قال المقدم محمد نبيل عمر رئيس قسم المفرقعات بمديرية امن الإسماعيلية في تصريح خاص " للدستور الأصلى" انه خلال الاشهر الماضية عانت مدينة الاسماعيلية ومحافظات القناة من كثرة العمليات الارهابية بعدة طرق. كان اخطرها القنبلة التي تزرع في اماكن مقصود استهدافها وهي نوعان إما العسكرية تكون إمكانياتها عالية، أو المدنية وهى التجارية تكون في عدة أجسام غريبة كالعربيات المفخخة وغيرها . وقد مرت الادارة بجميع ضباطها خلال الفترة السابقة لاخطر المشاهد الحقيقىة التي تصل بنا إلى ارتفاع الأدرينالين وإحساسنا بقرب الموت وتكون قمة المتعة أن ننجح فى إيقاف القنبلة، بعد توقع السلك المفروض قطعه، الأحمر أو الأزرق، وليس بالضرورة أن يوقف الأحمر القنبلة أو الأزرق بل ان بعض الارهابين قد يلجئون لعكس الاسلاك بالدائرة أو جعلهما من لون واحد للتمويه . ومن اكثر انواع المتفجرات التي مرت علينا خلال الفترة السابقة هي من نوعيات بدائة الصنع لانها متاحة امام الجميع وباقل الامكانيات ممكن الحصول عليها . ولا يمكن الرقابة عليها فعلى سبيل المثال نشارة الخشب، برادة الألمونيوم، البن، الأسمدة الزراعية بأنواعها لذا يصعب الرقابة عليها أمنيا وإنما الرقابة هنا لابد أن تكون شعبية وتكون القنبلة البدائية هى القنبلة التى لا تتخذ شكلاً عسكرياً وبالتالى فهى تسمى جسماً غريباً يرقى لكونه شركاً خداعياً مفخخاً.
، وتتحول القنبلة البدائية إلى احترافية مع تطور استخدام طرق التأمين واتباع أساليب عالية التكلفة والتقنية مثلما بدأ الإرهابيون فى استخدامه كتفجير السيارات المفخخة عن طريق الاتصال بالتليفون المحمول كمفتاح تشغيل وتوصيله للدائرة.
وهذا بالطبع ليس الأسلوب الوحيد ولكنه يعتبر تطوراً نوعياً فى الأساليب المستخدمة من الإرهابيين وذلك لابد من زيادة الوعى الأمنى للمواطن مع ضرورة تدخل الإعلام بزيادة المساحة للثقافة حول خطورة هذة المرحلة والتعاون الدائم مع اجهزة الشرطة . كما اشار عمر انه كما نعتمد في شغلنا في المقام الاول على حماية المواطنين من تلك المتفجرات لابد ان نحمي انفسنا بإرتداء البدلة الواقية من كحماية من شظايا الانفجار لكنها لا يمكن أن تحمى خبير القنابل من الشهادة وإنما هى بمثابة حاضنة للجسد لكى لا يتفتت وخاصة أن ما يتم استخدامه من مواد مؤخرا شديدة الانفجار وبكميات كبيرة . كما أضاف عمر ان الداخلية لديها أجهزة بالفعل للكشف عن تلك المتفجرات سواء بدائية او عسكرية . ولكن هذا المجال مثله مثل باقى المجالات العلمية، التطوير فيه لا يتوقف ومع تطور أساليب التفجيرات لابد من تطوير منظومة التعامل معها ، وخاصة أن إدارات الحماية المدنية فى جميع المديريات تابعة للمحافظة ويتم الإنفاق عليها من ميزانيتها .
واشار ايضا عمر الا ان اخطر واقعة قد حدثت لخبراء المفرقعات بالاسماعيلية عندما كان يرتدي احد التكفرين حزاما ناسفا وكان يحاول تفجير نفسه وسط عدد من رجال المفرقعات ولكن تعاملنا معاه واكبرناه على الاستسلام بعد شل حركته ولكنه فارق الحياة بعد التعامل معاه بشكل مباشر .
ومن المشكلات التي نعاني منها قلة عدد خبراء المفرقعات فى هذا المجال، والتى تؤدى أحيانا إلى أن يمتد عمل الخبير حتى 42 ساعة متواصلة، وهذا يرجع إلى عزوف الكثيرين عن الالتحاق بهذا التخصص الخطر، مقارنة بحجم العمل الملقى على عاتقهم.
فلابد من وجود خبراء المفرقعات فى المحاجر، وفى جميع المزارات والمنشآت السياحية والاحتفالات والمؤتمرات الدولية، كما يكونون مرافقين للشخصيات العامة فى تحركاتهم، فضلا عن دورهم فى متابعة البلاغات التى تتلقاها إدارات المفرقعات على مستوى الجمهورية يوميا، والتى زادت للغاية فى الفترة الأخيرة، ووصلت إلى بلاغات حول وجود متفجرات فى الأفراح مع كثرة الالعاب النارية . كنا كإدارة توقعنا وتنبئنا بحدوث الكثير من العمليات الارهابية خلال الفترة السابقة وجاء ذلك كنتيجة طبيعية لتاريخ الانتقام السياسى للجماعة المسلحة أما فيما يخص موضع التقرير الأمنى لم أقم برفع تقرير خاص حول وضعنا لأننا نحن الضباط المنتمون للائتلاف العام لضباط الشرطة حينما كنا نعمل كائتلاف رفعنا العديد من التقارير لكن لم يلتفت إلى جزء كبير منها. أتصور أن القيادة الأمنية تعى تماما التاريخ الأسود للجماعات المسلحة ومن المفترض أنهم أكثر دراية فى كيفية التعامل معهم نظرا لأن هناك من الخبرات المتوافرة الكافية فى اتخاذ القرارات والكيفية اللازمة للتعامل معها ولكن لابد من التطوير الدائم في جميع الاقسام الشرطية .