كم نشتاق إليك يا من كنت خير أخ.. كم أشتاق لتقبيل يديك أخي الحبيب نفتقد عقلك وحكمتك نفتقد أخًا وأبًا وصديقاً. مرت الأيام علي فراقك ولا نجد من يكون أطيب وأحن منك في هذه الدنيا ونرجو أن تكون راضيًا عنا جميعًا وأنت في در الحق ونحن في دار الباطل، رغم أننا لم نكن يوماً بعيدين عنك ولكن بعد موتك لكم تمنينا أن نكون أكثر قرباً منك. لم يكن من السهل علي ولا عليَّ أي من إخوتي وأخواتي هذا الفراق، ولكن تلك هي إرادة الله وقضاؤه الذي لا راد له ولا مانع منه إلا هو، تمر الأيام لنستوعب جميعًا فلسفتك وحكمتك في الحياة فلم يكن صمتك إلا ذكرًا ولم يكن حديثك إلا شكرًا ولم يكن هدوؤك في وقت تشتعل الحوارات وتشتبك الألسن إلا حكمة وتسامحًا ونفسًا راضية مرضية وقدوة لإنسان أشبه بالنسمة التي تخشي علي الآخرين من الهواء الطائر تقدرهم وتراعي مشاعرهم وأحاسيسهم.. دائمًا بشوش الوجه.. تستقبل المحن والآلام بنفس طيبة راضية ولا تعبث في وجه أحد ولا تجرح أحدًا، كما أنك لا ترد من سألك ولا تمنع من طلبك بل تبادر لهذا وذاك في السر قبل العلن حتي في أشد لحظات ضيق العيش وقصر ذات اليد وهو ما هون علينا فراقك فكم رأيناك في موضع عليين مع النبيين والصديقين والشهداء. أخي لن ننسي أبدًا يوم وداعك ولن ننساك مهما طال الوقت علي فراقك فما عاد ينفعك إلا الدعاء وندعو لك ونقول اللهم اغفر لأخي وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس.