حجزت المسلسلات التي تتناول أجواء الصعيد مكاناً ثابتاً لها علي شاشة رمضان.. كان محمد صفاء عامر هو الأشهر من بين كتاب دراما الصعيد، محمد جلال عبد القوي كانت له أيضا زيارات خاطفة لتلك الأجواء، بعد ذلك وجدنا كتاباً آخرين يجربون حظهم منهم سلامة حمودة، وسماح الحريري، ثم العام الماضي عبد الرحيم كمال الذي دخل إلي حلبة المنافسة بقوة من خلال «الرحايا»، هذا العام يتراجع صفاء عامر، ويأخذ هدنة، لكن مسلسلات أهل الصعيد تتكاثر، ورغم تعدد الأسماء فإن التيمات لم تختلف كثيراً، فأغلب المسلسلات الصعيدية هذا العام كالعادة تركز علي الأعمال المشبوهة، والفساد وتجارة الآثار، والسلاح، والصراعات الجبّارة بين مجموعة من الفاسدين، وبين البطل الهمام، أو صراع آخر بين أفراد الأسرة علي الميراث.. لا يمكننا بالطبع الحكم علي أي تجربة من التجارب، ولكن شيئا ما في التيمات التي أعلنها أصحاب هذه الأعمال يوحي بأن الصعيدي محكوم عليه بالصراع، والمشاكل منذ أن جاء إلي الحياة، وكأنه لا يجوز عمل مسلسل صعيدي اجتماعي عادي عن زوج وزوجة صعايدة مثلا، فمسلسل «ممكلة الجبل» الذي يقوم ببطولته عمرو سعد، وأحمد بدير، ومحمد نجاتي تدور قصته حول صراع بين ثلاث عائلات صعيدية بشأن بعض القطع الأثرية التي وجدها أحد الباحثين الأجانب في بلدتهم، ويتعرض العمل لمحاولة كل عائلة من تلك العائلات الفوز بهذا الكنز، وفي سبيل ذلك بالطبع هناك مؤامرات، وصراعات، وخيانات. تجارة الآثار أيضا هي بطل من أبطال مسلسل صعيدي آخر هو «بيت الباشا» لصلاح السعدني، وشيرين، وفريدة سيف النصر، وأحداثه تدور في أربعينيات القرن الماضي حول الحاج سلطان الغمري الذي يظهر للناس علي أنه الرجل الصعيدي الجدع الذي يحارب الاستعمار الإنجليزي، إلا أنه في الوقت نفسه متورط في صراعات علي جانب آخر مع مجموعة من تجّار الآثار، والسلاح، أما في مسلسل «موعد مع الوحوش» فقد قرر بطله خالد صالح، أن يهاجر من الصعيد، ويستقر في مدينة الإسكندرية ليدير صراعاً حول تجارة القماش، حيث يدخل في خلافات مع مجموعة من التجار الفاسدين من خلال عمله أيضا كموظف في مصلحة الجمارك، هذا بالإضافة لحشو يتعلق بتجارة المخدرات، الفخراني أيضا يأتي مسلحاً من خلال شخصية «همام» في مسلسله الصعيدي «شيخ العرب همام»، وهو المسلسل الذي تدور أحداثه حول شخصية همام وهو أحد مشايخ القبائل الصعيدية في فترة وجود المماليك في مصر، الذي يدخل في صراعات مع المحتلين، ويصل به الأمر إلي الاستقلال بعدد من مدن الصعيد للحفاظ علي الأرض التي يملكها هو وعائلته، المسلسل الخامس في دراما الصعيد هذا العام هو مسلسل كوميدي بطله أحمد مكي في أول بطولة تليفزيونية مطلقة. المسلسل يحمل عنوان «الكبير قوي»، وتشاركه بطولته دنيا سمير غانم، وفكرته تدور حول الأب الصعيدي الذي يتزوج من أمريكية، وينجب منها توءماً تهرب هي بأحدهما إلي أمريكا، ويظل الثاني في الصعيد، وبعد عودة الشقيق من أمريكا بعد وفاة الوالد، تحدث مجموعة من المفارقات الكوميدية فيما بينهما من أجل الصراع علي الميراث.