أبتاه.. لتنظر إلينا من عليائك فما أحوجنا إليك بعد أن انتقلت إلي دار الخلد بنفس مطمئنة وقابلت الله بقلب سليم، عشت راضيًا مكافحًا في خضم قسوة الحياة فما مالت شجرة القيم التي زرعتها فينا ولا انحيت لعواصف الأهواء التي تجتث الجذور من الأرض لأنك كلمة طيبة تتحرك علي أرض المحروسة مؤمنًا بأنه مهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر. أبتاه.. اسمك صابر رافع ومن اسمك أخذت نصيبًا من الصبر حتي بلغ بك مبلغًا فعشنا نتباهي بكفاحك وإيمانك وسجودك لله الحنان المنان حتي أصبحت صحفيًا وعبدالناصر معلمًا ومعمر رجل أعمال ناجح بالسعودية أما بناتك وفاء وإلهام وثريا علي نعيم القيم فهن يهنأن في معايشهن كما ربيتهن صغارًا. أبتاه.. آمنت بالعروبة وعشقت عبدالناصر حتي أبكيته حتي الموت ودموعك مازالت تسيل أمامي حتي اليوم ومازلت أتذكر إصرارك علي تسمية حفيدك الأول جمالاً بن شقيقي الأكبر عبدالناصر. أبتاه.. اشتاقت نفسي لرؤياك ولهفت نفسي عليك وأنت في إصرارك علي لقاء الله لكني أعلم أنك حي تقرأ ما أكتبه وتتابع كل ما يجري ما حولنا ولعلمك تهنأ بحفيديك الضابطين محمد مجدي رافع ومحمد محمود هزاع كما تمنيت فأوفيت بعهدي معك وها آنذا أكتب خطابي إليك في ذكراك الرابعة أكتب إليك وحولي زوجتي الدكتورة مروة يحيي وابنتاي إيلاف وسلوان يقرآنك السلام فعليك السلام من أهل السلام وشفاعتك بالقرآن كلام السلام ومن رسول الله - عليه السلام فقد أحببت الله وعشت مسبحًا وذاكرًا ومحبًا لآل بيت رسول الله ومعظمًا سيدنا محمد شفيعك وشفيعنا يوم نلقاه علي خير يارب العالمين. أبتاه.. أخاطبك حياً لأن الموت لا يحصد سوي الأجساد لكن الأرواح حية تسعي في نور الله وفي سطوري يا أبي لاتتركني وحيدًا فإني أرجوك أن تتصل بي وتحدثني بالطريقة التي تحبها وإني علي علم وعين اليقين أن اتصالك بي بإذن الله عما قريب.