هو أحد نجوم الساحة الفنية في مصر، استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا في الصفوف الأولي وسط العديد من النجوم، إلا أنه غاب عن الساحة الفنية لعامين متتاليين، ليعود من خلال "الحفلة" فارضًا نفسه ومستعرضًا لعضلاته وسط كوكبة من الفنانين. هو الفنان محمد رجب الذي عاد من خلال فيلم "الحفلة" الذي يعرض حاليًا بدور العرض، واستطاع خلال العمل أن يفرض نفسه، ويرسم البسمة علي وجوه الجمهور ويسرق الكاميرا في بطولة جماعية، كما لقبه النقاد ب "ال باتشينو العرب"، بعد دور "فاروق" ضابط الشرطة في الفيلم، والذي اعتبره رجب حمل ثقيل ومسئوليه. التقت "بوابة الأهرام" بمحمد رجب، والذي اعتبر فيلمه الأخير جاء بعد فترة "جوع" من التمثيل، وأن غيابه عن الساحة الفنية جاء بسبب انشغاله بالتحضير لفيلم تم تأجيله بسبب الأحداث السياسية بالبلاد، وأوضح أن العالمية تداعبه، بالإضافة إلي العديد من الإجابات خلال هذا الحوار.... ** ما السر وراء غيابك عن الساحة الفنية لمدة عامين؟ لم يكن غيابي أو اختفائي متعمدًا، فكنت أحضر لفيلم سينمائي مع السبكي تحت اسم "مطبق من امبارح"، ونظرًا للظروف السياسية التي تمر بها البلاد خلال الفترة الماضية، تم تأجيل العمل أكثر من مرة، خصوصًا وأن 80% من أحداث العمل تحتاج إلي تصوير خارجي، لأن الفيلم له طابع أكشن، فقررنا تأجيل حتي تهداء الأوضاع في البلاد، وبدأنا التحضير لعمل أخر لا أستطيع الكشف عن تفاصيله الأن. ** وهل كان ذلك مبررًا لعدم ظهورك، في ظل ظهور نجوم مصر في تلك الفترة من خلال أعمال درامية؟ بالفعل عرض علي أكثر من عمل درامي خلال تلك الفترة، إلا أنني رفضتهم لعدم شعوري بأن دوري فيها سيضيف لرصيدي الفني أو إلي العمل، كما أنني كنت مصمم علي خروج فيلم "مطبق من إمبارح" للنور، وعدم التركيز في أي عمل أخر، واعتقد أنه من الخطاء الاصرار علي عمل واحد طوال الفترة الماضية، لعبت فيه الظروف دورًا كبيرًا في عدم اتمامه إلى الآن. ** ما الذي دفعك في "الحفلة" لتتخذ قرار العودة إلي السينما بعد هذا الغياب؟ اتصل بي وائل عبد الله، بعد قرار تأجيل فيلم "مطبق من إمبارح"، وعرض علي فيلم "الحفلة"، فاوفقت دون قراءة العمل أو حتى معرفة طبيعة الدور، لثقتي التامة بوائل واختياراته، بالإضافة إلي أننا لم نعمل معًا منذ فيلم "كلاشينكوف". ** هل كان لوجود عدد من النجوم في العمل دافعًا للموافقة، بالإضافة إلي وائل عبد الله؟ لم أكن اعرف الأبطال المشاركين في العمل حين عرض علي الفليم، باستثناء أحمد عز الذي قال لي "م تيجي نعمل فيلم مع بعض واحنا كبار بقي"، وهو الدافع الأخر للموافقة، لأن عز جاري وصديقي وأصدقاء رحلة كفاح، فكان عملي بهذا الفيلم وسط أسرتي. ** كيف رأيت مساحة دورك في الحفلة من البداية؟ ثقتي واحترامي لوائل عبد الله، دفعتني لعدم الاطلاع علي مساحة الدور، وهو ما لم يتعارض مع طبيعة خططتي الفنية لأنه يبادلني نفس الشعور، فلا أستطيع أن أشترط عليه شيئا لثقتي في إمكانياته، وهو ما انعكس خلال الورق، فقدم لي شخصية دسمة ومكتوبة بحبكة مدروسة. ** هل كان لك أي تعديلات علي طبيعة الشخصية؟ بالتأكيد، فكل فنان له وجهة نظره في الشخصية، وأثناء جلسات العمل يتم النقاش حول طبيعته وكيفية ظهروه علي الشاشة قبل التصوير، حتى يتم التوافق علي الشكل النهائي الذي سيظهر طوال فترة العمل. ** أغلب من شاهد العمل أكد أنك تفوقت علي نفسك.. واعتبر البعض أنك صاحب البطولة الحقيقية.. فكيف حققت تلك المعادلة؟ في الحقيقة جميع الشخصيات مكتوبة بحرافية شديدة جدًا، وجميع الأدوار مكملة لبعضها، أما الاشادة بدوري، فهو توفيق من الله أولا، ثانيًا كنت "جعان" تمثيل، فكان لدي اصرار وتركيز كبير لخروج الشخصية بأفضل شكل، بالإضافة إلي أن لعبي للأدوار الكوميدية خلال الفترة الأخيرة، لا تعطي مساحة كبيرة للدور أمام الشاشة، بعكس الشخصيات الدسمة. ** شخصية فاروق بالفيلم كانت تتمتع بخفة ظل.. وتصنيفك بين النجوم ليس بفنان كوميدي.. ألم تخشي الوقوع في هذا الفخ؟ بالعكس، لقد تم وضعي في القالب الكوميدي بعد تقديمي فيلمي "المش مهندس حسن" و"محترم إلا ربع"، وشخصية فاروق في الحفلة، مختلفة عن الأدوار التي قدمتها من قبل، فهي تتمتع بكوميديا راقية، والفضل في ذلك يعود إلي وائل عبدالله، لأنه يعلم جيدًا طبيعة شخصيتي وقدراتي. ** ألم تتردد في الموافقة علي تقديم دور ضابط شرطة في ظل ما تشهده الحالة السياسية في مصر بعد الثورة وانقلاب علي رجال الداخلية؟ لم تؤثر الحالة السياسية للبلاد علي اختياري للدور، بقدر صعوبة ظهور ضابط الشرطة بشكل جديد، خاصة وأن هذا الدور تم تقديمه ألاف المرات، ووفقني الله علي اختيار الشخصية من زاوية مختلفة، وهي ظهور الضابط الإنسان، فكانت قدراته العقلية وذكائه هو المحرك للشخصية، وليس العنف الذي لا يحتاج إليه الضابط للحصول علي الإجابة. ** هل كان مقصودًا ظهور الضابط بشكل يجعل منه البطل الذي يحبه ويتعاطف معه الجمهور؟ بالفعل كان مقصودًا ظهور الضابط بهذا الشكل، بعد أن وصلنا إلي مرحلة أن يضع الموظف مرتبه داخل "حذائه" خشية من السرقة، فأنا ضد هذا الهجوم المبالغ فيه اتجاه وزارة الداخلية، فلا يوجد دولة بدون شرطة، وكل المجالات بها الإيجابي والسلبي، وعلينا كمواطنين أن نقف بجوار الشرطة إذا كنا نريد أن نعيش في دولة وليس غابة، مع ضرورة الحفاظ علي ضابط الشرطة وقوته وصلاحيته، أو نجلس في منازلنا ولا يذهب أولادنا للمدارس، ونبحث عن الأسلحة، وفي كل دول العالم يلجأ ضابط الشرطة أحيانا إلي العنف لحماية الأمن، ونحن لدينا أقوي جهاز شرطة في الوطن العربي، ومصنف عالميًا بالحنكة والذكاء، ولابد من احترامه أكثر من ذلك ونتجاوز عن بعض الأخطاء للمرور من الأزمة وتستمر الحياة، كما أن الإصلاح يأتي تدريجيًا وليس بالهدم كما يطالب البعض، وعندما اقتربت من محمد أمين رئيس قسم الدقي قبل تقديم الدور، عرفت جيدًا صعوبة دوره ووظيفته، فضابط الشرطة هو شقيقي وأبن عمي وأبن خالتي وصديقي، فهم مصريون وليس كائنات تم استيرادها من الخارج. ** الأفلام التي تعتمد علي الأثارة والبحث عن الجاني غالبًا لا تدفع الجمهور علي مشاهدته مرة أخري بعد معرفة النهاية.. فهل تعتبرها مجازفة؟ لا اعتبرها مجازفة، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن اجزم بأن الجمهور لا يشاهد الفيلم مرة أخري، بدليل نجاح فيلم "ملاكي إسكندرية"، ومتابعة الجمهور له عند عرضه علي الفضائيات مرات عديدة، وفيلم الفرح أيضًا له نفس المذاق، وهذه الأفلام عند متابعتها مرة أخري تستمع بالصورة والإخراج والأداء وغيرها من العوامل التي ساهمت في نجاح العمل. ** كيف وجدت التعامل مع أحمد علاء مخرج الفيلم في أولي لقائتكم؟ احمد علاء مخرج مميز جدًا، وقادر علي قيادة الممثل وإدارته، واكتسبته صديق علي المستوي الشخصي، كما كانت جومانا مراد "وش السعد" عليا، لأن أول مشهد كان معاها هو البنية الأساسية التي دارت من خلالها باقي الأحداث، واتضح من خلالها شخصية "فاروق" الكوميدية الجادة التي ظهرت طوال الأحداث، والعمل في مجمله من أسرع وأسهل الأفلام التي حضرتها ونفذتها وتم عرضها في وقت قصير، وعوضني عن فترة الغياب والانتظار الماضية، وكله توفيق من عند الله. ** توقيت عرض الفيلم حوله العديد من علامات الاستفهام في ظل الحالة السياسية بالبلاد.. فما تفسيرك؟ الفيلم الجيد يفرض نفسه في أي وقت، والدليل علي ذلك ايراداته التي تخطت ال 11 مليون وأمامه أكثر من أسبوع عرض، بالإضافة إلي أنه يعرض الأن بصالات العرض بهولندا، كما أنه اكتسب سمعة جيدًا جدًا في السوق بين الجمهور، وبالتالي ليست الحالة المزاجية والسياسية هي التي تؤثر فقط علي شباك التذاكر. ** هل ضرب وائل عبد الله الأحداث السياسية في البلد عرض الحائط وراهن علي اسمائكم في توقيت عرضه؟ بالتأكيد، وألا ما كان قدمنا أنا وعز علي أننا أبطال، كما أن بدايتنا الفنية كانت مع وائل عبدالله، فهو بالنسبة لنا الأب الروحي، ويثق في قدرتنا جيدًا. ** حصلت مؤخرًا علي لقب "ال باتشينو" العرب.. كيف ترى اللقب؟ بالتأكيد كنت سعيد جدًا بهذا اللقب، ولكن عندما سمعت به اصبني بصدمة أن يتم تشبيهي بهذا العملاق العالمي، واعتقد أن نجاح الفيلم علي المستوين الجماهيري والنقدي، كان سببًا في هذا الكلام الرائع، خاصة وأن هذا اللقب حصلت عليه من خلال نقاد، واحمد الله أن مجهودي في هذا العمل نال استحسان الجمهور والنقاد. ** هل هذا اللقب يمثل عبء عليك في اعمالك واختياراتك القادمة؟ لا أفكر بهذه الطريقة، خاصة وأنني من النوع الحريص، ودائم التفكير في كل ما هو قادم، وهذا اللقب بالفعل كبير، وسوف أحرص أكثر علي تقديم الأفضل خلال الفترة القادمة. ** ما الذي يحتاجه رجب للوصول إلي العالمية؟ بالفعل افكر فيها، وأعد نفسي حاليًا لهذه التجربة في المستقبل، من خلال اجادة اللغة والنطق، ولن اتحرك لأي خطوات إيجابية في هذا الشأن، حتى أثق تماما في الانتهاء من فترة الإعداد. ** بماذا تفسر اتجاه أغلب النجوم إلي البطولة الجماعية؟ ليس اتجاه، لأن لكل عمل طبيعته، والبطولة الجماعية تحتاج إلي سيناريو متميز يفرض هذا الشكل، بالإضافة إلي شركة إنتاج تستطيع أن تتحمل دفع أجور النجوم المشاركين، وعندما يجتمع العنصرين معًا، لا يستطيع أي فنان أن يرفض عمل مميز. ** لماذا لا تقدم برنامجًا تليفزيونيًا يعوض غيابك كما فعل العديد من الفنانين خلال الفترة الأخيرة؟ عرض علي أكثر من مشروع لبرامج، ولكن لم أجد فيها أي جديد، ولن تضيف إلي رصيدي لدي الجمهور، خاصة وأنها ستكون التجربة الأولي لي في هذا المجال، وليس لدي مانع من حيث المبدئ، ولكن يجب أن يكون مختلف ومميز. ** ما الذي دفعك بالموافقة علي العمل مع السبكي.. خاصة وأنه معروف في السوق بميوله إلي "الأفلام التجارية"؟ لا أميل إلي تصنيف السبكي بهذا المسمي، خاصة وأنه خلال الفترة الماضية أنتج العديد من الأفلام الفنية التي نالت اشادة سواء من الجمهور أو النقاد كأفلام "الفرح" و"كباريه" وغيرها، وتعاونت معه في فيلم "محترم إلا ربع" ولقي استحسان الجمهور والنقاد أيضا، ولكن مما لا شك فيه أن السبكي منتج زكي يعرف احتياجات السوق، ويتعامل وفقًا لهذه المعايير، بالإضافة إلي أن الفنان له نظرة في العمل، ولديه حرية الاختيار بين القبول والرفض. ** وما طبيعة فيلم "مطبق من إمبارح"؟ الفيلم تدور أحداثه في إطار أكشن كوميدي، وأقدم خلاله دور تاجر ملابس، ويمر بمشكلة تغير مسار الأحداث، ويشاركني في العمل الفنانة الكبيرة ميرفت أمين والفنان باسم سمرة، ولم يتم تحديد ميعاد للتصوير. ** تحضر لعمل درامي لرمضان القادم.. ما هي تفاصيله؟ هو مسلسل "ضرب نار"، ولكن من المحتمل أن يتم تأجيل العمل بسبب عدم الانتهاء من السيناريو، والتأخير في التحضير، الأمر الذي أدي إلي عدم بدء التصوير، بالإضافة إلي استعدادي لفيلم سينمائي سيعرض في موسم عيد الفطر، وهو فيلم لايت كوميدي ومازلنا في فترة التحضير. ** كان هناك مشروع لتقديم قصة حياة "خالد سعيد".. ما سبب توقف المشروع؟ كان هناك بالفعل مشروع عن تقديم قصة حياته، ولكن هناك سبابين لتوقف العمل، أولهم عدم وجود منتج يتحمل تكلفة المشروع، ثانيًا لدي تحفظ في تقديم السيرة الذاتية مرة أخري بعد تقديم "أدهم الشرقاوي"، لأن لدي الكثير المشاريع والخطط التي أريد تقديمها خلال الفترة القادمة.