المتهم يثور خلال التحقيقات ويحاول ضرب رأسه في الحائط.. وتحريات حول أمين الشرطة الذي باع له السلاح الآلي العثور علي 25 طلقة في كيس بلاستيك في مسرح الحادث.. والسخرية من المتهم سبب الجريمة النيابة تسلمت تقرير الطب الشرعي.. والضحايا أصيبوا بطلقات في الصدر والرقبة أهالى وزملاء الضحايا لا يصدقون ماحدث جدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوبالجيزة حبس السائق «محمود طه سويلم» المتهم بارتكاب مذبحة أتوبيس المقاولون العرب، التي راح ضحيتها 6 أشخاص وأصيب 5 آخرون منهم أربعة حالاتهم خطيرة 15 يوماً علي ذمة التحقيقات، وسوف يصدر المستشار «عبدالمجيد محمود» النائب العام قرار إحالته إلي الجنايات خلال ساعات. كشفت تحقيقات النيابة التي أشرف عليها المستشار «حمادة الصاوي» المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة عن مفاجآت مدوية، تبين أن المتهم اشتري بندقية آلية منذ 3 سنوات ب7 آلاف جنيه بعد أن حصل علي مبلغ مالي كبير عبارة عن دية نظير مقتل نجله، وعندما حصل علي النقود قرر شراء سلاح آلي من أجل حماية أولاده بعد أن انتشرت ظاهرة التنقيب عن الآثار في منطقة عرب غنيم بحلوان التي يسكن فيها المتهم. أفادت التحقيقات التي باشرها «محمود عبود» و«هيثم أبوالحسن» وكيلا أول النيابة التي جاءت علي لسان المتهم أنه اشتري السلاح من أمين شرطة يدعي «حمادة شحاتة» من جيرانه في منطقة عرب غنيم، فأمرت النيابة بطلب تحريات مباحث حلوان عن أمين الشرطة والتنقيب عن الآثار من أجل التأكد من صحة أقوال المتهم. أشارت التحقيقات إلي أن المتهم كان يثور ويغضب طوال ساعات التحقيق التي استمرت أكثر من 9 ساعات، وحاول ضرب رأسه في الحائط أكثر من مرة كلما تحدث عن الألفاظ والكلمات التي كان يستخدمها الضحايا في التهكم عليه، فكانت لديه دوافع الانتقام لكرامته، خاصة بعد أن وصلت السخرية منه إلي ذروتها، فكان الضحايا يقولون له وسط الضحكات: «إنهم يريدون أن يفعلوابه .............»، الأمر الذي أفقد المتهم توازنه وقرر الانتقام منهم، خاصة زميله «عبدالفتاح عبدالفتاح» فأمسك بالسلاح الآلي ووضعه علي النظام السريع في إطلاق الرصاص ووقف ينادي بصوت عال: «يا عبدالفتاح يابن ............» وظل يطلق النيران بشكل عشوائي علي جميع مستقلي الأتوبيس البالغ عددهم 23 موظفاً حتي سقط العديد منهم وسط بركة من الدماء وأصيب آخرون. تبين من التحقيقات أن المتهم ليس لديه أي نشاط في التنقيب عن الآثار، وأنه قام بتقديم عدة شكاوي ضد العديد من جيرانه الذين يقومون بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله، وعندما وصلت اللجنة التابعة للمجلس الأعلي للآثار في المرة الأخيرة تبين من خلال الدفاتر والمستندات أن منزل المتهم دخلوه قبل ذلك عندما أبلغ عن وجود العديد من جيرانه بالتنقيب عن الآثار، وعندما علم زملاؤه في العمل بحقيقة الأمر ظلوا يسخرون منه بألفاظ خادشة للحياء حتي قال له أحدهم: «سوف نقوم بتجريدك من البنطلون ونفعل بك .............». وأشارت التحريات التي أشرف عليها اللواء «أسامة المراسي» مساعد أول وزير الداخلية لأمن أكتوبر وقادها المقدم «أحمد مبروك» رئيس المباحث إلي أنه ليست لديه خصومات أو خلافات مع الشركة التي يعمل بها ولا تربطه خصومة مع أحد، وأن هدفه من الجريمة كان تأديب «عبدالفتاح عبدالفتاح» الذي كان يتسبب في السخرية منه أمام باقي الموظفين. وأكدت التحريات أن المتهم لم تصدر عنه أي أفعال أو تصرفات عدائية خلال فترة وجوده في محبسه بمركز شرطة أبوالنمرس ويجلس في الحجز ولم يعتد علي أي شخص من أفراد الحرس، وحتي الآن لم يذهب أي قريب له من أجل زيارته في محبسه. كشفت معاينة النيابة عن وجود 25 طلقة داخل كيس بلاستيك لم تستخدم في الحادث، وتبين وجود دماء غزيرة علي أرضية الأتوبيس وبعض من أجزاء بشرية للضحايا، وعثر علي 36 من فوارغ الرصاص من نوع عيار السلاح الآلي، وعدد من الثقوب في جدار الأتوبيس من الداخل والخارج. أكد شهود العيان أن المتهم توقف بحافلة الشركة وصرخ بصوت عال وقال لهم: «أنا مش هأقتل حد» وبعدها نادي علي المدير المالي ومدير الخزانة وصوب سلاحه الآلي نحوهما وأطلق عليهما وابلاً من الرصاص حتي لقيا مصرعيهما في الحال، وأثناء ذلك حاول بعض الموظفين الهروب من المجزرة لكن المتهم أطلق عليهم النار عشوائياً حتي انتهت الطلقات من سلاحه بعدها هدد المتهم الجميع بعدم الصراخ أو الحركة وقاد السيارة وبداخلها الجثث والمصابين حتي وصل إلي بوابة مقر الشركة وفتح له الحارس الباب وأدخل الأتوبيس جراج الشركة، وعندما توقف صرخ المصابون فنزل السائق المتهم من السيارة، وقال لمسئولي الشركة إن مجهولاً اعترض طريقهم وأطلق النار علي زملائه وقام موظف الأمن باحتجازه داخل غرفة حتي حضر رجال الإسعاف والمباحث بعد أن صاح المصابون في وجهه وحاولوا الانتقام منه وأخبروا المسئولين في الشركة أن السائق هو الذي نفذ الجريمة. وفي سياق متصل تسلم المستشار حمادة الصاوي تقرير الطب الشرعي الذي أعده الدكتور السباعي أحمد السباعي رئيس المصلحة الذي تبين فيه من تشريح جثث المجني عليه عبدالفتاح سالم إصابته بطلقتين ناريتين أحدثا إصابات متعددة بالجسم وتهتكاََ في الأحشاء الصدرية وكسور في العظام ونزيفاً دموياً، كما أشارت المعاينة إلي أن إحدي الطلقات دخلت من أعلي يسار الظهر وخرجت من الفم واخترقت رصاصات الفخذ والساق اليسري وخرجت من نفس المكان. كما كشف تشريح جثة «سالم عبدالسلام» عن إصابته بطلق ناري في الصدر والرقبة والكتف اليسري، والواضح أن جميع الطلقات اخترقت صدر المجني عليهم وأصابتهم بتهتك عام في الرقبة ونزيف داخلي حاد ولفظوا أنفاسهم الأخيرة قبل وصولهم المستشفي.