أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن علاقة المصريين بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم علاقة راسخة وقديمة، موضحًا أن المصريين استقبلوا السيدة زينب رضي الله عنها بعد واقعة كربلاء استقبالًا عظيمًا، فدعت لمصر وأهلها بدعاء ما زال أثره قائمًا حتى اليوم. وأوضح تمام، خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج الساعة 6، الذي يذاع على قناة الحياة، أن السيدة زينب جاءت إلى مصر هربًا من الفتنة التي لحقت بآل البيت بعد استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه، فوجدت في مصر الأمن والترحيب، وقالت في دعائها: آواكم الله يا أهل مصر كما آويتمونا، نصركم الله كما نصرتمونا، وجعل الله لكم من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، معتبرًا أن هذا الدعاء أحد أسباب البركة التي تنعم بها مصر. وأضاف أستاذ الفقه أن المصريين يحتفلون بالإمام الحسين مرتين سنويًا: الأولى في ربيع الآخر لذكرى قدوم الرأس الشريف إلى مصر، والثانية في شعبان احتفالًا بمولده، مشيرًا إلى أن محبة آل البيت ليست مجرد عاطفة بل هي جزء من العقيدة والإيمان، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحبهما –عن الحسن والحسين– فأحب من يحبهما. وشدد تمام على أن حب آل البيت طريق إلى محبة الله، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، مؤكدًا أن زيارة مقامات آل البيت ليست بدعة أو شركًا كما يدعي البعض، بل هي تعبير عن المحبة والمودة التي أمر بها الله تعالى في قوله: قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى. وأوضح أن الحديث النبوي لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، يُفهم في سياق الصلاة فقط، وليس النهي عن زيارة الأولياء والصالحين، لافتًا إلى أن شد الرحال لزيارة آل البيت نابع من الارتباط الروحي والوجداني بهم وليس لاعتقاد بزيادة ثواب الصلاة في أماكنهم.