طبعا بيّتّ فى القسم، ورحت النيابة والحمد لله، أول ما رُحت النيابة وكيل النيابة قال لى: معلش يا محمد، أنا مش عارف أقولك إيه، بس اللى هاقدر اعمله إنى أمشّيك وانتَ اعمل اللى انت عايزه... خرجت فاتصلت بلجنة مصابى الثورة فحددوا لى موعدا مع اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة لمقابلته وعرض الأمر عليه، وهناك أحسن استقبالى وحكيت له ما حدث، وحاول أن يراجعنى فى صحة ما أقوله ويتأكد من أننى لم أوجه أى إهانة إلى الضابط فأقسمت له إن هذا لم يحدث خصوصا أننى كنت عائدا من مستشفى القوات المسلحة محملا بملفات الأشعة والتحاليل وأضع ضمادة تسدّ عين الشمس على عينى وأن الضابط لم يبدأ فى إهانتى إلا لما عرف أنى مصاب ثورة، اعتذر لى اللواء عما حدث وطلب منى أن ألتقى قيادة أخرى، لم أذهب وقررت أن أتقدم ببلاغ إلى النائب العام بما حدث وظللت أنتظر أن يتم استدعائى للتحقيق. ثم بتاريخ 16/6/2011 فوجئت بصديق والدى الذى يعمل موظفا إداريا فى القسم يخبرنى بصدور حكم بالحبس لمدة 6 أشهر ضدى فى المحضر اللى عاملهولى الظابط.. ويطالبنى بسرعة التصرف لأن الحكم درجة أولى. ماعرفتش أرد عليه وقلت له بعد ما استغربت شويه: شكرااا، أنا هاتصرف. والمكالمة انتهت.. أنا كنت عارف إن ده هيحصل مع ناس كتير، واهو حصل معايا ومش عارف هيحصل مع مين تانى.. يا ريتنى ما كنت نزلت ثورة ولا رُحت ولا جيت، أنا كنت نازل بادافع عن ناس قاعدة فى بيوتها ومش عارفين يجيبوا حقهم ولا حق عيالهم. وبصراحة دلوقتى مش متوقع إنى ألاقى حد يجيب لى حقى. عموما حسبى الله ونعم الوكيل. (استأذنت محمد مجدى فى نشر رقم هاتفه وأنا كلى ثقة أنه سيتم التواصل معه سريعا 01091999034).