هل يطلب الله من المؤمنين في مصر سب وتكفير من يعتقدون أنه يتطاول علي الدين؟ كنت ولا أزال أحد المهاجمين لكل من يتطاول علي الإسلام ورسوله بحجة حرية الرأي كتبت رسالة إلي «حزب الله» أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي لبنان مطالباً بفتح باب الانضمام إليه بغض النظر عن الديانة أو المذهب رءوف مسعد أنا واحد من «مدرسة» الكتابة والصحافة التي تؤمن بأن إذا لم يفهم القارئ ما يريد الكاتب أو الصحفي توصيله إليه، فالعيب في المادة المكتوبة وليس في القارئ. وبما أني متابع دءوب لردود أفعال ما أكتبه وما يكتبه غيري من الذين أتابعهم بالقراءة أو التعليق فقد صدمت بالفعل في السنوات الأخيرة عن «لا حدود» جهل القراء - في مصر بالتحديد - بما يُكتب ويُنشر من صحافة وثقافة.. والإناء ينضح بما فيه والناس علي دين ملوكهم!! ما أقصده هنا هو المادة التي تفضلت «الدستور» مشكورة بنشرها عن ومن كتابي «الإسلام لابني» حوارات مع نصر حامد أبو زيد. ومع أنه كان بالغ الوضوح «مقاصد الكتاب والكاتب» منذ البداية في المقدمة حينما أعلنت لماذا كتبت هذا الكتاب ومن هم «القراء المفترضون» في الغرب والشرق أيضاً؟ كذا موقفي من الأديان عامة ومن الإسلام خاصة وهي مواقف معلنة ومكتوبة ومسجلة بقولي إن الإسلام جزء أساسي من ثقافتي المركبة من فرعونية وهيلينة وقبطية ثم إسلامية عربية. كنت ولا أزال أحد المهاجمين لكل من يتطاول علي الإسلام ورسوله بحجة حرية الرأي. كما أنني كتبت الرسالة الشهيرة إلي «حزب الله» إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي لبنان بهدف تدمير حزب الله، مطالبا بأن يفتح الحزب باب الانضمام إليه بغض النظر عن الديانة أو المذهب باعتباره حزباً مناضلاً ضد إسرائيل وضد القمع العربي. لست هنا في معرض التدليل علي براءتي مستشهدا بقول الشاعر «إذا أتتك مذمتي من ناقص..» إلي آخر البيت الشهير.. ولا بقول المتنبي في هجاء الجهال من أهل مصر «أغاية الدين إن تحفوا شواربكم..» إلخ. لكنني بالفعل مذهول من مستوي الجهل الذي أشرت إليه سابقا، كذا من مستوي التسرع في إصدار أحكام «التكفير» لكل من شارك في «جريمة الحوار والنشر» لأنني أردد دائما عن ثقة «ومن كُتبت عليه خطي مشاها». ما يدهشني، هو أنه طالما هناك قارئ يعتبر أنه المالك الشخصي لمجمل حقائق الدين والوجود والكون، فلماذا إذن يقرأ - بل ويواصل قراءة - مقالات من صحيفة هو يعتقد أنها لا ترقي لمستواه هو؟! ثم ما هذا «الحماس» المتدفق من هذه النوعية من القراء الذين يتفرغون «للدفاع» عن معتقداتهم الدينية ليس بالنفس والنفيس لكن بالسباب الذي نهي عنه الدين؟ وهل يطلب الله سبحانه وتعالي - من المؤمنين أو من الأدعياء بالإيمان في مصر من الطائفتين سب وتكفير من يعتقدون أنه ليس له هدف في الحياة سوي التطاول ( بالقول ) علي ما يعتقدون - بالخطأ - أنه صحيح الدين ؟ أليس «للكعبة رب يحميها»؟! اندهاش وذهول يصيبني أتمني ألا يصل بي إلي اليأس من طائفة البشر هؤلاء ليصل بي إلي تصديق فترديد قول يردده الحكماء من أهل مصر «كمالة عدد»!!