لو صادفت ووجدت نفسك - لأي سبب من الأسباب - تتابع كليب سمية الخشاب الجديد «كل بعقله راضي» وكان صوت التليفزيون وقتها مكتوما، في تلك اللحظة ستتخيل قطعا أن سمية غارت من نجاح أغنية «ناري نارين» لهشام عباس، وقررت أن تقدم كليبا هنديا تدربت علي رقصاته فترة طويلة حتي تجيدها بهذا الشكل. في نفس اللحظة لو قررت أنك تعلي صوت التليفزيون ستصطدم بأن الكليب خليجي وليس هنديا! وأن سمية الخشاب طوال الكليب كانت تغني باللهجة الخليجية، وليس باللغة الهندية كما كنت تتخيل. الأغرب من ذلك أن أي مشاهد آخر كان مقدراً له أن يتابع كليب سمية الخشاب وبعده مباشرة كليب نوال الزغبي الجديد «مني عينه» - الخليجي أيضا- سيجد نفسه أمام نفس رقصات سمية الخشاب الهندية والتي تقدمها نوال الزغبي أيضا علي أنها خليجية، فهي طوال الكليب تقف في مكانها وتتمايل وهي تحرّك أيديها بتلك الحركة الهندية الشهيرة التي تضم فيها إصبعيها «السبابة والإبهام» علي شكل حلقة وتشير بالأصابع الثلاثة الباقية. وهو ما يدعونا للتساؤل عن المصدر الذي استمدت منه كل منهما معلوماتهما المؤكدة عن عدم وجود فرق بين الرقص الهندي والخليجي. المشاهد الذي سيتحمل مشاهدة الكليبين حتي النهاية ويصل للتترات، هو فقط الذي سيكتشف أن المصدر الذي استمدت منه كل من نوال الزغبي وسمية الخشاب معلوماتهما عن الرقص الخليجي «الهندي» هو المخرج نفسه «يحيي سعادة» الذي حمل الكليبان توقيعه، والذي يبدو أنه كان مشغولا في ذلك الوقت بتصوير كليبات أخري فلم يجد أسهل من تصوير الكليبين بنفس الفكرة والروح والرقصات بل وزوايا التصوير أيضًا. ففي الكليبين تقف المطربة وحولها مجموعة من الموديلز ولا تتحرك المطربة إلا لتتمايل يمينًا ويسارًا، فيما عدا أن نوال الزغبي كانت تقف علي دائرة تشبه الكرة الأرضية تدور بها طوال الكليب، بينما كانت سمية الخشاب تقدم رقصاتها داخل إطار زجاجي! التشابه بين نوال الزغبي وسمية الخشاب في الكليبين لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلي اللوك الذي اختارته كل منهما لتظهر به في كليبها الخليجي الأول. وهو طبعًا البشرة السمراء والماكياج ذو الألوان البنية لتبدو المطربة أشبه بالخليجيات، وهو اللوك الذي لم يتغير طوال الكليب رغم أن كل منهما كانت حريصة علي تغيير فستانها أكثر من مرة - بالمناسبة كل منهما ارتدت نفس العدد من الفساتين في الكليب «ثلاثة»!