قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، المنعقدة بمجمع محاكمة القاهرة الجديدة، معاقبة مهندس الاتصالات الأردنى بشار أبو الجنسية «محبوس»، بالسجن لمدة سنة، بتهمة إهانة الهيئة القضائية، مع تأجيل محاكمته مع ضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلي يدعى أوفير هيرارى «هارب»، بقضية التجسس على المكالمات المصرية الدولية وتمريرها لصالح إسرائيل، إلى جلسة غداً "الثلاثاء" لسماع مرافعة الدفاع. شهدت الجلسة مطالبة المتهم للمحكمة بالتنحى، رافضاً مرافعة النيابة العامة، وقال للقاضى "أنت ظالم" وقاطع مرافعة النيابة، قائلاً لرئيس نيابة أمن الدولة "حسبى الله ونعم الوكيل فيك" وقول اللى انت عايزه.
مما تسبب فى غضب عدد من المحامون الحاضرون داخل القاعة، الذين نهروا المتهم قائلين له "انت مش بنى آدم.. آويناك فى بلدنا.. فخنتنا وتجسست علينا، بأى عين تنطق"، وقال محامى آخر للمتهم "حسبنا الله ونعم الوكيل فيك أنت..ربنا ينتقم منك ويجازيك على كل أفعالك ..ويذيقك مما زرعت.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيك".
فتدخل دفاع المتهم، وطالب باقى المحامين بالهدوء، وقال لهم اسمعوا المرافعة كاملة ثم أحكموا، فرردوا عليه "نسمع ايه تانى عن جرمه حسبنا الله ونعم الوكيل".
وتدخل رئيس المحكمة وأمر بالهدوء داخل القاعة، وإنزال المتهم من القفص إلى حجز المحكمة ومنعه من حضور الجلسة، لإخلاله بالنظام والإجراءات، وشدد على المحامين بالهدوء وعدم مقاطعة النيابة، وإلا سوف يأمر بخروج من يخالف ذلك من القاعة.
فبكى المتهم من داخل قفص الاتهام، وقال للقاضى "لا ليس لدى اعتراض على مرافعة النيابة...لكنى استحلفك أن تتنحى...أنا عندى طفلان وبيتى خرب وطلقت زوجتى وأنا مسجون من 3 سنوات.. لست سعيد بالسجن"، وواصل المتهم "أبوس رجلك اتنحى ياسيادة المستشار...هعيش خدامك طول عمرى...أنا هموت نفسى لو كملتوا مرافعة وحكم...يرضيك أموت نفسى".
وقطع حديث المتهم صوت ممثل النيابة الجلل، مترافعاً فى القضية، شريحة من عمره لطخها بالفشل لكنه على درجة عالية من جمع المال بنهم، طغت تلك الصبغة على كل قيمة عنده ومروءة ورابط للإنسلنية، صاحب نفس مضطربة رمى بها وسط التيارات المتباينة، وسوف نكشف سوء طويته وما اقترفت يده من إثم وبغى وخيانة.
وبدأت قافلة الخيانة بداية من الأردن ثم الإمارات حتى حط رحاله فى بلدنا مصر بعد أن ضاقت عليه الأرض وفيها أقام وتزوج وأنجب، لكنه بات يواجه الفشل فى سعى منقطع نحو المال من أى مصدر وبدأ البحث عن شراء جهاز تمرير مكالمات دولية، كان على علم بكون المتهم الثانى إسرائيليى ومقيم فى الدولة الصهيونبية، عمليات تجارية وتمرير مكالمات دولية واختبار مدى ولائه، ووجد ولائه الأوحد للمال، فاشتراه بثمن بخس، وبدأ حلقات الخيابنة، جهاز تمرير المكالمات بالكيان الصهيونى، على أن يرسل للضابط على الأراضى المسماة بالإسرائيلية شرائح تليفون محمول، لاستخدامها فى تمرير المكالمات المصرية.
وكان المتهم يعلم أنه ضابط مخابرات إسرائيلى 97 شريحة تليفون محمول داخل دمية، وتسلم رسالة تفيد بالنجاح فى مهمته الأولى، وتساءل ماذا أسفرت الدقائق المررة عن نقل معلومات بين أطرافها، ولنسأل الطرف الغسرائيلى 800 شريحة أخرى، وسعوا لاستخدامه فى تجنيد أشخاص ممن يعملون فى قطاع الشبكات بشركات الهواتف المحمولة، وسافر للخارج بقصد جمع معلومات وتجنيد من يصلح منهم للعمل مع المخابرات الأسرائيلية.
أسنتدت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتهمين الأردنى والإسرائيلى اتهامات، قيامهما بتمرير المكالمات الدولية المصرية إلى داخل إسرائيل بهدف السماح لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بالتنصت عليها والاستفادة بما تحمله من معلومات، ورصد أماكن تواجد وتمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة وأعدادها وعتادها وإبلاغها إلى إسرائيل، على نحو يضر بالأمن القومي المصري.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين بشار إبراهيم أبو زيد (مهندس اتصالات - أردني الجنسية - محبوس)، وأوفير هيراري (ضابط بجهاز الموساد - إسرائيلي الجنسية - هارب) تخابرا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية (إسرائيل) بقصد الإضرار بالمصالح القومية لمصر.
وتم القبض على المتهم الأردني، فى أبريل 2011 عقب ثورة 25 يناير، وجرى التحقيق معه بمعرفة فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا، حيث جاء إلقاء القبض عليه في ضوء ما رصده جهاز المخابرات العامة المصري من أنشطة تخابر اضطلع بها وشريكه الإسرائيلي الهارب لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية.