"الأمية سبة في جبين مصر ،والقضاء عليها أكبر من وزارة التربية والتعليم وهيئة تعليم الكبار" هكذا عبر الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم عن رأيه في مشكلة محو أمية الكبار ،مشيرا إلى أن الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار والتي تم إنشاؤها في عام 1993 قامت ببذل جهود كبيرة في هذا المجال ، ولكن رغم ذلك لم تحقق المرجو منها حيث ما زالت نسبة الأمية مرتفعة ومخيفة ( 27% )لافتا إلى تحقيق دول أخرى كانت في وضع أسوأ من مصر في هذ الموضوع نجاحات في تقليل نسب الأمية لديها مثل كوبا والهند . " جمال الدين " أكد - خلال كلمته في الملتقى الوطني الذي نظمه مكتب اليونسكو بالقاهرة وبيروت حول " تعليم الكبار ونهضة مصر الحملة الوطنية "- على أن الحكومة كلها تضع مشكلة الأمية في أولوياتها بشكل يفوق التصور،مشيرا إلى أن الوزارة وهيئة تعليم الكبار تواجه عدة مشكلات في القضاء على الأمية منها وجود مناطق محرومة بالكامل من وجود مدارس خاصة في القرى الصغيرة وعزوف الآباء عن إرسال أولادهم ( خاصة البنات ) الى مناطق بعيدة ،بالإضافة الى مشكلة التسرب من التعليم وأشار الوزير إلى أن الحكومة لن تستطيع وحدها القيام بهذا الموضوع نظراً لضعف التمويل ، كما أكد على دور الإعلام المقروء والمرئي في هذه المشكلة وضرورة اعتبارها واحدة من أهم الأولويات لأنه لا مستقبل لمصر دون القضاء عليها ، موضحا أن ما نشهده اليوم يعد مبادرة طيبة من اليونسكو وهو ما يتضح في أنه أول مؤتمر ينظمه اليونسكو في مصر بعد ثورة 25 يناير . الوزير لفت إلى أن هذا المؤتمر يأتي استجابة لما تم الاتفاق عليه مع إيرينا بيكوفا مدير اليونسكو عندما أتت الى مصر ،حيث كانت قضية محو الأمية أحد المطالب الثلاثة التي تمت مناقشتها . جمال الدين ألمح إلى عدة مبادرات قامت الوزارة باتباعها للتغلب على هذا الموضوع منها إنشاء قاعدة بيانات عن الأميين في مصر، خلق منافسة بين المحافظات للتعرف على من يحقق نجاحاً أكثر في تقليل نسبة الأمية وكانت محافظة دمياط من أوائل المحافظات في هذا المجال، محاولة حث طلاب الجامعات على القيام بجهود في تعليم من 3 الى 5 أميين . ودعا الوزير الى تكاتف المجتمع المدني والجمعيات الأهلية للقضاء على مشكلة الأمية في مصر، مشيراً الى المبادرة التي تبنتها إحدى الشركات في القضاء على الأمية، بالإضافة الى جهود مؤسسة مصر الخير التي يشرف عليها الدكتور عمرو خالد الوزير اضاف أن الوزارة اتفقت مع هيئة الأبنية التعليمية على عدم التقيد بمساحة معينة للمدرسة أو ضرورة وجود فناء أو مواصفات قياسية معينة ، حيث يمكن أن تكون المدرسة ذات مساحة صغيرة تكفي فصل أو فصلين لتؤدي الغرض منها وهذا أفضل على أي الأحوال من عدم وجودها . من جانبه اعترف الدكتور مصطفى رجب، الرئيس الجديد لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار، بأنه شَعُرَ حينما تولى منصبه بضحالة الموارد المالية التي توفرها الدولة لمحو الأمية، واستطرد "أهداف ثورة 25 يناير لن تتحقق إلا بمحو الأمية..وحالة الانفلات الأمني بعد الثورة سببها أن لدينا فئات من الشباب أميين يفقدون الأمل والانتماء لذلك فيتحولون لعناصر ضالة تهدد أمن المجتمع". وطالب الفنان القدير حمدي أحمد أن يحتوى برنامج الانتخابي لمرشح أي حزب سياسي للانتخابات التشريعية على برنامج للقضاء على مشكلة الأمية فى مصر ، قائلا " وألا مش هننتخبه " . الجدير بالذكر أن فعاليات الملتقى تستمر حتى بعد غد الخميس ،والذي يهدف إلى التوصل إلى خطة إجرائية للبدء في حملة وطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار وتعزيز الجهود الوطنية والتوافق على تفعيل الخطة الوطنية لتطوير آليات وبرامج عمل مشتركة لاحراز تقدم ملموس في مجال تعليم الكبار .