لا جديد يذكر أو قديم يعاد، يبقى الحال على ما هو عليه كان قرار مجلس إدارة الزمالك في اجتماعه، أو بالأحرى ما سينتج عنه خلال الموسم. حجتي في أن أحمد رمزي وأحمد رفعت لن يقدما جديدا، أنهما كانا بطلين في الجزء الأول من مآساة النادي، وعودتهما تشعرني بأن الزمالك يعيش فيلم مكرر لا جديد فيه. من وجهة نظري الأزمة تكمن في هولمان نفسه، فقديما لم يغير رحيل محمود سعد أو أيمن منصور أو محمد حلمي أو طارق يحيى من شيء، بل كان المدير الفني هو كلمة السر دائما. تطور الزمالك بشكل واضح مع الفرنسي هنري ميشيل وكان أفضل فريق في الدوري خلال النصف الثاني، لكنه فشل مع رود كرول ومانويل كاجودا والقصة تتكرر مع هولمان. فالزمالك يحتاج "مديرا" وليس مدربا، رجلا يملك من الصلاحيات ما ينصبه ملكا، ذو شخصية تؤثر في اللاعب وتجعله يؤمن بالفريق ويقاتل لأجله، مدرب يعرف متى يعاقب وكيف يكافئ. مدير فني يمكنه أن يتسيد أحمد رمزي وأحمد رفعت وكل مساعديه، أن يكون هو الشخص الذي يهابه نجوم الفريق. بداية يجب أن أفرق بين المدرب والمدير الفني، فالأول يهتم باختيار التشكيل ووضع الخطط داخل الملعب فقط، تاركا للإدارة باقي الأعمال الخاصة بالكرة. أما المدير الفني يكون مسؤولا عن كل ما يتعلق بالفريق، ومعظم الأندية الكبرى تعتمد على هذا النوع من المدربين مثل أليكس فيرجسون في مانشستر وأرسين فينجر في أرسنال. الزمالك مؤخرا كان اعتماده على المدرب، والسبب أن من قادوا الفريق الأبيض مؤخرا يفتقدوا الشخصية التي تعادل البرتغالي مانويل جوزيه في الأهلي، باستثناء هنري ميشيل. هنري ميشيل لعب دور المدير الفني مستندا على تاريخه الحافل، وجوزيه لعب دور المدير الفني معتمدا على نجاحه في المرة الأولى، ونجاحه في المرة الأولى استند على الوقت الذي امتلكه للتعرف على أدواته واستعمالها بالشكل الصحيح. لكن هولمان لا يملك التاريخ الذي يجبر نجوم الزمالك على احترامه، وحاليا الفريق لا يملك الوقت لينتظر تطور هولمان، فمهما كانت عبقريته تخيلوا لو خسر مرتين على طريقة الأوليمبي، ما هي حظوظه في البقاء حتى يبدأ مشوار النجاح؟ ما أريد قوله إن عاجلا أم آجلا سيرحل هولمان، وبالتالي كنت أتمنى أن يحدث ذلك الآن حتى لا يصبح رحيله متأخرا كالعادة، لكن من هو الأسم القادر على إنقاذ الفريق؟ مع حسبان أن المدير الفني الذي يملك الصفات المطلوبة غير متوفر من الأجانب خاصة ونحن في منتصف الموسم، وأمثال ميشيل فكرة سيئة كونه سيبيع الفريق مع أول عرض أفضل.
أن يأتي رفعت ليعد بتحسن النتائج ويخطط للاجتماع مع اللاعبين ثم يحدد موعدا مع هولمان لتصليح الأوضاع والأخطاء الخططية لا يشعرني بأن الألماني هو المسير الوحيد لأمور الزمالك. يكون الحل العملي الوحيد هو التعاقد مع مدير فني مصري، وعلى مدار تاريخنا لم ينجح أحد في الوصول لهذه المرتبة سوى محمود الجوهري. فالجوهري مهما كان الاختلاف على أسلوبه في العمل وطريقة إدارته للمباريات، لا أحد يمكنه إنكار أنه يملك شخصية مثالية بالنسبة للزمالك. ربما أتم عامه ال70، لكنه لازال محتفظا بكل شغفه تجاه كرة القدم، قد تختلف عليه الأراء لكن الحقيقة الثابتة تؤكد أنه ليس مدربا عاديا، بل رجل يمكنه التأثير في المجال الذي يتسيده. فهو يجمع بين الصرامة والذكاء، يملك التاريخ الذي يسانده أمام اللاعب ويجبره على احترامه، سيكون مثل الإيطالي فابيو كابيللو حين جاء ريال مدريد. ريال مدريد سقط ثلاثة مواسم لذات أسباب الزمالك، فراؤول كان له تأثير أكبر من مدربه عند الإعلام والإدارة، لكن مع كابيللو كان الكل يعلم أن المدير الفني الإيطالي هو الآمر الناهي. فأنا أرى العامل الرئيسي في أزمة الزمالك هو المدير الفني، لا اللاعبين أو العوامل الخارجية كالحظ والتحكيم والإصابات. فلا تلوم لاعبا لأنه لم يظهر رجولة في الأداء، بل إلقي باللوم على من ألحقه أصلا بقائمة المباراة .. ثم مهما ظهر لاعبو الزمالك بمستوى مضمحل، هل هم أضعف من الأوليمبي؟ نعم ربما أقل قوة من الأهلي أو الإسماعيلي، لكنهم قادرون على إلحاق الهزيمة ب14 فريقا من الدوري مثلما فعلوا من قبل مع المدير الفني الفرنسي هنري ميشيل. كما أن أزمة الزمالك ليست في الظروف الخارجية كما يحاول البعض فرض ذلك من خلال الأخطاء التحكيمية، فلا يمكن تحميل الحكم خسارة الجيش وتجاهل إهدار عبد الحليم علي هدفا وهو يمتلك الكرة على خط مرمى الخصم. ربما كان العامل الوحيد الذي أثر في الزمالك بجانب الجهاز الفني هو مجلس إدارته إذ كانت الانتخابات واجبة قبل بداية الموسم لأن غياب الشرعية عن المجلس كونه معينا يهد كل أساس يمكن البناء عليه. لكن كونها لم تحدث، بات الزمالك في حاجة ماسة لأحد حلين، انتخابات عاجلة وليأتي من يأتي، أو توثيق من حسن صقر على بقاء المجلس الحالي لموسمين. فأبسط المشاكل التي قد تتسبب في وجود مجلس معين هو "من المدرب الذي يقبل بالتعاقد مع ناد بوعود من إدارته كتعاقدات مثلا إن كان لا يضمن أصلا بقاء هذه الإدارة لعدة أيام. في النهاية، ربما لا يقدر الزمالك على التعاقد مع الجوهري لأي سبب، لكن من الضروري أن يجد من يوازي الجنرال شخصية وكفاءة.