أقيم مساء الجمعة حفل توقيع ومناقشة رواية "الجليد" للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بمكتبة " أ "، حيث تحدث فيها عن آراءه قبل وأثناء وبعد ثورة 25 يناير والتي عرف بها عن طريق ابنته وأوضح قائلاً إنني كنت أستخف بمثل هذه الأشياء فى البداية وكمعظم الناس كنت آري أن شباب الفيس بوك لا يستثمر نضاله سوى عن طريق الكلام من خلال النت ولا يغير شيء فى الواقع ولكن المفاجأة أن حدث إستجابة من الشارع وساندوهم فى المطالب التي كنا ولازلنا نهتف بها، وهذا عكس توقعاتي فأنني كنت آرى إنه نتيجة للفساد الفاحش سيأتي يوم يدمر كل شيء حتي تقوم البلد من جديد ولكن هذا لم يحدث، والشيء الطيب فى هذه الثورة أننا لم نشعر بأى فرق بين أطياف الشعب المختلفة فلا دين ولا توجه فكري يحرك الشعب سوى حب مصر ولم نرى فارق بين المسلم والمسيحي فقد تبين للجميع أن النظام السابق هو من كان يصنع هذا الفارق حتى يجعلنا ننشغل بقضايا صغيرة ونتركه يعبث بمصالح البلد، وعلينا أن نستمر فى النضال إلى أن يسقط النظام بأكمله فالثورة لم تكن تطلب بإقصاء مبارك وفقط بل إنها تصر على القضاء على كل ما تبقى من هذا النظام الفاسد ومظاهرات اليوم تؤكد ذلك وأنا أؤيدها جداً، وأعتقد أن الحلول البديلة كثيرة فمثلاً يمكن أن نكون إئتلاف من المعارضة لتشكيل الحكومة الإنتقالية. وأضاف إنني أتمنى إلغاء وزراة الثقافة وكل جهات الرقابة الموجودة حالياً، بالطبع سنرى رقابة بشكل أخر مثل الذى يحدث فى أوربا وهو أن يقل الدعم المادي للجهات الثقافية الغير مرغوب فيها ولكن هذه الرقابة يمكن مقاومتها بالإضافة إلى أن الرقابة ستكون مجتمعية فعندما نرى شيء فني يتخلله بعض اللمحات الخارجة عن ثقافة المجتمع سيتم رفضها بشكل لا إرادي بعد أن تحقق نجاحات قصيرة نتيجة للملل والبحث عن عمل فني حقيقي. كما أوضح صنع الله إبراهيم أن رواية "الجليد" هى تجميع لكتابته التي كان يكتبها خلال سفره فى ألمانيا سنة 1968 والتي لم يكن فيها يرى نفسه كاتب حقيقي فقد كان لم يجد الوقت للتفرغ للكتابة هذه الأثناء نتيجة لظروف عمله . وعن رفضه لجائزة الدولة التقديرية قال إنني تفاجأت عندما أخبروني إنني قد وقع الإختيار علي للفوز بهذه الجائزة لأنني كنت فى هذه الأثناء كنت أكتب عن الفساد الإداري بوزارة الثقافة وإنبسطت قليلاً ولكنني وجدت إنني لم أكن متسق مع نفسي عند قبولي بهذه الجائزة فكان قراري أن أرفضها على الملأ وأقول أسبابي التي أوضحت فيها رفضي للفساد الموجود. كما تحدثت زوجة الكاتب الكبير عن حياتهما الشخصية وقالت: إنني أرى أن حياة المبدعين فوضوية وغير منضبطة وهذا ما عارضه صنع الله إبراهيم. وفى عودة للحديث عن الحياة السياسية فى مصر فقد أكد صنع الله إبراهيم أنني لاأنوى أن أشارك فى أى نشاط سياسي فقط أريد أن أكتب فى الأدب، حتى إنني لا أريد توثيق هذه الأحداث بشكل أدبي لأنني مللت ذلك فوسائل الأعلام تقوم على ذلك بشكل دقيق. وأختتم الحفل بتوقع صنع الله إبراهيم روايته لجمهور الحاضرين فى الساعة التاسعة مساءاً.