أزمة مكتومة بين الخرطوم وطرابلس يكشفها قرار إغلاق الحدود البرية

سعت وزارة الخارجية السودانية إلى تخفيف حدة الأزمة مع طرابلس بعد قرار السودان إغلاق حدوده البرية مع ليبيا، معتبرة أن الإجراء «روتينى» ولا يتعلق بأزمة بين البلدين. فيما أعربت الخارجية الليبية عن تفهمها لقرار السودان مؤكدة أن العلاقات بين البلدين لن تتأثر بالقرار.
كان وزير الداخلية السودانى إبراهيم محمود قد أصدر أمس الأول قرارا بإغلاق الحدود السودانية - الليبية، اعتبارا من غد الخميس، بسبب تعرضها لما وصفه ب«تهديد المتمردين الخارجين عن القانون»، وذلك بهدف ضمان حماية وسلامة أرواح وممتلكات المواطنين من البلدين.
ويأتى قرار السودان فى ظل توتر علاقاتها مع ليبيا بسبب موقف طرابلس الرافض لاستبعاد وطرد خليل إبراهيم زعيم حركة «العدل والمساواة»، كبرى حركات «التمرد» المسلحة بإقليم دارفور المضطرب غرب السودان، من الأراضى الليبية.
 وقال الناطق باسم الخارجية السودانية، معاوية عثمان خالد، إن قرار الوزارة «مجرد خطوة إدارية روتينية بهدف ضبط حركة القوافل البرية فى الحدود المشتركة»، مؤكدا أن القرار لن تكون له تداعيات سالبة على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفى الوقت نفسه، جاء رد الفعل الليبى الرسمى هادئا حيال هذا الموقف، حيث قال السفير الليبى بالخرطوم سعيد السعودى ل«المصرى اليوم» إن ليبيا تتفهم الموقف السودانى وتحترم قرارها نسبة إلى أن هناك مشكلات متعلقة بأزمة دارفور. وأكد أن القرار لن يؤثر على علاقات الجانبين التى وصفها بالمتينة، موضحا أن القرار لا يتعلق بوجود الزعيم المتمرد خليل إبراهيم فى طرابلس. وقال إن ليبيا تجرى محاولات حثيثة لإقناع خليل بالعودة إلى طاولة التفاوض، مشيرا إلى أن الأمر يستلزم وقتاً أكبر ليس إلا.
وجدد السفير الليبى تأكيدات الرئيس الليبى معمر القذافى لنظيره السودانى عمر البشير بوعده بأن ليبيا لن تسمح بقيام زعيم «العدل والمساواة» بأى أعمال عدائية من أراضيها، مشددا على حرص طرابلس على استقرار الأوضاع فى السودان.
بينما أكد مصدر ليبى ذو صلة بالملف السودانى لدى السلطات الليبية فى اتصال هاتفى ل«المصرى اليوم» من طرابلس أن السلطات لا تنوى طرد خليل أو استبعاده من أراضيها، وشدد المصدر الذى رفض ذكر اسمه، على أن ليبيا دولة ذات سيادة لا تتخذ مواقفها بشأن ما يحدث فى أراضيها من الخارج.من جانبها، قللت حركة «العدل والمساواة»، التى تصفها الحكومة السودانية ب «المتمردة» من أهمية الموقف السودانى، وأكدت أنه لن يجعل طرابلس تطرد زعيمها من الأراضى الليبية.
وقال مستشار رئيس حركة «العدل والمساواة» بشارة سليمان، إن وجود خليل فى طرابلس «وليد مؤامرة سودانية-تشادية باتفاق مسبق لإجبار خليل على العودة إلى قطر ليوقع، مستسلما، اتفاق الدوحة».
وأشاد سليمان فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» بالدور الليبى، معتبرا أن القذافى استضاف خليل «نسبة لخبرته وتجاربه فى أفريقيا، بعد أن رفضت تشاد عبوره من أراضيها إلى دارفور». وأكد أن ليبيا هى الأقدر على حل الأزمات فى أفريقيا بشكل عام وفى دارفور بشكل خاص.
واستبعد مستشار خليل استجابة طرابلس لضغوط الخرطوم قائلا : «نرى أنه من المستحيل أن تطرد ليبيا خليل رغم مهاترات الخرطوم». ورأى أنه لن ينقذ حكومة الخرطوم من «العدل والمساواة» إلا سلام حقيقى بعيدا عما سماه «استهبال الدوحة»، على حد تعبيره.