تجري الأيام مسرعة، فقد مر علي غيابك يا مي «6» أشهر وبضعة أيام.. وكأنهم سنين.. فلا طعم للحياة من بعدك يا أغلي الأحباب، إن صورتك وصوتك مازالا يملآن كل الأمكنة، أشتاق إليك وإلي حضنك الدافئ.. أشتاق إلي دعائك لي ولإخوتي. اللهم ارحم أمي كما ربتني صغيرا وأدخلها جنات النعيم.. «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون». إننا صابرون يا أمي وراضون بقضاء الله الذي اختارك لتسكني الفردوس الأعلي وحقا الجنة تحت أقدام الأمهات، وأنت يا أعز الأحباب كنت وستظلي الأم الرؤوم التي يسع قلبها كل أطفال العالم. فأعاهدك يا أمي أنك ستظلين دائما معنا.. لن تفارقينا أبدا، ستشاركينا أفراحنا قبل أحزاننا، وسأحكي لكي يوميا عن أوجاعي ومشاكلي، كما كنا نفعل من قبل، وسأظل بانتظار نصائحك التي لم تخب يوما فلم أكن أفعل ما تملي لي به إلا وأجد السعد والخير أمامي، وأتمني من الله كل يوم وكل ساعة أن تكوني راضية عني وعن أفعالي، كما أتمني أن أكون قد أديت واجبي نحوك علي أكمل وجه، وأكون بالنسبة إليك الابن البار، فإنك يا أمي بحق تستحقين لقب - الأم المثالية - فتربينا علي يدك أحسن تربية ولم تملي يوماً من مشاكلنا ولا من سماعها، فكنت تحولي هذه المشاكل والألم بكلامك المعسول كأنه شيء لم يكن. يا الله يا رحمن يا رحيم أدعوك أن تغفر لها ذنوبها وأن تسقيها شربة ماء لا تظماً بعدها أبدا. اللهم ارحم أمي.. وكل الأمهات وارحمنا جميعا يا الله.