1- كلما كتبت في قضية تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وتفعيل المشروعات المتوفرة لتحقيقه تأكدت أنها في الأصل قضية فساد سياسي قبل أن تكون قضية فساد زراعي وغياب رؤية وطنية لإدارة هذا الوطن. 2- دخلنا الموسم الجديد لزراعة القمح وبدلاً من توفير الضمانات التي طلبها المزارعون ليعودوا إلي زراعة القمح وبدء وزارة الزراعة في خطوات جادة لإصلاح ما ارتكب من جرائم لدعم المستوردين وتقصير بحق الفلاحين أدي إلي استيراد النسب الكارثية من القمح.. يريدون تحويل الأمر إلي معارك وتبادل اتهامات متهافتة وتقديم المزيد من الكشف عن حجم الجرم الذي ارتكب بحق هذا الشعب وأبنائه من الخبراء والعلماء. علي سبيل المثال يقولون إن المشروع الإنمائي للعمارة الإنسانية للصحاري المصرية أوقف بسبب تجاوزات اكتشفها الجهاز المركزي للمحاسبات!! لقد اطلعت بنفسي علي وثائق المشروع ومجلدات تصنع جبالاً من الوثائق أثبتت أنها تستطيع أن تساعد الفلاح علي إنتاج شلالات من حقول القمح عالية الإنتاجية، لم أجد بينها وثيقة تؤكد هذه الافتراءات، بل تمتلئ وثائق المشروع بشهادات التقدير والإشادة من كبار المسئولين، وعلي رأسهم وزير الزراعة د. يوسف والي، ولمعلومات من يطلقون هذه الأكاذيب الساقطة فإن الجهاز المركزي للمحاسبات برئاسة د. جودت الملط عاد للتدخل وللتحقيق فيما تعرض له المشروع، وعاد لطلب وثائقه مرة أخري بعد أن قدمتها صاحبة المشروع من قبل لجميع الأجهزة الأمنية والرقابية، ومن بينها الجهاز المركزي تحت قيادة سابقة، ولمعلوماتهم فإن واحداً من البلاغات التي قدمت وكان في 14/7/2005 لنيابة الأموال العامة أجريت بناء عليه تحقيقات مطولة وتم استدعاء الشهود وفي حوزتهم جميع المستندات الرسمية الموثقة بالصوت والصورة، ومن بينها كارثة الاستيلاء علي الآبار التي حفرها المشروع واعتمد فيها علي خامات البيئة، لذلك لم يتجاوز تكلفة خمسة آبار مليون جنيه فقط، وكانت معدة لإقامة مجتمع زراعي وصناعي بالوادي الجديد، والتي أطلق عليها فيما بعد آبار الشيخة زينب. عندما زار الرئيس مبارك المنطقة أدهشه أن جميع الآبار كتب فوقها شباب الخريجين وسكان المنطقة «آبار زينب» وعندما سأل الرئيس عن معني الاسم قال أحد المرافقين الضالعين في تطبيع الزراعة المصرية بأن سبب تسمية الآبار باسم زينب هو أن هذه المنطقة كانت بها شيخة تسمي الشيخة زينب، علماً بأن هذه المنطقة مناطق بِكْر تسلمها المشروع من أجهزة الأمن القومي!! أما التشكيك في الدرجة العلمية التي حصلت عليها الشيخة زينب وتخصصها في الأنثروبولوجي، أي علم الأصول والأجناس وموضوعه الإنسان والنبات والأرض والمياه وجميع مكونات البيئة الحية، ولم تقل د. زينب الديب يوماً إنها دارسة زراعة. ولكن الدرجة العلمية التي حصلت عليها من جامعة السوربون- وأظن أنها جامعة عريقة يمكن الرجوع إليها- درجتها العلمية دكتوراه، الدولة تكفل لها أعلي مؤهلات وكفاءات وضع خطة شاملة للتنمية الإنسانية المتكاملة في كل ما يوثق ويعظم روابط وقدرات ومقدرات الإنسان «الأرض والزرع والمياه والعمران الإنساني ومكونات البيئة»، اهتدت في رسالتها لأستاذها عبقري العمارة الإنسانية حسن فتحي، وأستاذها الفرنسي جان روش وبتبصير علمي قال فيه لتلميذته: «إن هناك مؤامرة لطمس اسم مصر بقيمته الحضارية من علي خريطة العالم وعليك مسئولية التوثيق بالصوت والصورة لآخر أنفاس متبقية من هذه الاستمرارية الحضارية منذ العصور القديمة حتي يومنا هذا علي طول الوادي ودليلك هو الفلاح المصري». أؤجل بقية الرؤية العلمية لعالم من أكبر علماء الأنثروبولوجي، رؤية سبقت بسنوات طويلة ما يحدث في مصر الآن من تدمير وإبادة شاملة، في مقدمة علاماتها تدمير الفلاح والأرض والزراعة والمياه والإنسان وتحويل العلم والعلماء إلي متهمين ومدانين ومطاردين بدلاً من أن ينجزوا لبلدهم مشروعات الغني والقوة والاستغناء والاستقلال ويسقطوا مخططات الهيمنة والإبادة. وشا الله يا شيخة زينب أن يكلل الله بالتوفيق جهود جميع الأمناء والمخلصين ويضع نهاية لكل هذا التخريب، وبعثًا جديدًا لهذه الأرض الطيبة.