يبدأ عبد الرحمن شيخ محمد (فراولى) رئيس إقليم البونت لاند الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرق الصومال، زيارة إلى القاهرة الأسبوع المقبل على رأس وفد وزاري رفيع المستوى من حكومته إلى القاهرة الأسبوع المقبل تلبية لدعوة رسمية من الحكومة المصرية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال عبد الله جامع وزير داخلية إقليم البونت لاند( أرض اللبان) أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ تولى فراولى لمنصبه العام الماضي خلفا للرئيس السابق الجنرال موسى هيرسى، كما أنها الأولى من نوعها لرئيس الإقليم الذي يسعى منذ عام 1998 للانفصال عن الدولة الصومالية. وأبلغ جامع( الدستور) هاتفيا من جيبوتي التي وصلها قبل أيام برفقة فراولى في انتظار انتقال الوفد إلى دولة الإمارات ومنها إلى اليمن قبل أن يحل أخيرا في القاهرة، أن الزيارة تهدف إلى تناول مستقبل العلاقات بين الحكومة المصرية وحكومة إقليم البونت لاند، مشيرا إلى أن هناك علاقات تاريخية قديمة واستراتيجية بين الطرفين. وأجرى فراولى الأسبوع الماضي محادثات مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى في طرابلس في إطار أول جولة عربية موسعة يقوم بها. ومن المقرر أن يلتقي فراولى للمرة الأولى خلال زيارته مع الرئيس حسنى مبارك واللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة بالإضافة إلى أحمد أبو الغيط ويزر الخارجية وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية. ومن المنتظر أن تستفسر القاهرة من فراولى عن ما يشاع عن اتخاذ حكومته لسلسة من الإجراءات تمهيدا لإعلان انفصاله نهائيا عن الصومال، ومن بينها تدشين علم ونشيط وطني خاص بالإقليم. وتحتفظ القاهرة بعلاقات قديمة مع الإقليم الذي لطالما ربطته علاقات تاريخية معها ويحمل اسمه( أرض اللبان) إشارة إلى العلاقات التجارية والسياسية التي جمعت بين مصر الفرعونية والصومال قبل آلاف السنين. ولدى القاهرة بعثة تعليمية وثقافية محدودة في البونت لاند لكنها امتنعت في المقابل عن الاعتراف به كإقليم منفصل عن الصومال وليس لديها أي تمثيل ديبلوماسى مقيم هناك، فيما يتولى سعيد مرسى سفير مصر لدى الصومال المقيم في العاصمة الكينية نيروبي إدارة العلاقات مع الصومال والإقليم من الخارج لاعتبارات أمنية. وكانت السلطات المصرية قد أفرجت مؤخرا سرا عن ثمانية قراصنة صوماليين وسلمتهم إلى حكومة إقليم البونت لاند كبادرة حسن نية بعدما نجح بحارة مصريون على متن مركبي الصيد " ممتاز واحد" و "أحمد سمارة" في الإفلات من قبضة القراصنة العام الماضي والعودة بهم إلى الأراضي المصرية في عملية غير مسبوقة في تاريخ القراصنة الذين يهددون الملاحة البحرية في منطقة المحيط الهندي وخليج عدن قبالة السواحل الصومالية. وغالبا ما تتعرض السفن المصرية للاختطاف والاحتجاز في المنطقة القريبة من البونت لاند، فيما قال مسئولون مصريون وصوماليون ل( الدستور) أن السلطات المصرية ترغب في التوقيع على مذكرة تفاهم تمكن سفنها من ممارسة الصيد والتجارة بالقرب من سواحل هذه المنطقة دون التعرض لخطر القرصنة.