كثيراً ما تساءلت في إحباط إذا ماكانت ظروف الحياة ستسمح لي يوما ما أن أعيش حياتي بالطريقة التي طالما أردتها لنفسي.. وأن أتخلي عن لقب (العاقلة المطيعة) اللي مبتقولش لأ أبدا.. ومتعرفش غيركلمة حاضر(علم وسينفذ)، مش خوف من حد إنما عشان متزعلش حد، وترضي الكل، وتزعل هي.. مفيش مشكلة (تتفلق)مش الكل مبسوط؟!!! أدمنت الاستسلام للأمر الواقع تحت زعم سطحي كاذب أقنعت نفسي به، وأسميته عبثا(الرضا بالمقسوم). سمحت لنفسي أن أعطي الحق لمن ليس له الحق.. وأن أسلب نفسي حقوقا هي لي.. حق الحرية في تحديد مصيري.. حقي في التمرد والرفض فيما أري أنه لا يناسبني.. حقي في الحلم الشيء الوحيد الذي نستعين به علي قبح الأيام. إلي أن بدأ الحزن يزحف لا إرادياً في غفلة مني إلي قلبي الممزق.. ولم لا وحياتي كلها هي المحك.. ومستقبلي مرهون بقرارات لن أجرؤ يوما علي اتخاذها.. ولن تواتيني الشجاعة لأجاهر بها_ليه بقي؟؟ قولتولي ليه؟؟ والله مش خوف_إنما بس عشان مزعلش حد!!!!! عشان الكل يكون راضي!!!!. والنتيجة.. أصبحت أحلامي كلها ماض.. ينظر من بعيد إلي المستقبل بدمعة حزن. أحاول دون جدوي أن أقنع نفسي بأن ده هو اللي أنا عايزاه.وأطمن نفسي إن مفيش مشاكل.. وكله تمام!! وتحول الصمت في جوفي إلي غليان يهدد بالانفجار.. ومن يعبأ؟؟!! عزيزي.. يامن أوقعت نفسك في فخ الاستسلام، وحبست نفسك داخل قمقم ماأسميناه أنا وأنت رضا.. والرضا براء منه. ماأنت فيه لن يقودك في النهاية إلي شيء.. وان قادك.. سيقودك حتما إلي الفشل.. الفشل لن يؤلم غيرك. لا تكن نسخة مكررة من أحد.. مهما كانت درجة تقديرك له، ومهما بلغت درجة حرصك علي إرضائه. اعمل حاجة عليها بصمتك أنت.. ونسيج خلاياها روحك أنت.. أطلق العنان لمشاعرك.. وعبر.. انطلق في الحياة بحرية، وتحرك لتنال ما تستحق، روح الإرادة حتما ستنتصر. عزيزي.. حان الوقت لنركل التعقل قليلا، ونسرق لحظات مجنونة من عمر الزمن نعمل فيها اللي إحنا عايزينه، نتحرر من عبوديتنا للاستسلام.. من الحذر و الوقوف في نفس النقطة.. من البدايات الجديدة.. حتي الخطأ لا نخشاه (فمن يخشي الزلل يحيا ميتا). لا تكن مجرد رد فعل.. خليك انت الحدث نفسه.. الخوف والاستسلام بيمتص رحيق الحياة من داخلنا، والمحاولة هي الشيء الوحيد الذي يقينا من الوقوع في فخ اليأس.