أكد الدكتور محمد صفاء الدين شرشر رئيس قسم بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية أن إنتاج مصر من القمح وصل إلى 7.5 مليون طن سنويا، ويتم استيراد 7.5 مليون طن أخرى من الخارج لسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك . وأضاف في الندوة العلمية التي نظمتها كلية العلوم الزراعية البيئية بالعريش تحت عنوان : "نحو استراتيجية للاكتفاء الذاتي من القمح في مصر" تحت رعاية أمين أباظة وزير الزراعة واللواء مراد محمد موافي محافظ شمال سيناء أن المساحة المنزرعة بالقمح تبلغ 2.5 مليون فدانا ونأمل في زيادتها إلى 3 ملايين فدانا هذا العام وأن متوسط استهلاك الفرد المصري من القمح سنويا وصل إلى نحو 200 كيلو جراما سنويا ، وهو أعلى معدل استهلاك فى العالم من القمح ومنجاته . وقال أن هناك فاقدا كبيرا في إنتاج ونقل محصول القمح وتصنيعه واستهلاكه مما يؤدى إلى زيادة الفجوة الغذائية في مصر ، وذلك بخلاف عدم تنفيذ المعاملات والإرشادات الفنية في الزراعة . وأضاف أن محدودية المساحة والأمراض التي تصيب القمح وقلة المعلومات الإرشادية وارتفاع نسبة الاستهلاك من القمح تعتبر أهم معوقات تقف حائلا دون تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح . وأوضح أن التقاوي المنتجة بمركز البحوث الزراعية تم تصديرها لأكثر من 15 دولة لجودتها ، ومنها 150 طنا لأفغانستان وحدها هذا العام . وأكد على دور قسم بحوث القمح في استنباط أنواع عالية الجودة والانتاج ومقاومة للأمراض وتتناسب مع جميع أنواع التربة وأن هناك 350 حقلا ارشاديا وصل متوسط الانتاج فيها الى نحو 35 طنا للفدان . وقال أن أتباع المعاملات الفنية والإرشادية في زراعة القمح يمكن أن يحقق الاكتفاء الذاتي بنسبة أكثر من 90 % ، ويمكن تحقيق فائض للتصدير لو تم تقليل الفاقد وخفضنا متوسط إنتاج الفرد من القمح . وأعلن الدكتور أمجد محمد مرسى الباحث بمحطة بحوث القمح بالإسماعيلية أن نسبة الفاقد من القمح تصل إلى نحو 50 % من الإنتاج ما بين حصاد المحصول ونقله ودرسة وطحنه وتصنيعه وما يفقد منه بعد تصنيعه كخبز أو مكرونة وغيرها حسب إحدى الدارسات . وقال الدكتور محمد نجيب البسيونى عميد الكلية ان القمح محصول استرتيجى هام ومؤثر فى القرار السياسى لجميع الدول ، وأن تحقيق الاكتفاء الذاتى منه أصبح مطلبا حيويا ويجب عودة نظام الدورات الزراعية وتحديد سعر مرتفع للقمح لتشجيع المزارعين على زراعته . وأشار الدكتور أشرف الدكر وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس الندوة إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح يوفر على الدولة نحو 5 مليارات دولار سنويا وأنه في ظل التحدي الحالي وقلة الموارد المائية فيجب الاتجاه الى التقنية الزراعية واستنباط أنواع جديدة تتحمل الظروف البيئية والجوية مع الاتجاه إلى الأراضي الجديدة . وعرض الدكتور رجب حفنى المستشار الاقتصادي للكلية احتياجات سيناء من القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه بحوالى 42 ألف طنا على مستوى محافظة شمال سيناء وحدها وأن يلزم لزراعة القمح بشمال سيناء توفير 46 مليون مترا مكعبا من المياه سنويا . وأعلن الدكتور أشرف الدكر رئيس الندوة مجموعة من التوصيات من أهمها تفعيل دور الاعلام فى تغيير ثقافة الانسان المصرى نحو تقليل الفاقد والاستهلاك من القمح، اعادة النظر فى سياسة دعم الخبز والاتجاه الى دعم المزارعين المنتجين برفع سعر توريد القمح ، والاعلان عنه قبل زراعته لتشجيع المزارعين، وضع تصور مستقبلى لمواجهة المتغيرات الحالية فى ظل الفقر المائى وتهديدات الزيادة السكانية، تضافر جهود الباحثين والعلماء من أجل النهوض بانتاجية القمح ، وخاصة فى الأراضى الجديدة، تقييم تجربة جامعة أسيوط فى انتاج قمح عالى الجودة والمحصول ، وبحث امكانية تعميمها وتطبيقها على أرض الواقع فى جميع المحافظات، الاستمرار فى الجهود العلمية الرامية الى استنباط أنواع جديدة من التقاوى المنتقاة عالية الجودة والانتاج ومقاومة للأمراض، التوسع فى زراعات القمح فى الأراضى الجديدة والمستصلحة ، وعلى زمام ترعة السلام، العمل على تحقيق التوازن فى الزراعة بين محصول القمح وباقى المحاصيل المنافسة له .. وعلى رأسها البرسيم .. بالتوسع فى زراعة المراعى وتوفير الأعلاف، ادخال زراعة الأقماح العلفية بعيدا عن القمح العادى الذى يستخدمه الانسان وذلك لتوفير محاصيل علفية بدلا من استخدام القمح العادى كأعلاف، تشجيع الزراعة المطرية للقمح ، والعمل على تحديثها وادخال ريات تكميلية فى المحافظات الغير ممطرة، تفعيل دور الارشاد الزراعى لتطبيق المعاملات الفنية والنتائج الحديثة للأبحاث فى زيادة محصول القمح ووصوله الى أعلى معدلاته، والعمل على زيادة كفاءة وسائل الحصاد المائى من مياه الأمطار والسيول للاستفادة منها فى زراعة القمح .