يقول المثل.. لو معاشرتش فلان.. يبقي ماتعرفوش، ولكن عندما تعرف فلانا وتعاشره 15 حلقة.. يبقي إنت تعرفه أوي! وعندما يأتي أحد الأشخاص ليحدثك عنه، فباستطاعتك أن تعرف الصدق من الكذب في الكلام.. تغني لنا «جنات» عن «زهرة» في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، إذ تغني «جنات» تتر المسلسل بشجن «وصعبنة» شديدين وتقول: «طول عمري شقيانة، وآخرتها ندمانة، وليه يا دنيا جاية عليا.. إكمني غلبانة.. وحقك عليا يا دنيا بجد.. ما أنا أصلي غلطانة.. ده عليكي ياما صبرت وقولت.. قال يعني عشمانة.. ضايعة ومعاكي تعبت عافرت.. ده لو كان لغدرك بدري فهمت.. من طيبتي فيكي قاسيت وضعفت.. مانا عيبي إنسانة»، ونجد في الأغنية كلمات جميلة للغاية وصفات لملاك لا لإنسانة عادية، وفي الحقيقة أن «جنات» قد أدتها بتميز أثر في كل من سمع الأغنية، ولكن عندما تدخل إلي المسلسل.. ستجد أن «زهرة» عندما كانت تتهمها إحدي الجارات بأنها تحاول خطف زوجها، تجرجرها زهرة من شعرها في الشارع وتفطسها علي الأرض وتنزل فيها ضرب! وعندما تزوجت الرجل الذي أعجب بها وعاملها معاملة حسنة، طلعت عين زوجيته الأخرييت مع إنهم كانوا غلابة! ولما الراجل دخل السجن، رفعت قضية طلاق، وأخذت أمواله وسمت ابنه الذي كانت حاملا فيه علي اسم حبيبها السابق! بل إن زهرة لم تدفعنا حتي للتعاطف معها عندما اغتصبوها! وبعد حادث الاغتصاب اتجهت للحصول علي حبوب لإجهاض الطفل في تلقائية شديدة، وكأنها تغتصب كل يوم خميس.. باختصار أن ما شاهدناه في الحلقات لا يعبر سوي عن أن «زهرة» قادرة ومفترية، ومنذ أول حلقة كانت تسرق الأدوية من غرف «العيانين»! فمن أين حصلت «جنات» علي هذه المعلومات المضللة بأنها غلبانة وطول عمرها شقيانة، بل إن عيبها إنها إنسانة! أمال لو مش إنسانة هتعمل إيه؟!! لقد «شحتفنا» التتر في الحلقة الأولي، قبل أن نشاهد الأحداث، وأعطانا انطباعًا أن قلبنا سيتقطع علي زهرة المسكينة، وبالقطع ذلك لم يحدث، وإذا حصلت «زهرة» علي أي تعاطف من الجمهور وهذا لن يحدث، فإنها اكتسبت هذا التعاطف من التتر، لقد استطاعت «جنات» أن تفعل المستحيل وتضفي علي «زهرة» جانبا إنسانيا! الأمر ذاته في تتر مسلسل «الكبير أوي»، ولكن بشكل مختلف، فقد أضفي «أحمد مكي» علي التتر الذي قام بغنائه بنفسه علي طريقة «الرأب» بعضاً من «أحمد مكي» أكثر من «الكبير أوي» أو «جوني»، وهي سمة من سمات «مكي» إذ يحب أن يظهر نفسه ك«أحمد مكي» في أعماله ويربط بين أعماله وبعضها عن طريق وضع أحد تفاصيل أعماله السابقة في عمله الجديد. في التتر يقول أحمد مكي علي لسان شخصية جوني «My rap is like an ocean while you rap is like a lake" أو غنائي للرأب مثل المحيط، وغناؤك للرأب مثل البحيرة الصغيرة! ثم يرد علي لسان «الكبير أوي».. لو الرأب مثل الكلاب يا ولد أبوي.. أنا كلبي يبقي بيت بول وإنت كلبك بلدي واسمه روي» والبت بول هو نوع من أنواع الكلاب الشرسة جدًا، في مباراة أجراها مكي في الرأب بين جوني والكبير أوي، وفي الحقيقة أن الرأب ليس جزءاً من شخصيتهما في المسلسل، ولا في الأحداث، ولكن الرأب جزء كبير من أحمد مكي نفسه، إذ يحرص مكي علي عمل أغنية «راب» في كل أعماله، وأحياناً يطرح أغاني خاصة به دون إشراكها في عمل درامي مصور، كما أنه يجهز لإصدار ألبوم «راب» خاص به، لذلك فقد ظهر «مكي» بشكل شخصي كبير في تتر «الكبير أوي». أما في مسلسل «القطة العميا»، فالحالة خاصة للغاية، فالتتر يتحدث عن القطط ويغنيه «حمادة هلال»، وكلماته مثل «نونوي نونوي واتنطتي أوي.. خربشي خربشي باديكي واهبشي ومتتخضيش ولا تتهوشي، مش أي حد يبسبسلك تجري عليه»، والفكرة ليست في بعد تتر «القطة العامية» عن موضوع مسلسل «القطة العامية» في الأساس، ولكن السؤال هو أنه بعد مشاهدة نصف حلقات المسلسل حتي الآن، لم نعرف تحديداً سبب تسمية المسلسل ب«القطة العامية»! أو علاقته بالقطط من الأساس؟!