حالة من الغضب والاستياء تجتاح صحفيي ملف حقوق الإنسان بسبب هجوم نقيب الصحفيين عليهم في الاجتماع الذي عقد بالمجلس القومي لحقوق الإنسان بهدف إنهاء الأزمة التي اندلعت مؤخراً بين الصحفيين والمسئولين بالمجلس علي خلفية تعامل المجلس بانتقائية وتمييز بين الصحفيين ومنع معظمهم من حضور زياراته للسجون. وأكد الصحفيون أن النقيب استمر طيلة اللقاء في الهجوم علي الزملاء تارة والتهكم عليهم تارة أخري، مستخدمًا أسلوبه المنفعل وصوته العالي في التشويش علي مطالب الزملاء، بدعوي نشرهم أخبار مغلوطة عن المجلس، وشدد الصحفيون علي تجاهل النقيب للمشاكل التي يعانون منها وظل طيلة اللقاء يهاجمهم وتحدث معظم الوقت باسم المجلس القومي ونيابة عنه وليس دفاعاً عن زملاء مهنته، والأدهي من ذلك أن الأستاذ مكرم عندما حاول أحد الزملاء اجتذابه لصفوف الصحفيين من خلال تذكيره بأنه حضر هذا اللقاء بصفته نقيباً للصحفيين وحلقة للوصل بينهم وبين المجلس، رد النقيب منفعلاً: أنا حاضر بصفتي عضواً بالمجلس القومي لحقوق الإنسان ثم استدرك.. وأيضا نقيباً للصحفيين !. ووصف الزملاء محررو ملف حقوق الإنسان، هجوم النقيب المستمر عليهم ونبرته المنفعلة في الحوار وإقباله علي توبيخ البعض منهم، بأنه كان دافعاً لقيام المستشار مقبل شاكر - نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان - هو الآخر بوصلة هجوم علي الصحفيين واتهام بعضهم بعدم تدقيق الأخبار، بل وذهب إلي أبعد من ذلك عندما قال لأحد الزملاء طلب منه معرفة أخبار اجتماع المجلس: إن اجتماعات المجلس سرية ولا يجوز حضورها أو الاطلاع علي تفاصيلها، كل هذا ونقيب الصحفيين لم يتدخل أو يعترض علي حالة السرية التي يرغب نائب رئيس المجلس في فرضها علي الصحافة تنافياً مع مبدأ الشفافية الذي يستوجب تعامل المجلس مع الجميع بكل وضوح وبعيداً عن الإخفاء. وأكد الصحفيون أن نقيب الصحفيين سبق وأن تجاهل التحقيق في مذكرة مقدمة له من 15 صحفياً يشكون له تعامل المجلس معهم، لكنه لم يكلف نفسه التحقيق فيها أو استدعاء أحد من الصحفيين للاستماع إليه، بل علي العكس من ذلك تبني وجهة نظر المجلس القائلة بأن هذا الخلاف مرجعه اختياره البعض في سفريات المجلس للخارج وتجاهله للبعض الآخر. من جانبه وصف جمال عبد الرحيم - عضو مجلس نقابة الصحفيين - هجوم النقيب علي زملائه الصحفيين وانحيازه للمجلس القومي الذي هو عضو فيه بصفته نقيباً للصحفيين، بأنه موقف يحسب ضده وما كان ينبغي أن يصدر من نقيب للصحفيين يفترض فيه الدفاع عن مصالح زملائه. وقال - عبد الرحيم -: إن النقيب لم يعرض علي مجلس النقابة المذكرة التي تقدم بها محررو ملف حقوق الإنسان إلي النقابة للتحقيق في تجاوزات المجلس ضدهم، بل احتفظ النقيب بتلك المذكرة ولم يطرحها للنقاش في اجتماع المجلس، ودعا عبد الرحيم المحررين أصحاب الشكوي إلي التقدم بالمذكرة مرة أخري ووعدهم بعرضها للنقاش في اجتماع المجلس المقبل علي مسئولية الشخصية. علي الجانب الآخر أعربت حركة «صحفيون بلا حقوق» عن رفضها الشديد لهجوم نقيب الصحفيين علي زملائه وأصدرت بياناً تطالب فيه مجلس النقابة بعقد اجتماع طارئ للتحقيق مع النقيب في وقائع وصفها الزملاء بالمهينة لهم ولكل الصحفيين، وأكدت الحركة أنها ستدرس مع زملائها الصحفيين كل السبل والوسائل الاحتجاجية المشروعة لفضح ممارسات المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأعضائه، وعلي رأسهم نقيب الصحفيين .