رئيس مجلس الشعب يطرد النائب حمدي حسن ويقول «أنا راجل باطبق لايحة وديمقراطي» عاصفة مجلس الشعب أمس قام الدكتور فتحي سرور - رئيس مجلس الشعب في جلسة المجلس أمس - والتي تأخرت لمدة ساعتين- بطرد نائب كتلة الإخوان المسلمين الدكتور حمدي حسن وذلك بعد أن قام حمدي حسن بمقاطعة الوزير مفيد شهاب أكثر من مرة اعتراضاً علي البيان الذي ألقاه أمس باسم الحكومة وبرر فيه بناء جدار عازل علي الحدود مع غزة، وصاح الدكتور سرور في النائب حمدي حسن قائلاً «أمنع حمدي حسن من الاسترسال في الحديث فإذا لم يمتثل فسأعرض الأمر علي حضراتكم». وعندما لم يمتثل حمدي حسن قال سرور «لقد حذرت النائب الدكتور حمدي حسن ولكنه امتنع والتفت الدكتور سرور إلي نواب الحزب الوطني الذين حشدهم النائب أحمد عز أمين التنظيم وقال «أستئذنكم في إخراجه من الجلسة وبعد الموافقة لم يتوقف حمدي حسن عن الصياح والاعتراض وهنا صاح سرور ليتفضل الدكتور حمدي حسن بالخروج طبقاً للائحة وصاح مضيفاً «اتفضل اخرج فيه حاجة اسمها نظام.. مش كده .. حمدي حسن يخرج واللائحة فيها جزاء تاني لو ما خرجش» وقد قام النائب المستقل جمال زهران بإقناع النائب حمدي حسن بالخروج. من ناحية أخري رفض الدكتور سرور وكما كان متوقعاً فتح باب المناقشة حول موضوع الجدار العازل، وعندما صاح نواب كتلة الإخوان والمعارضة والمستقلين معترضين علي قفل باب المناقشة صاح الدكتور سرور قائلاً «أنا راجل بأطبق لايحة وديمقراطي». وقد قام عدد من نواب كتلة الإخوان ومعهم النائب المستقل محمد العمدة بالانسحاب من جلسة المجلس اعتراضاً علي منعهم من المناقشة في موضوع الجدار . وقد قام النائب سعد الكتاتني رئيس كتلة الإخوان بمطالبة نواب الكتلة بعدم الانسحاب والبقاء في القاعة فامتثلوا له بينما خرج نواب الحزب الوطني من القاعة بعد أن أدوا دورهم في إغلاق باب المناقشة حول موضوع الجدار. وبرر الدكتور سرور عدم فتح باب المناقشة للبيان قائلاً «لقد ناقشت لجنة الدفاع والأمن القومي موضوع الجدار وأصدرت مشروع بيان طبقاً للمادة 23 من اللائحة ولما رأيت أن بعض السادة من نواب المعارضة لم تسمح لهم الفرصة بإبداء آرائهم قمت بعرض الموضوع علي اللجنة العامة للمجلس فانعقدت صباح اليوم واستمعت لعدد من نواب المعارضة وعددهم 8 أعضاء وقد أحدثت اللجنة العامة بعض التعديلات علي مشروع البيان الذي أصدرته لجنة الدفاع والأمن القومي وأقرته وطلبت عرضه علي المجلس بغير مناقشة إلا أنه قد وردت عدة طلبات قبل الجلسة من المعارضة تطالب بفتح باب المناقشة . والتفت الدكتور سرور للمجلس لعرض طلب فتح باب المناقشة حول موضوع الجدار وهنا رفضت أغلبية نواب الحزب الوطني التي احتشدت فتح الباب وهنا صاح الدكتور سرور «الموافقين أقلية» وصاح نواب كتلة الإخوان مرة أخري، وقال سرور «أنا راجل بأطبق لايحة وديمقراطي» . قال سرور إنه تلقي بياناً موقعاً عليه من 62 نائباً أعلنوا فيه رفضهم وقالوا «نحن أعضاء مجلس الشعب الموقعون أدناه نرفض بناء جدار عازل علي الحدود مع مصر».. وقرر سرور إيداع بيان الرفض لضبط المجلس رافضاً قراءته. وقد أعلن حزب الوفد الذي حضر رئيسه محمود أباظة اجتماع اللجنة العامة رفضه قيام مصر ببناء جدار علي الحدود مع غزة، وقال البيان إن مصر وشعبها لا يقبلان أن يكونا شريكين في هذه الجريمة بأي حال من الأحوال، وحذر بيان الوفد من أن يؤدي هذا الجدار إلي استحكام الحصار علي قطاع غزة مما يمكن أن يؤدي بالضرورة إلي انفجار عام يترتب عليه نزوح جماعي للسكان في غزة بكل ما يحمله ذلك من أخطار جسيمة علي أمن الوطن وتعريض القضية الفلسطينية للتصفية. وكان الدكتور الوزير مفيد شهاب قد ألقي بياناً مطولاً حول ما أسماه «الإنشاءات الهندسية علي حدود مصر مع غزة» وقد سبق له وألقاه أمام مجلس الشوري. وقد قاطع نواب المعارضة- والمستقلين كلمة شهاب أكثر من مرة وصاح الدكتور سرور «الأسلوب ده غلط قدموا لي طلبات أعرضها إنما المقاطعة لأ». من جانبه عاد الدكتور سرور وألقي بيان لجنة الدفاع والأمن القومي الذي أيدت فيه إقامة حائط علي الحدود بين مصر وغزة فيه الحكومة المصرية والرئيس مبارك. أما شهاب فقد اتهم من يثيرون الكلام حول الإنشاءات الهندسية علي الحدود مع غزة بأنهم أصحاب كلام مرسل وأكاذيب مدسوسة، وقال شهاب إن هناك تنظيمات متطرفة تستغل الأنفاق مع غزة لاستهداف الساحة الداخلية في مصر في تهريب السلاح والقنابل والأحزمة الناسفة للقيام بأعمال تخريبية. كما ذكر أن الأنفاق تهدد منازل مدينة رفح بالانهيار وأن حرس الحدود والشرطة هناك أصبحوا هدفاً لرصاص المهربين والخارجين عن القانون. واعتبر شهاب أن بيان مجمع البحوث الإسلامية يؤكد أن بناء الجدار سيتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية. وقال شهاب: إنه يتم استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة للحفر تحت الأرض وأن القوات المسلحة هي التي تقوم ببناء الإنشاءات في إطار مسئوليتها طبقاً للمادة 180 من الدستور. وأضاف: أن قيمة المعونات التي تم توصيلها إلي غزة بلغت منذ عدوان إسرائيل في يناير من العام الماضي وحتي الآن 30 مليار جنيه مصري وبناء الجدار لا يعني فرض الحصار علي غزة. وقال سلامة: «أراضينا أهم من بعض القادة الفلسطينيين الذين يتصارعون علي السلطة ولايعنيهم أمن الشعب الفلسطيني».