«لا دي حياتي أنا، وأنا اللي لازم أختار.. أنتو كده خنقتوني» يسكت الجميع لحظات ويلقيك أكبرهم بالقنبلة التي انتظرتها طويلاً. «خلاص أنت حر، علي شرط.. حتتحمل نتيجة اختيارك». حيجيلك ساعتها إبليس صغنتت كده يتنطط في عقلك، «إتبسط كده ياخويا؟» اديهم رمولك الكورة في ملعبك يارب تكون ارتحت، وإنت فاكر نفسك حتقدر تنجح من غيرهم، ده انت شكلك حيبقي وحش لما ترجعلهم زي الفنلة المقطعة «مشيها فنلة عشان خاطري» وتقولهم أصلي مفلحتش. وحتبدأ تتراجع ومخك يزقزق، لالا أنا أستني في أول مناقشة تاني وحقولهم خلاص حسمع كلامكو وتعيش في دور المُنكسر اللي بيسمع الكلام عشان لو فشل يعلق غلطه علي غيره. أنت فاشل، أيوه ومهما عملت حتفضل فاشل امشي ورا عقلك حتي لو أول مرة وقعت، تاني مرة كنت حتنجح، الواحد أما بيحس إن قراره ده الناس كلها مستنيه تشوف نتيجته بيعافر قد ما يقدر عشان يثبتلهم إنه صح. لكن لو سمع الكلام مش حيهمه أوي نجاحه، حيقولك هم السبب. إسكع إبليس مخك ده بأقرب شبشب، واقتنع إنك حتنجح لأنك واثق في قدرتك، الست اللي ماشية في الشارع مجرجره «5» عيال وراها وشايلة عيل علي دراعها وكرنبة علي راسها وبطيخة علي دراعها التاني وأصبحت أقرب لنص نقل متحرك مختارتش إنها تكون كدة. هي بس استسلمت. استسلمت للواقع اللي حواليها وإنها زي باقي البنات قرابيها اللي اتجوزوا وقعدوا في بيوتهم يطبخوا ويفلوا في العيال. كانت ممكن هي كمان تتجوز «رستم» وتذاكر للعيال وتطبخ مثلا وتبيع الأكل «ده لو اعتبرناها مش متعلمة وأضعف الإيمان تعمل أكل وتبيعه» فتلاقي فلوس تودي عيالها حضانة ومتمشيش مجرجرة كده بس هي واقعة في المشكلة اللي ملهاش نهاية «الانسياق للقطيع». ربنا بيدي الواحد علي قد تعبه، ماما دايماً بتقولهالي ليلة الامتحان وبطني توجعني بس ما علينا، الست دي «اللي هي أم العيال الكتير» ممكن تتعب شوية أكتر ربنا يديها مقابل لتعبها ده حياة أحسن، عيال متربية أو أي حاجة تفرحها. الراجل الرسام اللي عنده أتيليه علي أول شارعنا والناس كلها بتقول عليه «المجنون» اختار إنهم يسموه مجنون؟ لا.. بس هو عايش فنه وإشطاط مبسوط كده مش ناوي يوجع دماغه بكلام أبوه مدير البنك ولا مامته ثناء هانم بنت الذوات ولا أخواتة اللي كل واحد فيهم عندة شركات بالعبيط. الراجل مبسوط بقميصه اللي مرتاح فيه مع أن ألوانه راحت، و مبسوط بمشيه كل يوم من المعادي لمصر القديمة مكان شغله، ومبسوط بالأتيليه بتاعة اللي هو برضو شقته ومكان ما بيبات. الجملة اللي بتتقال من ساعة ما ضربة شمس نزلت «دور عليك إنت» متخافش إنك تفشل وفيها إيه يعني ما أعظم الناس فشلوا. مش عشان أبوك دكتور وعايزك دكتور يبقي تطلع دكتور، يمكن انت حابب تطلع طبال، أنت حر. ملهاش مقياس، الدنيا دي حتتعاش مرة واحدة، استمتع بيها عشان تعرف تفيد نفسك وتفيد غيرك. استمتع، بس كده.