لم يتغير شىء فيهم منذ أنشؤوا جماعتهم الإجرامية وحتى اليوم.. على مدى السنين كانت القصة تتكرر.. يبدأ «الإخوان» بالحديث عن الدعوة وخدمة الإسلام وغير المسلمين، ثم يبدأ الوجه الآخر فى الظهور.. التشدد والعنف الذى يزداد يوما بعد يوم ليكون الصدام مع الدولة، ويكون أيضا سقوط الأقنعة والانغماس فى القتل والاغتيال والتخريب والتدمير وحرق المؤسسات. هكذا كان الأمر قبل ثورة يوليو 52، حين طالت رصاصاتهم رئيس الوزراء النقراشى، وحين امتدت جرائمهم لتغتال القضاة ورجال الأمن، وتحرق وتدمر.. ليكون الرد يومها حل الجماعة واغتيال مؤسسها. وهكذا كان الأمر مع ثورة يوليو التى أعطتهم الفرصة كاملة ليعودوا للعمل، فإذا بهم يريدون أن يفعلوا معها ما فعلوه بثورة يناير، أن يختطفوا الثورة ويستولوا على السلطة، ليكون صدام آخر ومحاولة لاغتيال عبد الناصر ثم الرد القاسى من الدولة. ويتكرر الأمر مع السادات الذى تحالف معهم لضرب اليسار، فكانت النتيجة اغتياله على يد جماعة خرجت من معطفهم.. وبعد أن أمضوا فترة مبارك فى الاستعداد للانقضاض على الحكم، جاءت ثورة يناير التى كانوا آخر من التحق بها، وأول من غادر ميادينها، لكى يستولوا على السلطة وتعيش مصر العام الأسود تحت حكم مرسى قبل أن يسقطهم الشعب ويكتب نهايتهم فى 30 يونيو. أستعيد معكم هذه الصفحات من التاريخ القريب أو البعيد، لأن البعض يستهول ما يراه من انحطاط فى سلوك «بواقى» الجماعة، وهم يتحولون إلى الإرهاب المكشوف ضد الدولة وضد الشعب.. تنتاب مشاعر الصدمة بعض من لا يعرفون التاريخ وهم يرون الجماعة تزهو بخيانتها، وتوجه جهدها للإضرار بالناس وحرق المؤسسات وتعطيل الاقتصاد، ثم فى النهاية لا تجد لديها شيئا إلا فيديو كتائب حلوان الذى لا يفعل شيئا إلا أنه يُسقط آخر الأقنعة التى حاولت بها الجماعة طويلا إخفاء وجهها الإرهابى القبيح. يستغرب البعض أن يكون «جهاد»!! الجماعة فى سبيل الله هو بقتل المواطنين وإشعال الحرائق ووضع القنابل فى القطارات!! وأن تكون ترجمة شعارهم الزائف «نحمل الخير لمصر» هو نشر الدمار وقطع الطرق وتشكيل تنظيم خاص لقطع الكهرباء، وتعطيل شبكاتها ونسف أبراجها، أو لحرق أوتوبيسات النقل العام ومحاولة تعطيل المترو.. إلى آخر هذه الجرائم المنحطة التى لا تدل إلا على أن الجنون قد استبد بهذه العصابة، وهى ترى نفسها للمرة الأولى فى مواجهة الشعب بكل طوائفه واتجاهاته. ومرة أخرى نقول: إنه لا جديد إلا فى التفاصيل.. ولنتذكر أن قادة هذه العصابة الإجرامية أعلنوا فى عز سطوتهم بأنهم «قطبيون» يدينون بالولاء لأفكار سيد قطب، بعد أن ظلوا لسنوات ينكرونها قبل أن يعلنوا اكتشافهم أنها الامتداد الطبيعى لأفكار مؤسس الجماعة حسن البنا!! الذين يستهولون ما تفعله «بواقى» الإخوان اليوم من جرائم فى حق الوطن ومن إساءة للدين ومن إضرار بمصالح الناس، عليهم فقط أن يراجعوا ما حدث فى مؤامرة 1965 التى قادها سيد قطب، وكيف كان الأمر يتعدى اغتيالات المسؤولين إلى نسف القناطر الخيرية، والكبارى، ومحطات المياه والكهرباء والصرف الصحى.. وكيف كانت آخر كلمات سيد قطب «الذى حوله الإخوان من مفكر ومبدع إلى إرهابى» هى التعبير عن الندم، لأن أعضاء التنظيم لم ينفذوا الخطة وينسفوا القناطر ويغرقوا الدلتا.. متوهما أنهم لو فعلوا ذلك لانتصرت المؤامرة وحكمت العصابة مصر!! ما يفعلونه الآن هو جزء أصيل فى تفكيرهم.. ما يرتكبونه من جرائم ضد الشعب والدولة هو استمرار لتاريخ طويل فى هذا الشأن.. طريق الإرهاب ساروا فيه منذ البداية وخرجت منه كل الجماعات المتطرفة التى تعيث فسادا فى كل أنحاء الوطن العربى والعالم الإسلامى. يقرأ «بواقى» الإخوان نفس كتاب الإرهاب الذى حفظوه عن ظهر قلب، وطبقوه على مدى تاريخهم.. لا يدركون أن الزمن تجاوز كل ذلك.. صدامهم هذه المرة كان مع الشعب بأكمله.. فى 30 يونيو كتبت كلمة «النهاية».. الموتى لا يعودون إلى الحياة بحرق قطار أو قطع الكهرباء أو بفيديو أنطاع حلوان الهزلى!!