هناك روايات كثيرة لتفسير سبب تسمية مدينة أشمون إحدي أقدم المدن المصرية علي الإطلاق، والموجودة منذ أيام الفراعنة وتتبع محافظة المنوفية علي بعد 40 كيلو متراً من القاهرة، إذ ظهرت مدينة أشمون قبل الإسكندريةوالقاهرة والأقصر بقرون وأجيال وورد ذكرها في كل الكتب التاريخية عن مصر وكذلك في التراجم والموسوعات والمعاجم. تحمل أشمون صفات ومقومات فريدة لمدينة مصرية حاربت البطالة وانتصرت عليها، حلمت بالتميز والجمال فجاءها مهرولاً وباتت تحظي بسمعة عالمية ويقصدها السياح ورجال الأعمال من كل مكان لترتسم علي وجوههم الدهشة ويزداد يقينهم بعظمة الإنسان المصري وعبقريته وقدرته علي النجاح والتميز - حال سعيه إلي ذلك - ولم لا فعلي كل شبر من أرضها قصة نجاح وعزيمة وإصرار علي تحقيق الهدف. يقال أيضاً أن أشمون كلمة لاتينية تعني «أرض القمر»، كما عرفت لمئات السنين باسم أشمون جريس لمجاورتها قرية جريس المشهورة بصناعة الفخار فكان العامة يطلقون عليها أشمون الجريسات تمييزاً لها عن أشمون الرمان بمركز دكرنس دقهلية إلي أن أقام محمد علي باشا وخلفاؤه من بعده الدولة الحديثة فقسمت محافظة المنوفية إلي مدن وقري فظهر للوجود عام 1871، مركز ومدينة أشمون الذي يضم حالياً 54 قرية و190 كفراً ونجعاً و322 شياخة وعدد السكان 814 ألف نسمة ويقال أيضاً إنها كانت واحدة من المدن الشهيرة في عصر الدولة الفرعونية القديمة وأن اسمها مكون من مقطعين الأول (أش) بمعني أرض والثاني (مون) نسبة إلي آمون الإله الأشهر عند الفراعنة وعليه تكون أرض الله وليست أرض القمر. أيا كانت التسمية والاختلافات حول المعني فمن المؤكد أنها حصلت علي لقب أجمل مدينة مصرية قبل خمسة أعوام في مسابقة التميز للمدن والقري التي نظمتها وزارة التنمية المحلية لكن أفسد كل ذلك الإهمال والعشوائية بعد رحيل رئيس مجلس المدينة السابق الذي شغل منصب سكرتير عام المحافظة قبل أن يتقاعد بعد تجاوزه سن المعاش حيث أفسد مجلس المدينة الجديد مظاهر الجمال التي ميزت المدينة عن غيرها. وليس غريباً أن تقل نسبة الجرائم المعتادة علي أرضها فطبيعة المدينة التي تقع بين فرعي رشيد ودمياط وبعدها النسبي عن المدنية الموحشة احتفظ لأهلها بأخلاق أهل القرية وشهامتهم دون أن يتخلفوا عن المدنية. فيما تعد «أشمون» مركزا لعدد من الآثار المهمة أبرزها «المسجد العمري» والمعروف عند العامة بالمسجد الكبير - وهو مسجل كأثر بوزارة الثقافة ويرجع بناؤه الأول إلي القائد عمرو بن العاص وقت فتح مصر ومروره بتلك الناحية من الدلتا لوجود حصن روماني بها، فلما انتصر أقام المسجد فوق أنقاض الحصن مستعيناً بأحجار وأعمدة الحصن الرخامية ذات التيجان في البناء، وهو ما حافظ عليه كل من أتي بعده عند ترميم أو إعادة بناء المسجد من جديد علي مر العصور السابقة ويعلو المسجد مئذنته الأثرية المبنية علي الطراز المملوكي. أشمون التي حباها الله بموقع فريد، هي أول مدينة تقابلك بعد انقسام النيل في القناطر الخيرية إلي فرعي دمياط ورشيد فيحتضناها من الشرق والغرب في حنو بالغ لذا لم يشعر أهلها يوماً بالعطش ولم تعان أرضها قط الحرمان فعلي العكس تماماً كانت الطبيعة سخية كثيراً لذا زودتها بتربة عفية اشتهرت بزراعة القطن هي أيضاً التي أنجبت السياسي الكبير الراحل مصطفي كامل مراد رئيس حزب الأحرار وأحد الضباط الأحرار، وقدمت للفن المصري النجوم: صفية العمري، سعيد صالح، ممدوح عبد العليم، وهشام سليم وللرياضة لاعب كرة القدم ورئيس النادي الأهلي الراحل الكبير صالح سليم.