حازم لقد جفت عيوننا من الدموع وازدادت قلوبنا بالحزن والأسي منذ فراقك، فلم نعرف من يومها طعم الفرح ولم تدخل السعادة إلي قلوبنا لأنك كنت السبب في سعادتك وفرحتنا في هذه الدنيا فكنت نعم الأخ والجار المهذب والنسم الفواحة العطرة، صدقني يا حازم نستقبل اليوم ونحن ندعو من الله أن يمر سريعًا لتشابه الأيام والليالي، فأصبحت أيامنا مملة لا يمر بها أي جديد منذ أن رحلت فأصبحنا نشعر أننا انتقلنا إلي دنيا أخري غير الدنيا التي عشت معنا فيها خالية من أي أحاسيس حلوة أو حتي شعور بالأمل فماتت كل حاجة حلوة من حياتنا فلم يعد للدنيا طعم غير المرارة والحزن، فالدنيا أصبحت كرحلة نود أن تنتهي سريعًا حتي نتقابل مرة أخري وتعود لنا فرحتنا وأحاسيسنا التي افتقدنها منذ مماتك فخطفت معك الفرحة من قلوبنا فلم يعد للدنيا طعم ولم نستطع أن نتذوق حلاوتها فتذوقنا حلاوتها ونحن معا فلم يكن يمر يوم إلا و استقبلناه بكل حب وود، أما الآن فتشابهت الأيام ولم يعد هناك أي جديد نستمتع به وما يصبرنا علي هذا الفراق الموحش الذكريات الجميلة التي جمعتنا يومًا فتكفينا الذكريات لكي نعيش هذه الحياة ففعلنا كل شيء سويًا فضحكنا معاً ومرحنا معا وساندنا بعضنا في أحلك الظروف وأمر الأيام فماذا نفعل بعد أن قضينا أجمل سنوات عمرنا سويًا فنحن الآن بانتظارك في أحر من الجمر أن يعود لقاؤنا وأن نري وجهك الطيب الحنون الذي لا يعرف الغدر أو الخيانة مكانًا فيه. حازم نحن أيضا رحلنا عن هذه الدنيا مثلك لكن بأرواحنا فقط ومازالت أجسادنا موجودة علي الأرض، فما يعزينا عن فراقك أنك مازلت معنا فمكانك محفور داخل كل واحد من أسرتك وجيرانك وحبابيك. أخيرًا يعجز لساني عن الكلام والتعبير عن مدي حبك وأدبك وأخلاقك، فندعو لك بالرحمة والمغفرة طالبين منك أن تدعو لنا بحسن ختامنا وأن يرحمنا ويجمعنا الله معك، وداعًا وإلي أن نلقاك يا حازم.