فى بعض الأحيان يكون نجاح الفنان نوعا من أنواع الحظ.. وفى بعض الأحيان يكون اختلافه مصادفة .. ربما لا تتكرر كثيرا.. ولكن البقاء على الساحة بقوة وصلابة لسنوات هو بالضرورة قرار واختيار.. نابع من قناعات وأفكار وخطط الفنان نفسه. وفى حالة «إليسا» يصبح ليس فقط البقاء وإنما أيضا التطور والتبلور مشروعا تحسب هى حساباته بدقة وعناية. عندما تحدثت إليها أدركت أنها من الفنانات اللائى يعرفن جيدا مساحة الانتشار التى حققنها فى السنوات الأخيرة.. لا تنكرها حتى من قبيل التواضع وبالتالى تعرف أن هذا يعنى مزيدا من المسئولية.. . إليسا قادرة على إثارة العديد من التساؤلات أولا حول إمكانية استمرارها على الساحة بنفس القوة على مدى السنوات التالية وما الذى تحتاجه لتحافظ على الاستمرارية، وثانيا حول العناصر التى حولتها من مجرد مطربة إلى ظاهرة مميزة تستحق الالتفات إليها.. أما السؤال الأهم فهو ما إذا كان هذا النجاح نتيجة مجهود فردى أم صناعة تجيد إعادة صياغة النجوم؟ * ألبوم والسلام نظرة سريعة على ألبومها الأخير تجعلك تدرك عدة أشياء.. أولها وأهمها: أن إليسا من الفنانين الذين لا يتعاملون بمنطق «ألبوم والسلام».. إليسا تؤمن بالجرأة فى الاختلاف.. وتعرف جيدا أنها لم تعد مراهقة.. وإنما أصحبت أنثى واعية وناضجة.. وبالتالى ابتداء من «خد بالك علىَّ» على وجه التحديد والتى ضمها ألبومها السابق «أيامى بيك».. أصبحت تعى أنها قادرة على أن تصبح صوتا لعشرات من النساء اللائى تخلين عن أحلام المراهقة وأصبحن أكثر احتياجا لمن يعبر عن تفاصيلهن العاطفية وتفاصيل علاقاتهن التى يغلفها الكتمان فى كثير من الأحيان. عندما سألتها عما إذا كانت تشعر باختلاف فى هذا الألبوم عن ألبوماتها السابقة قالت «أى فنان يمر بمراحل مختلفة.. فى وقت من الأوقات كنت أحرص على تقديم الأغانى الرومانسية.. والتى كنت أقدمها أيضا بمعانٍ وأحاسيس مختلفة.. ولكن بمرور الوقت أصبح لدىَّ الجرأة على طرح مواضيع ربما كنت أخشى التطرق لها من قبل.. وحتى الأغنيات الرومانسية التى أقدمها.. ربما تقدمها فنانات أخريات ولكن قد لا تعطيك بالضرورة نفس الانطباع.. أنا واحدة من الذين يؤمنون بأن الفن رسالة والكلمة رسالة.. وأعى وأعرف جيدا أننى أيضا من الفنانين الذين أصبح لديهم القدرة على مناقشة وطرح حالات اجتماعية تشغل شرائح متنوعة من الجمهور». قاطعتها متسائلا عن الشىء الذى يجعلها واثقة من أن الجمهور سيتقبل منها هذه المغامرات الغنائية المختلفة التى تقدمها فى هذا الألبوم فقالت: «فى أحيان كثيرة قد تجد حوارا لنجم أو لسياسى على شاشة التليفزيون.. وقد يجذبك أو قد تضطر إلى غلق التلفاز.. المعيار الذى يستند إليه قرارك هو قدرتك على تصديق الشخص أم لا. وأتصور أن مصداقيتى لدى جمهورى هى التى تحقق لى النجاح الذى أرجوه. أنا إنسانة تصدق كل ما تقوله كلمات أغنياتها.. أشعر بما أقوله.. انفعل وأقتنع به.. لا أكذب.. ولا أفتعل شيئا.. فى غنائى.. وصدق إحساسى يجعل الناس تصدق ما أقوله. على سبيل المثال.. أغنية «من غير مناسبة» التى أقول فيها «بعد النهارده إزاى أنا على نفسى حارضى أرجع لحد قدر يمد إيديه عليا».. ربما لم أتعرض إلى تجربة مشابهة فى حياتى من قبل ولكنى لم أكن أكذب وأنا أقوم بغنائها.. صدقتها.. وتصورت نفسى فيها.. وأعتقد أننى لم أكن لأسمح بأى تصرف يمس كرامتى أو كبريائى.. وكذلك بالنسبة ل«مصدومة» وغيرها من الحالات التى قمت بغنائها فى الألبوم.. ما أريد أن أؤكد عليه هو أن الشىء الذى يجعل الجمهور يتفاعل مع جرأتك هو مدى مصداقيتك بالنسبة له وأتصور أننى ناجحة فى نقل هذا الصدق إليه». هى راضية عن هذا الألبوم بل تعتبره أكثر تجاربها اكتمالا.. قالت لى عنه: «دعنى أقلها بصراحة.. أنا أعتبر هذا الألبوم هو أنضج ألبوماتى حتى الآن.. والذى تغير هو أنه صار لدى مزيد من الجرأة على تقديم أشياء لم أكن أستطيع تقديمها فى البداية.. وأنا فخورة بهذه الجرأة فى اقتحام مناطق جديدة غنائيا على صعيد الكلمات والمواضيع.. ولكن دعنى أعترف أن أغنية مثل «من غير مناسبة» استغرقت منى 4 أشهر كاملة حتى أوافق على غنائها.. فلم يكن سهلا بالنسبة لى أن أغنى حالة كهذه». * الرحلة الصدمة.. مصطلح أخذ دلالات وأشكالا مختلفة خلال مشوار إليسا الغنائى منذ البدايات وحتى الآن. فى البداية كانت الصدمة بصريا.. من خلال أغانيها المصورة الأولى «بدى دوب».. «عايشالك».. و«أجمل إحساس».. والتى ظهرت فيها بصورة أنثوية بدت مستفزة فى ذلك الوقت للجمهور.. ربما لأنه لم يكن قادرا على تذوقها وقتها.. ولكن بمرور الوقت ومع ظهور الإرهاصات الأولى لكليبات العرى الغنائى.. أصبح ذلك الجمهور قادرا على التمييز بين احتفاء إليسا بأنوثتها ورومانسيتها من خلال أغنياتها المصورة وبين الأخريات اللائى يجدن الإتجار بأجسادهن.. عندما تشاهد أغنيتها «أجمل إحساس» الآن ستضحك بمجرد أن تتذكر الضجة التى أثيرت وقت عرض هذا الكليب.. فهو ليس أكثر من حالة رومانسية تتسم بشىء من الجرأة ولكنها ليست مبتذلة على الإطلاق.. ولكن وقتها كانت صدمته جزءا من نجاحه.. وبمرور الوقت أيضا أصبح لدى الجمهور ثقة أكبر فى صوت وإمكانيات إليسا. مشوار إليسا الغنائى ليس قصيرا كما يتصوره البعض وإنما هو طويل نسبيا.. ويعود إلى عام 1992 من خلال تجربتها فى «استديو الفن» التى خرجت منها بميدالية فضية وبإصرار عجيب على أن تشق طريقها بمفردها ودون الاعتماد على أحد.. توالت بعد ذلك بضعة ألبومات «حوالى ألبومين» لم تحقق النجاح الذى تمنته.. إلى أن جاء «عايشالك» ليعلن الميلاد الحقيقى لصوت علمته الصدامات التى خاضها فى ذلك الوقت أن يظل متمسكا باختلافه وبحقه فى الدفاع عن هذا الاختلاف. لم يكن الذى يميز «عايشالك» كألبوم بما ضمه من أغانٍ حققت نجاحا لا يقل عن نجاح الأغنية الرئيسية.. هو فقط رقة الكلمات وعذوبة الألحان وإنما ما كان يميزه هو ذلك الإحساس الذى تدفق بغزارة وبصدق قلما يتكرر بين المعانى ووصل بسرعة خاطفة إلى آذان وقلوب مئات من الذين استمعوا إلى إليسا بعد أن عرفوها أكثر من خلال دويتو «بتغيب بتروح» مع راغب علامة. مع الوقت وبتوالى الألبومات خففت حدة صدمات إليسا بصريا وبدأ مفهوم الصدمة يتطور سمعيا.. حيث أصبح واضحا أن المطربة التى تراهن بقوة على إحساسها تعى جيداً أن ذلك الإحساس ليس كافيا لصنع مشروع غنائى قوى.. وإنما هى فى حاجة لمواضيع متنوعة لكى تطرحها غنائيا سواء كان ذلك باللهجة المصرية أو حتى اللبنانية. فعلت ذلك فى «أحلى دنيا» الذى ضم تجارب غنائية متنوعة مثل الأغنية الرئيسية فى الألبوم التى تقول فيها «طول عمرى خايفة أحب وأعشق زى كل الناس.. لأنى ماملكش فى حياتى غير حبة الإحساس». أهم ما كان يميز كلمات الألبوم وقتها هو أنها ليست مستهلكة أو مفتعلة والأهم من ذلك أنها شديدة الالتصاق بصاحبتها.. وهى السمة التى ستطارد إليسا فى كل ألبوماتها اللاحقة والتى لا تعرف حتى الآن ما إذا كانت سمة فطرية أم مكتسبة. فى «بستناك» واصلت إليسا اللعب بنفس المفاتيح ولكنها طورت الأسلوب.. موسيقيا كانت تتنقل بنعومة بين ألحان مفعمة بالحب وأخرى سجينة لحالات من الشجن.. ولفظيا.. اختارت مواضيع مختلفة عن التى طرحتها فى ألبوماتها السابقة.. كانت حريصة على أن تدخل فى تفاصيل وعلاقات عاطفية لم يتحدث أحد عنها من قبل بذلك العمق مثل «كرمالك» التى تقول فيها «ما بدك نبقى حبايب.. ولا تبقى عن عينى غايب.. بدك نبقى مثل الرفقا.. كذب على قلبى الدايب». سمة أخرى طورتها إليسا فى ذلك الألبوم وهى ألا تكون أغنياتها فقط تعبيرا عن إحساسها الشخصى وإنما أيضا عن نظرتها لنفسها وللأشياء التى قد تقبلها أو لا تقبلها فى علاقة ما.. مثل «ماتخافش منى» التى تقول فيها «ماتخافش منى أنا اللى زييى تخاف عليه.. أنا اللى زيى مرة فى العمر تلاقيه».. بدأت تعلنها بصراحة.. هى امراة تعرف جيدا قدر نفسها.. قد تضحى لأجل من تحب.. قد تتنازل لبعض الوقت.. ولكنها لن تتنازل كل الوقت.. تعرف جيدا ماذا تمنح ومتى تمنح.. ومتى تمتنع عن المنح. عندما قلت لها إن أغنياتها أصبحت تعبر عن كثير من النساء يعانين من أزمات ما يجدن مخرجا لها فى كلمات أغنياتها قالت لى: «سأقول لك شيئا لن تصدقه.. وهو إننى عندما أختار أغنية ما لأغنيها فى بعض الأحيان تحرضنى كلماتها على التصرف فى مواقف معينة بطريقة محددة.. أى أن كلمات أغنياتى تعطينى أنا شخصيا القوة فى كثير من الأحيان لمواجهة مواقف صعبة.. وتمنحنى إحساسا أكبر بكبريائى وتجعلنى أقول إن من يخطئ عليه أن يدفع ثمن أخطائه.. ولذا أتصور أن كلامك صحيح. حدث هذا مع «من غير مناسبة» التى جعلتنى أتذكر مواقف معينة مررت بها بالطبع ليست مشابهة للتى وردت فى الأغنية ولكنها جعلتنى أشعر بالقوة.. ولذا أتصور أن كلامك صحيح». «أيامى بيك» كان البداية الحقيقية للمرحلة التى طورتها إليسا فى ألبومها الأخير «تصدق بمين».. و«خد بالك علىَّ» و«أواخر الشتا» مغامرتان غنائيتان تؤكدان أن صاحبتهما فى ذلك الألبوم بدأت تعلن جرأتها من جديد وقدرتها على تقديم تجارب أنضج.. تجارب تتجاوز الرومانسية الغارقة فى أحلام المساء لتقدم إرهاصات الرومانسية تحمل فكرا جديدا.. وبعدا اجتماعيا ما يتضح أكثر فى الألبوم الأخير. * مقومات نجمة «لا يوجد نجاح فى الدنيا بدون تخطيط.. وأنا فنانة أحرص جيدا على التخطيط لكل خطواتى بدقة.. وأنا أعلم جيدا أننى من الفنانات اللائى يحققن أعلى المبيعات بألبوماتهن، وهذا ليس كلامى وإنما كلام الشركة المنتجة.. وهذا يفرض علىَّ بالطبع مزيدا من الدقة والتخطيط.. فعلى سبيل المثال.. أنا لا أستطيع أن أحكم على نجاح أى من تجاربى وألبوماتى إلا بعد فترة زمنية كافية وبعد أن أتأكد من أن خطوتى كانت موفقة.. فبعد سنة تقريبا من صدور ألبومى «أيامى بيك» بدأت أسأل نفسى.. ما الذى أستطيع تقديمه للناس المرة القادمة؟.. ولعل سبب تأخر صدور ألبوماتى هو أن لدى نظرية مقتنعة بها وهى أنه من الممكن أن تقدم عملا ناجحا ولكن من الممكن أيضا أن تقف محلك سر بجوار هذا النجاح ولذا تجدنى دائما فى حالة ترقب وتفكير.. أحسب حساب الخطوة القادمة بعناية». ماسبق كان رد إليسا على سؤال طرحته حول ما إذا كانت تعتبر النجاح الذى حققته حتى الآن صدفة أم مشروعا تخطط هى له بدقة. إليسا تتطور طوال الوقت.. هذا ما تؤكده هى نفسها بقولها: «نعم.. وهذا شىء طبيعى لأن الإنسان بشكل عام والفنان على سبيل الخصوص عليه أن يتطور وألا يتوقف عند نقطة معينة لا يتجاوزها. ولكن أضف إلى ذلك إنى فنانة لم أعمل شيئا منذ بدايتى وحتى الآن سوى الغناء.. فالفن هو الشىء الذى أحبه وأجيده.. وهو أيضا مصدر رزقى والمهنة التى أعرفها عن ظهر قلب. عندما حاولت أن أسال عددا من المتخصصين عن العوامل التى صنعت نجاح إليسا.. اختلفت إجاباتهم ولكنها اتفقت فى عدد من النقاط الأساسية مثل الصدق والإحساس والذكاء بدون شك. الشاعر بهاء الدين محمد قال إن «إحساسها.. هو الثروة الحقيقية التى تتمتع بها.. وهو مفتاح دخولها إلى قلب أى مستمع.. بحيث تشعر أحيانا أن إحساسها يجعلك تتقبل أى أغنية منها. إليسا منذ اللحظة الأولى قادرة على أن «تشيل أغانيها بإحساسها».. قادرة على منح ثقل لفكرة أى أغنية حتى لو كانت بسيطة أو مباشرة لفظيا.. أيضا لديها ذكاء فى اختيار المواضيع التى تطرحها.. وفى الألحان التى تقوم باختيارها.. أضف إلى ذلك أنها محاطة بمجموعة من الشعراء فى مقدمتهم «نادر عبدالله» قادرين على تقديم مواضيع جديدة وجيدة فى الوقت ذاته لها». يتفق معه فى الرأى الموسيقار عمر خيرت والذى استمع إليها وإلى ألبوماتها حيث قال «إليسا تملك صوتا جيدا.. واختياراتها الغنائية جيدة بلا شك وتنم عن ذكاء واضح.. هى تعرف جيدا منطقة تميزها، وأعنى هنا تلك الحالة الرومانسية التى تجيد تقديمها والتى تقدمها بأحاسيسها. أراها ذكية أيضا لسبب آخر له علاقة بأنه دائما فى كل ألبوم جديد لها تجد أكثر من أغنية تلمس الناس وتتفاعل معها». أما الإعلامية سلمى الشماع فترى أن «الإحساس. هو بلا شك سر نجاحها.. هى مطربة تغنى بإحساسها.. وفى نفس الوقت جميلة بدون افتعال.. ملامحها مريحة للعين. بحيث تحب أن تشاهدها وتستمع إليها وهى تغنى فى نفس الوقت.. أى أنها نجحت فى خلق هذا التوازن البصرى والسمعى.. إليسا بلا شك لديها ذكاء فى اختيار الموضوعات التى تقوم بغنائها.. وتعرف أنها لامعة فى مناطق معينة فتجيد اللعب عليها». الموسيقار خالد حماد يضيف إلى ما سبق قائلا: «إليسا تعرف ما الذى يناسبها ويمس الجمهور فى الوقت ذاته.. ربما ليست الأقوى أو الأفضل من حيث الإمكانيات ولكنها تجيد خلق منطقة لها لا ينافسها فيها أحد». أما هى فترد قائلة: «لا يوجد نجاح يأتى بين يوم وليلة كما قلت من قبل.. وإنما هناك عناصر عديدة تؤدى إلى هذا النجاح.. منها التخطيط الجيد بالطبع.. والجرأة.. وصدق الإحساس والتجربة.. والتوقيت أيضا فمثلا عندما أجد الناس تغنى «خد بالك علىَّ» أعرف أننى كنت موفقة عندما قدمت هذه الأغنية فى ذاك الوقت.. وبمرور الوقت ومع ازدياد حجم المسئولية الملقاة علىَّ من قبل الجمهور يصبح لدى إحساس بأن هناك الكثير لكى أقوله وبأننى مازال لدى مواضيع كثيرة لكى أطرحها». بهاء الدين محمد يعود ليشير إلى نقطة مهمة لها علاقة بالمعادلة التى نجحت إليسا فى خلقها حيث يقول: «إليسا بلا شك ذكية جدا ولديها فهم ووعى كامل بما تفعله وما هى قادرة على فعله.. وهذا الفهم هو ما يضمن لها النجاح. هذا الذكاء يبدو واضحا من اللحظة الأولى.. وأتصور أن الذكاء عندما يجتمع مع الإحساس والموهبة تصنع من الفنان.. أى فنان مشروعا ناجحا». ولكن هل هذه العناصر هى التى ضمنت لها الاستمرار؟. ذلك السؤال يجيب عنه عمر خيرت حين يقول: «إليسا تجيد اختيار الأغانى التى تدفعها إلى الأمام وليس إلى الوراء.. يساعدها فى ذلك إحساسها المتميز.. أيضا منذ أن قدمت نفسها للجمهور وهى لديها ستايل خاص بها نجح فى أن يصل بها إلى قلوب الجمهور وهى نجحت فى استغلال ذلك لصالحها فضمنت الاستمرار الذى هو أهم من النجاح الوقتى». * سندريلا لم تنجح إليسا فى فرض نفسها سمعيا فقط بل بصريا أيضا.. فمنذ ظهورها وهى تجيد رسم صورة خاصة بها لا تتشابه مع صورة أى فنانة أخرى. لاحظ الصور التى تغلف بوسترات ألبوماتها.. ستلاحظ أنها تؤكد على ستايل وأسلوب معين فى الأزياء.. معظم الفساتين التى ترتديها فى كليباتها تتسم بأنوثة شديدة.. وتعلى من قيمة الجسد.. و تبرزه فى أجمل هيئة.. ليس هذا فقط بل مثلما يقول الموسيقار خالد حماد «العنصر الأقوى لدى إليسا هو أنها تحتفظ لنفسها بخط محدد تسير عليه.. فأنا لا أتذكر أننى رأيتها فى كليب من كليباتها ترقص مثلا بطريقة مستفزة ولم أسمعها يوما ما تغنى أغنية صاخبة مثلا.. لها هوية فنية خاصة بها». نفس النقطة تؤكدها الإعلامية سلمى الشماع حين تقول: «حتى على مستوى الكليبات لها ستايل خاص بها.. بحيث تشعر بمتعة وأنت تشاهد أغنياتها المصورة». عندما سألت مدير التصوير والمخرج محسن أحمد عن تلك الجزئية بالتحديد قال «إليسا نجحت فى أن تفرض «ستايل بصرى مختلف».. حيث نجحت هى وعدد من الفنانات فى أن يخلقوا شيئا لم يكن موجودا لدينا فى مصر له علاقة بجماليات الشكل والصورة.. ينطبق هذا على الملابس.. الماكياج.. ستايل الشعر والأزياء.. فهناك مجموعات عمل تعتمد هى عليهم بشكل أساسى من أجل أن تخرج على الجمهور بشكل مختلف بصريا وموسيقيا.. وهى ناجحة فى الاهتمام بكل تلك التفاصيل.. لأنها تعرف جيدا أن هذا الزمن هو زمن الطرب المصور.. المرئى والمسموع. إليسا وغيرها من الفنانات وضعن فى ذهنهن هذا المنطق جيدا وقاموا بتوظيفه بحيث يكون كل شىء مدروس ومخطط له. ربما يكون ما فعلته عاديا ولكنه بمثابة «أ ب الصواب».. لأنها فى النهاية اختارت ما يليق بها ويناسبها». * صناعة النجوم «أحيانا أتصور أن إليسا مؤسسة وليست فرد فهى ليست مجرد مطربة وإنما هى أيضا مديرة أعمال جيدة لنفسها تعرف ماذا تختار لجمهورها». جملة قالها الشاعر بهاء الدين محمد.. ولكنها تحمل الكثير من الأسئلة.. فهل من الممكن أن يكون السر وراء ذلك النجاح الذى حققته إليسا هو أن ورائها صناعة تجيد صنع النجوم؟. الإجابة لدى الموسيقار خالد حماد الذى قال «سر أخر من أسرار نجاحها له علاقة بفكرة صناعة النجم.. فهناك نجوم تجيد صناعة نفسها وهناك مشاريع نجوم تقضى على نفسها بيدها.. وصناعة النجم تعنى توظيف مجموعة عناصر واستغلالها من أجل إنجاحه هذه العناصر متوافرة فى حالة إليسا.. ويبدو واضحا بالنسبة لى أن إليسا من الفنانين الذين يعملون من خلال ورشة تساعدها فى اختياراتها.. وهذه الورشة نجحت فى أن تضيف الكثير إلى إمكانياتها وموهبتها. من أهم العناصر التى اعتمدت عليها «إليسا» الإحساس بلا شك.. واختيار الأشياء التى تبرز هذا الإحساس من خلال الشكل والستايل والصوت وكذلك الكلمة.. فالكلمة لديها مهمة جدا. إليسا تعى جيدا أن منطقة تألقها هى الأغانى الناعمة التى تلعب على أوتار الأحاسيس المختلفة ولكن فى الوقت ذاته هى تعرف كيف تنوع أداءها وأغنياتها بحيث يكون هناك تطور طوال الوقت.. باختصار شديد.. إليسا من الفنانين الذين لديهم مشروع خاص بهم يعملون عليه دائما». * من أجل البقاء هل وصلت إليسا إلى مرحلة النضوج الفنى.. سؤال طرحته على الإعلامية سلمى الشماع والتى أجابت عنه قائلة: «هى الآن فى منطقة معقولة.. وستكتسب خبرات أكثر مع مرور الوقت.. لقد بدات الآن مرحلة من النضج وأتصور أنها ستصبح أكثر نضجا خلال الفترة القادمة». عندما سألتها نفس السؤال قالت لى بثقة: «نعم.. نضجت عمريا.. فكريا.. أنثويا.. وعاطفيا.. وأنا أمراة فى النهاية كلما كبرت كلما أصبح لديها رغبات وطموحات وأحلام أكثر نضوجا واختلافا.. فأغنية مثل «عابالى حبيبى» التى أقول فيها «باجيب منك أنت طفلك أنت مثلك أنت».. أتصور أننى عندما وافقت على غنائها.. فعلت ذلك لأنى وجدتها تعبر عنى أنا.. عن رغباتى.. أنا امراة تحلم ليس فقط بالعائلة والأطفال وإنما بالأب الذى يؤسس معى هذه العائلة.. ربما يمكنك القول أن الكثير من أغنياتى الآن تعبر عن هموم وأحلام شخصية لى.. وهذا ما يجعل أى امرأة تتخيل نفسها فى الكلمات التى أغنيها».