سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نبيل عمر: الإرهابيون يستخدمون «الأسمدة» و«الأخشاب» فى تصنيع القنابل رئيس قسم المفرقعات بمديرية أمن الإسماعيلية ل«الوطن»: نمتلك قدرة عالية على التعامل مع الأجسام الغريبة
كشف المقدم محمد نبيل عمر، رئيس قسم المفرقعات بمديرية أمن الإسماعيلية، عن أن صناعة المفرقعات والقنابل فى مصر تطورت بشكل خطير فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الإرهابيين أصبحوا يستخدمون أشياء تصعب السيطرة عليها مثل الأسمدة والأخشاب فى تصنيع المتفجرات، وأن أغلب المقبوض عليهم والمتورطين فى صناعة القنابل من خريجى كليات الطب والعلوم والهندسة بتخصصاتها المختلفة. وأوضح «عمر»، فى حوار ل«الوطن»، أن هناك الكثير من البلاغات الكيدية تتلقاها المديرية أحيانا، ومنها بلاغ يتقدم به أحد المواطنين عن سيارة مشتبه بها ثم يكتشف الضباط أن السبب هو الخلاف على أولوية «الركن».. وإلى نص الحوار.. ■ هل هناك تطور فى أداء الإرهابيين الآن عن فترة التسعينات التى تفشت فيها الظاهرة؟ - الجماعات الإرهابية تعمل منذ نشأتها على التصفية الجسدية لخصومها السياسيين، وقد طورت أداءها بشكل ملحوظ منذ بداية الألفية الثالثة تحديداً، ويرجع ذلك إلى استخدام مواد تفجيرية تُستعمل فى حياتنا اليومية بما يجعل من المستحيل السيطرة على منابع هذه المواد؛ ففى السابق كان الاعتماد فى صناعة المتفجرات على مادة «تى إن تى»، ولكن مع التطور العلمى أصبحت أشياء نستعملها فى حياتنا اليومية مثل الأسمدة الزراعية والأخشاب من السهل استخدامها لصناعة المفرقعات. ■ وكيف يتمكن الإرهابيون من تصنيعها بسهولة؟ - لاحظنا فى الآونة الأخيرة أن أغلب المقبوض عليهم والمتورطين فى صناعة القنابل من خريجى الكليات العلمية مثل الطب والعلوم والهندسة بتخصصاتها المختلفة، وهؤلاء يستطيعون بحكم دراستهم أن يصنعوا مواد شديدة الانفجار. ■ وهل هذه المفرقعات البدائية شديدة الخطورة وتستطيع إحداث تفجيرات كبيرة؟ - نعم، خصوصاً إذا استُخدمت بكميات كبيرة، وأصعب ما نواجهه خلال عملنا حاليا أن تلك المفرقعات أو القنابل ليس لها شكل معلوم، بحيث يمكن أن يصنعها الإرهابى على أى شكل قد يكون مألوفا لدى الناس كأن يضعها فى علبة «كانز» أو يقوم بتفخيخ «موبايل» أو لعبة أطفال، وكل هذه الأشياء رغم بدائيتها فإنها شديدة الخطورة ويجب الحذر منها. ■ البلاغات عن الاشتباه بوجود مفرقعات هل ازدادت فى الفترة الأخيرة؟ - نعم، ازدادت بشكل ملحوظ بسبب تفشى ظاهرة الإرهاب وجراء حالات الخوف والذعر التى تنتاب الناس فى الفترة الماضية، وأغلب هذه البلاغات عن الاشتباه فى سيارة غير معلوم صاحبها أو رؤية أجسام غير مألوفة مشتبه فيها. لكن للأسف فقد تفشت أيضاًً ظاهرة البلاغات الكيدية من المواطنين؛ حيث يقوم أحدهم مثلا بالإبلاغ عن سيارة ما ونكتشف فيما بعد أنه أقدم على ذلك بسبب خلاف على أولوية الوقوف فى هذا المكان بينه وبين جاره، ولهذا أطالب المواطنين بضرورة الإبلاغ عن حالات اشتباه حقيقية حتى لا تُستنزف طاقات رجال الشرطة دون طائل. ■ ما أول رد فعل تقوم به حين يتم الإبلاغ عن الاشتباه بوجود قنبلة فى مكان ما؟ - عادة ما نتلقى البلاغ فى قسم المفرقعات عبر إدارة الحماية المدنية أو عن طريق شرطة النجدة، فنقوم فوراً بإخطار الإسعاف والمباحث الجنائية وشرطة المرور وكذلك شركات الغاز والكهرباء، وكلنا نتحرك صوب الهدف المبلغ عنه، ونشكل كردونا أمنيا لمساحة لا تقل عن 50 مترا، ثم نبدأ فى الكشف عن الجسم الغريب عن طريق الأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية. ■ انتشرت ظاهرة التفجير عن بُعد لبعض السيارات، هل هذه الإمكانية التقنية العالية متوافرة فى مصر؟ - نعم، وتفجير مديرية أمن الدقهلية ومبنى المخابرات بالإسماعيلية، وكذلك معسكر الأمن المركزى، تم عن بُعد، ولهذا لا بد من تكثيف الحملات الأمنية والكمائن لتجنب وقوع كوارث مستقبلية، ودعنى أقُل إن هذه العمليات الإرهابية تحدث فى العالم أجمع، ولهذا هناك مسئولية على المواطن نفسه تجاه وطنه بحيث يدرك قيمة الخطر الذى نعيشه هذه الأيام. ■ وهل يمتلك رجال الشرطة كفاءة عالية لكشف المفرقعات؟ - نحن كرجال مفرقعات على درجة عالية من الوعى والتدريب، ونستطيع التعامل مع الأهداف بطريقة ناجحة، لكن ما ينقصنا هو بعض المعدات والأجهزة لضمان حمايتنا الشخصية، خصوصاً مع تطور أساليب صنع المتفجرات.