سخرت حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان أمس من اعلان السودان رسميا أنه طلب من ليبيا طرد الدكتور خليل إبراهيم- زعيم حركة العدل بتهمة محاولة تقويض محادثات السلام والتهديد بشن هجمات علي الخرطوم. وكان معاوية عثمان- المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية- قد أكد أن الحكومة السودانية طلبت من ليبيا طرد إبراهيم، بدعوي أنه لا يريده أن يدلي بتصريحات عدوانية من دولة شقيقة مثل ليبيا، مشيرا إلي أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تحدث قبل يومين مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير تليفونياً ووعد بالحد من اتصالات وتحركات إبراهيم. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن رئيس جهاز الأمن القومي السوداني محمد عطا المولي عباس قوله إن ليبيا تستعد لطرد إبراهيم. لكن مصادر في ليبيا وحركة العدل والمساواة قالت في المقابل إن ليبيا ليست بصدد أن تطلب من خليل مغادرة أراضيها. وقال مسئول ليبي رفيع المستوي عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، " نعتقد أن طرده ليس هو الحل، إذ يجب التركيز في الوقت الراهن علي حقيقة الأزمة الخاصة بعملية السلام في إقليم دارفور". من جهته قال أحمد حسين- الناطق باسم حركة العدل والمساواة- للدستور تليفونيا من العاصمة البريطانية لندن إن مطالب الخرطوم بطرد خليل من ليبيا هي تعبير عن هيستيريا لمجموعة مهزومة أو فرخ مذبوح في الخرطوم. وأضاف " هذه مجرد دعاية رخيصة للاستهلاك الداخلي ومحاولة صرف الأنظار عن هزائم الجيش السوداني والوحدات الأمنية التابعة لرئيس المخابرات في دارفور علي أيدي مقاتلي حركة العدل والمساواة، مشيرا إلي أن ضباطا كباراً تابعين للجيش ولجهاز الأمن السوداني لقوا حتفهم في المعارك الأخيرة. وتابع: «النظام في الخرطوم يشعر بحرج كبير عندما نشرنا أسماء الأسري ويريدون فقط صرف الأنظار عبر عن وضع الدكتور خليل». وكان الدكتور خليل إبراهيم قد تعرض للإبعاد من تشاد بطلب سوداني رسمي في التاسع عشر من الشهر الماضي، وهو يقيم في ليبيا منذ ذلك التاريخ علي أمل أن يتمكن من العودة إلي داخل السودان للقاء مناصريه هناك. وكانت وزارة الخارجية السودانية قد تحدثت عن اتصالات مع الجانب الليبي بهدف ما وصفته بالحد من تحركات خليل باعتباره اختار طريق الحرب علي السلام وظل يدلي بتصريحات صحفية بتجهيز عمليات عسكرية والعودة للخرطوم مرة أخري.