اقرأ بتعجب الأخبار المنتشرة حول مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى والمزمع إقامته فى أكتوبر القادم، والذى أعرفه أن الدكتور عماد أبو غازي قام بإلغاء عدة مهرجانات هذا العام بسبب الظروف التى تمر بها البلاد، وعدم مواءمة هذه الظروف مع إقامة مثل هذه المهرجانات، بالإضافة إلى عدم توفر ميزانيات من الدولة لهذه البنود حاليا، وقد كان قرارا صائبا وشجاعا من أبو غازى، فألغى كل من: مهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى كان سيقام فى نوفمبر القادم، ومهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال فى مارس الماضى، ومهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والذى كان سيقام فى أول سبتمبر الجارى. لماذا إذن الإصرار على تنظيم مهرجان الإسكندرية السينمائى، رغم أنه مهرجان فاشل وكل عام يكون أسوأ من قبله ولا يقدم أى شئ للإسكندرية، ولماذا وافق وزير الثقافة على إقامة هذا المهرجان بالتحديد دون غيره، وهل سيقدم الدكتور أسامة الفولى محافظ الإسكندرية الدعم السنوى الذى تقدمه المحافظة للمهرجان والذى لن يقل عن 150 ألف جنيه، علما بأن المدينة لديها من الضروريات التى تحتاج لهذا المبلغ بدلا من صرفه على مهرجان سينمائى لا يدر أى دخل ولا تستفيد منه الإسكندرية بأى شكل من الأشكال. وهل هذا وقت مهرجانات واحتفالات، ودماء شهدائنا سواء فى الثورة أو على الحدود لم تبرد بعد، وهل هناك نية بإلهاء الناس عن مطالب الثورة بالمهرجانات وخلافه. الطريف أن إدارة المهرجان تحاول نفاق الثورة حيث تقدم الدورة ال27 لشهداء الثورة، وتضع محورا لأفلام ثورة يناير، وتنظم ندوة عن السينما والثورة، وهى كلها أشياء لا تبرر إقامة المهرجان وسط كل هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية. منذ سنوات مضت والمهرجان يعانى من الفشل الذريع، وكان دائما مهددا بالإلغاء وبعد أن كان مهرجانا ناجحا أنشأه الراحل كمال الملاخ بداية من عام 1979 يقدم الإسكندرية لنجوم السينما من كل أنحاء العالم، ويروج للمدينة سياحيا، وكان تظاهرة ثقافية فنية تفتخر بها المدينة إلى وقت قريب، ثم تدخلت المصالح الشخصية وبدأ الصراع يدب بين أعضاء جمعية كتاب ونقاد السينما منظمة المهرجان، وأصبح المهرجان مترديا منذ عدة سنوات، وكثيرا ما طالبنا محافظ الإسكندرية بالتدخل ووقف نزيف الأموال التى تصرف لهذا المهرجان وليقيم مهرجانا سكندريا بالمعنى الصحيح بديلا لهذا المهرجان الذى أصبح يجمع بعض نجوم السينما من الدرجة الثانية ليقيموا فى فنادق الخمس نجوم عدة أيام على حساب المهرجان هم وذووهم وأعضاء المهرجان، دون أن يشعر المواطن السكندرى بأى قيمة حقيقية تقدم له من خلال هذا المهرجان.