خالي الغالي ناصر جابر.. تمر الأيام علي فراقك لنا، ما أطولها أياما وليالي مضت علي رحيلك تاركا وراءك فراغا لا تعوضه كل متع الدنيا الزائلة، ولا تشغله شواغل الحياة وأعبائها وهمومها وجراحا لا تندمل بمرور الأيام، وذكري عطرة لا تسقط من الذاكرة بالتقادم. لم يكن من السهل علي ولا علي أي من إخوتي وأخواتي هذا الفراق ولا من أخوتك سمير ومفرح بالإضافة إلي أمي فوقية، ولكن تلك هي إرادة الله وقضائه الذي لا رد له ولا مانع منه إلا هو. تمر الأيام لنستوعب جميعا فلسفتك وحكمتك في الحياة فلم يكن صمتك إلا ذكرا ولم يكن حديثك إلا شكرا ولم يكن هدوؤك في وقت تشتعل الحوارات وتشتبك الألسن إلا حكمة وتسامحا ونفساً راضية مرضية وقدوة لإنسان أشبه بالنسمة التي تخشي علي الآخرين من الهواء الطائر تقدرهم وتراعي مشاعرهم وأحاسيسهم.. دائما بشوش الوجه...تستقبل المحن والآلام بنفس طيبة راضية ولا تعبث في وجه أحد ولا تجرح أحداً كما أنك لا ترد من سألك ولا تمنع من طلبك بل تبادر لهذا وذاك في السر قبل العلن حتي في أشد لحظات ضيق العيش وقصر ذات اليد وهو ما هون علينا فراقك فكم رأيناك في موضع عليين مع النبيين والصديقين والشهداء. أتذكر كثيرا عودتك من العمل منهكاً تحتاج إلي النوم لكنك كنت تجلس معنا لتستمع إلي مشاكلنا جميعا وتساعد برأيك الثاقب في حلها، وأبشرك جدي الكريم أن جميع ذريتك علي الدرب سائرين وعلي النهج محافظين ورافعين للمولي عز وجل أكف الضراعة ولك ومن أجلك داعين اللهم ارحم والدي وأدخله فسيح جناتك واجعل أعماله في ميزان حسناته واجعل مثواه الجنة واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. اللهم تقبل.. آمين.