خاض الفنان عمرو سعد ماراثون أفلام عيد الأضحى، ورغم الانتقادات التى نالها الفيلم فإنه يتحدَّث ل«التحرير» عن سبب سعادته بهذه التجربة، وعن رأى النقاد والانتقادات التى تعرض لها العمل، وتعاونه لأول مرة مع المنتج محمد السبكى فى أولى تجاربه الإخراجية، والمنافسة الشرسة التى خاضها الفيلم مع كبار النجوم، وسبب تأجيل العرض الخاص للفيلم، والرسالة التى يحملها للجمهور، وردود الفعل التى جاءته حتى الآن. ■ على غير المعتاد تمت إقامة العرض الخاص للفيلم بعد عرضه للجمهور وليس قبله، فلماذا؟ - الفيلم كان سيتم تأجيله ليعرض فى إجازة نصف العام، لكن المنتج محمد السبكى تراجَع، وقرَّر طرحه قبل الموسم بأربعة أيام، وبالتالى تأخرنا فى طرح «البرومو» الخاص بالفيلم، حيث بدأت القنوات الفضائية فى عرض إعلانات الفيلم قبل العرض بثلاثة أيام فقط، وبالتالى كان الوقت ضيقا لإقامة العرض الخاص، حتى ولو كان عامل الوقت فى صفنا كنا سنؤجِّل، بسبب وفاة الفنان خالد صالح، لذلك قرار التأجيل جاء نتيجة ظروف خارجة عن إرادة فريق العمل.
■ ماذا عن ردود الأفعال التى جاءتك حول الفيلم حتى الآن؟ - وجدت 90% منها إيجابيا لمن شاهد الفيلم، وأريد أن أؤكد هذه الجملة «مَن شاهد الفيلم»، ومن أعجبه يرى أن هذا العمل سيظل فترة طويلة فى ذاكرة السينما، أما وجهة النظر الأخرى وبناءً على آرائهم فهم قالوا إنهم لم يفهموه، وهناك تفاصيل لم يستطيعوا إدراكها، لكننى أرى أن ذلك يرجع إلى أننا اعتدنا فى الأفلام الحوارات الطويلة بين الأبطال، لكن «حديد» اعتمد أكثر على الصورة وهى مغامرة، لأننا لم نتعوَّد هذه الطريقة، فالمشاهدة فى المرة الثانية والثالثة ستجعل المشاهد يدرك جيدا ما لم يستطِع فهمه فى المرة الأولى.
■ تم تحضير «حديد» فى 3 سنوات، ألم ترَ أن هذا الوقت طويل لتحضير فيلم؟ - كل هذه الفترة كان التطوير مركزا على السيناريو وإجراء عدة تغييرات وتعديلات عليه لأكثر من مرة، وإذا حدث ونُشر السيناريو فسيشعر الجمهور أنه رواية بكل التفاصيل الموجودة به، لأن هناك تفاصيل صغيرة فى العمل لكنها استغرقت وقتا طويلا فى التحضير، بالإضافة إلى التردد فى تنفيذ العمل ككل لوجود بعض الصعوبات، مثل العاهة الموجودة عند «عمار» الشخصية الرئيسية فى الأحداث.
■ عاب عدد من النقاد على الفيلم كثرة مشاهد العنف والبلطجة به، فما ردك؟ - جزء كبير من أحداث الفيلم تدور داخل السجن، وبالتأكيد هو مركز للعنف وتركيبة الشخصيات، ولغتهم تتسم بالعنف، بالإضافة إلى محاولات السيطرة وفرض الطاعة بالقوة، والصراع الدائر بين المساجين يكون بالذراع لا بالعقل، ويدور داخل السجن محاولات قتل وسيطرة على العنبر، لذلك كان العنف مبررا، ولو كان ما يتردد عن العنف فى الفيلم صحيحا لكنت أوَّل مَن يقول إنه غير مبرر. نقطة أخرى هى أنه لا يوجد ما يسمَّى أو يوصف ب«البلطجة»، لأن الشخصيات موجودة داخل سجن، ومعظمهم مجرمون ومتصارعون، ونحن لا نتحدَّث عن ملائكة، بل عن أسوأ شخصيات فى المجتمع.
■ لكن وجد البعض أيضا أن الفيلم ملىء بالعبارات والإيحاءات الجنسية دون مبرر؟ - إذا رأى البعض أن هناك عبارات بها إيحاءات جنسية أو شتائم فإنها لم تكن فجة، ولا تتعدَّى كونها نوعا من الضحك لا يؤثر بأى شكل سلبى على الجمهور.
■ هل قامت الرقابة بحذف أى مشهد من العمل؟ - الرقابة اعترضت على بعض التفاصيل فى أثناء قراءة السيناريو، وطلبوا حذف بعضها، ولم نعترض، وحصلنا على الموافقة، والتزمنا بقرارهم، وبعد مشاهدتهم للعمل أجيز دون ملاحظات.
■ ما أصعب المشاهد التى واجهتها بالفيلم؟ - لا توجد مشاهد صعبة، الصعوبة فى أى فيلم عموما تكمن فى التحضير والاستعداد للشخصية، وفى «حديد» خصوصا كانت فى الفروق التى تظهر فى شخصية «عمار» مع مرور الأحداث، وبدا الأمر كأننى أقدِّم شخصيتيْن مختلفتين تماما عن بعضهما، «عمار» الرومانسى ثم تحوّله بعد ذلك إلى بلطجى، وتكمن الصعوبة فى مخارج الألفاظ والأداء الجسدى لها، والسعى لأن أكون مقنعا فى الشخصيتين، الأمر الذى كلَّفنى وقتا وتركيزا، لكن فى أثناء التصوير المجهود يتحول إلى بدنى وذهنى.
■ ما الرسالة التى يحملها «حديد» للجمهور؟ - «الحديد» هو المعدن الوحيد الذى يتضمَّن القرآن سورة باسمه، حاولنا كفريق العمل أن نصدر رسالة مفادها أن الحديد يا بنى آدم نصنع منه دبابة وسجنا، وسلاحا يُدمِّر البشرية، ونستطيع فى الوقت نفسه أن نصنع قطارات وطائرات، فنجد «عمار» البرىء الذى تعرض لظلم هو نفسه القاسى الذى تحول بعد ذلك وتغيَّر مسار حياته، فما نريد أن نقوله إن الحرية اختيار والعبودية أيضا اختيار، فالاختيار هو أهم شىء فى الحياة، وكل إنسان يختار طريقه وفقا لما يريد، ويتحمَّل مسؤولية اختياراته.
■ ما تقييمك لتجربة المنتج محمد السبكى بعد عرض الفيلم وهجوم البعض عليه؟ - إذا حذفنا اسم محمد السبكى ووضعنا اسم أكبر مخرج سنبحث عن مَواطن الجمال فى الفيلم، ولن ينتقده أحد، وهذا مؤشر خطير، لأنه تم التقليل من محمد السبكى، لكن إذا وضعنا اسما كبيرا فى الإخراج فسنجد عشرات المقالات التى ستمدحه، وتفكّ الرموز العظيمة بالفيلم، ومع الأسف يحدث ذلك لأن العاطفة تتملكنا، ولا نستطيع الفصل بين صانع الفيلم والفيلم نفسه، لذلك خرج الجمهور بين مَن لم يصدق أن السبكى هو المخرج، ومن لا يرى أنه عمل جيد، وفى الحالتين هو مَن يتعرض للظلم، وإذا تعرض الفيلم للظلم نقديا فهو لن يظلم جماهيريا، لأن الجمهور لا يعنيه مَن صنع العمل ومَن كتب نقدا عنه، فالجهور أصدق بكثير، لكنّ المثقفين محبوسون فى انطباعاتهم حول العمل.
■ هل أنت راضٍ عن الإيرادات التى حققها الفيلم حتى الآن؟ - حتى الآن أنا راضٍ تمامًا عما حققه الفيلم، لأن قرار طرحه كان فى اللحظات الأخيرة، وعدم الدعاية قبل نزوله بوقت كافٍ أثَّر بالتأكيد على إيراداته، فهناك جمهور لم يكن يعرف بوجود الفيلم من الأساس، خصوصا أن الأفلام الأخرى بدأت دعايتها قبل الموسم بشهر وأكثر، لكن وفقا لإيرادات الأسبوع الأول للعيد فهى مناسبة تماما، والإيرادات بالتأكيد مهمة، لكن الأفضل هو الانتظار لمعرفة إجمالى الإيرادات، وفى النهاية أريد أن يستمر العمل ويعيش فترات طويلة، هذا هو الأهم بالنسبة إلىَّ.
■ هل كنت قلقا من المنافسة مع باقى الأفلام؟ - لا أنظر إلى المنافسة، فأنا أقدِّم فيلما للزمن ولكى يعيش فترة طويلة فى أذهان المشاهدين، وبالنسبة إلى «الجزيرة 2» و«الفيل الأزرق» فهما عملان سنستفيد منهما بالتأكيد كسينمائيين، ففريقا عملهما كبير، وإنتاجهم ضخم، وعندما تحصد أفلام الموسم إيرادات ضخمة سنضمن جميعا أننا نعمل فى أجواء إنتاجية أفضل، لأن السينما عاشت فترة سيئة طوال الأعوام الأربعة الماضية، بسبب خوف المنتجين من المجازفة، وعدم نجاح هذه الأعمال يشكِّل خطورة على السينما بأكملها، لذلك نجاحهما من نجاحى بالتأكيد.
■ ما الجديد الذى تستعد له بعد فيلم «حديد»؟ - أُحضِّر لفيلم «ريجاتا» من إنتاج محمد السبكى، وإخراج محمد سامى، ومن المقرر بدء تصويره خلال أسبوعين، وحتى الآن سيشارك فى بطولة الفيلم كل من: فتحى عبد الوهاب ورانيا يوسف ويسرا، ويواصل حاليا محمد سامى ترشيح باقى فريق العمل.