المتهم فى مذبحة «أتوبيس المقاولون العرب» يعترف بتفاصيل الجريمة.. والنيابة تقرر حبسه 4 أيام

أمر المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بحبس سائق المقاولون العرب المتهم بقتل 6 وإصابة 6 من زملائه 4 أيام على ذمة التحقيقات، واعترف المتهم محمود طه سويلم «54 سنة» بتفاصيل الجريمة كاملة أمام المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وحدد المتهم أسباب الجريمة ولخصها فى تورط بعض جيرانه و3 من موظفى الشركة فى الاتجار بالآثار والتنقيب عنها فى منزله وفى منطقة قريبة من المنزل.
وأضاف المتهم أن بعض زملائه وهم فى طريقهم للعمل سخروا منه، وأنه قرر التخلص منهم ومن باقى الضحايا وأنه فتح النار على الجميع ولم يكن يدرى ماذا يحدث، وقال المتهم للمحامى العام: «أنا صعيدى ودمى حامى وماينفعش حد يستهزئ بى وما أقبلش الإهانة».
وشرح المتهم فى تحقيقات النيابة أن جيرانه فى منطقة عرب غنيم فى حلوان كانوا ينقبون على الآثار أسفل منازلهم وأنه حرر محضرا ضدهم ولم يتحرك أحد أو يتوقف الجيران عن أعمال التنقيب. وشكلت النيابة لجنة من هيئة الآثار وكلفتها بالانتقال إلى منزل المتهم ومنازل جيرانه للتأكد من صحة الأقوال التى رددها فى التحقيقات، عن تورط جيرانه فى الحفر أسفل منزله والبحث عن آثار.
وقال المتهم فى اعترافاته التفصيلية إنه استشار بعض زملائه فى العمل عن عمليات الحفر ونصحوه بأن يحرر محضرا جديدا وبعدها ظن أن زملاءه اتفقوا مع جيرانه على التنقيب عن الآثار. وأضاف أن الحفر الذى يقوم به جيرانه أسفل منازلهم وصل إلى منزله عن طريق سراديب وأن منزله مهدد بالانهيار وأنه شعر عقب ذلك بأن بعض زملائه يتغامزون عليه ويسخرون منه فقرر ارتكاب الجريمة. طلبت النيابة استعجال تقارير الطب الشرعى الخاصة بتشريح جثث الضحايا لبيان سبب الوفاة وكذلك مطابقة فوارغ الرصاص المستخدم فى الجريمة والمقذوفات المستخرجة من أجساد الضحايا بالسلاح المضبوط، الذى استخدمه المتهم فى ارتكاب الجريمة.
وقالت مصادر قضائية مطلعة على ملف التحقيقات ل«المصرى اليوم» إن النائب العام طلب سرعة إنهاء التحقيقات والتدقيق فى كل كلمة يقولها المتهم فى اعترافاته والتأكد من صحتها خلال سؤال الشهود العيان وجيران المتهم وزملائه فى العمل ورؤسائه. وأضاف المصدر أنه من المقرر إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات خلال أيام، عقب تلقى التقارير الفنية الخاصة بالجريمة.. ووجهت النيابة للمتهم عدة اتهامات، وهى: القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فى قتل وحيازة سلاح آلى وذخيرة.
وكشف المتهم محمود طه فى اعترافاته أنه حصل على السلاح الآلى من أمين شرطة يدعى حمادة شحاتة وهو من جيرانه فى المنطقة. وأضاف المتهم أنه حصل على طلقات الرصاص من شاب آخر وأنه ملأ خزينة السلاح الآلى ووضع باقى الطلقات فى كيس بلاستيك وأخفاها والسلاح أسفل مقعد الأتوبيس،
وأضاف المتهم أنه يوم الحادث توجه إلى عمله فى موعده ومر فى طريقه الرئيسى، واستقل الموظفون وعددهم 23 الأتوبيس وجلسوا على مقاعدهم وأنه طول السكة كان يفكر فى 3 من زملائه متورطين فى البحث عن الآثار أسفل منزله هم وجيرانه، وأنه يفكر فى أنهم يستهزئون به واتفقوا مع جيرانه على التنقيب،
وشرح المتهم أنه قبل الوصول إلى الشركة استوقف الأتوبيس وأخرج السلاح الآلى وسأل عن موظف يدعى عبدالفتاح وأنه كان يسأل عليه وعقله غائب عن رأسه وأن موظفاً يدعى أحمد إدريس أخبره أن عبدالفتاح ليس موجودا وبعد لحظات شاهد عبدالفتاح فقرر التخلص من الموظف «أحمد إدريس» ثم «عبدالفتاح» وفتح النيران على الضحايا جميعا وأصيب بحالة غريبة من منظر الدماء ولفت المتهم إلى أنه لم يسمع صوت الصرخات ولا السلاح الذى كان يستخدمه. وقال المتهم إنه قاد الأتوبيس وبه القتلى والمصابون إلى مقر الشركة وأخبر بعض العاملين بأن مسلحين أطلقا الرصاص عليه وعلى زملائه.
وطلبت النيابة تحريات المباحث بشأن التنقيب عن الآثار، وأمين الشرطة الذى أمد المتهم بالسلاح، وطلبت تحريات نهائية عن الواقعة برمتها.
باشر التحقيقات مع المصابين وشهود العيان فريق من النيابة ضم: محمود عبود وهيثم أبوالحسن ومصطفى خالد وياسر خاطر ومحمد الموزى ومحمد فؤاد حسن ومحمد عبدالفتاح وكلاء النيابة.وأجمع المصابون على أن المتهم أوقف الأتوبيس فجأة وأخرج سلاحه الآلى وسأل عن القتيل عبدالفتاح وأطلق النار بعشوائية على الجميع، وأضافوا أن البعض منهم قفز من نوافذ الأتوبيس هربا من الموت وقالوا إن محمود طه رجل محترم وتربطهم علاقة طيبة به ولم تصدر منه تصرفات غريبة من قبل.
وشكل اللواء أسامة المراسى، مساعد الوزير لأمن أكتوبر، واللواء أحمد عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر، فريقا من ضباط المباحث ضم العميدين محمد أبوزيد رئيس المباحث الجنائية ومحمود الجمسى لجمع تحريات عن المتهم وأمين الشرطة ومسألة التنقيب عن الآثار وعلاقة المتهم بجيرانه وأقاربه وخلافاته مع آخرين من عدمها.