بعد فشل الجماعة الإرهابية في تحقيق أهدافها لجأت أخيرا لاستخدام المتفجرات, وسيلة أخيرة لحرب معلنة ضد التنمية والأمان في الشارع المصري. فقامت بتفجير سيارة مفخخة في محاولة لاغتيال وزير الداخلية وعملية انتحارية استهدفت مقر المخابرات الحربية في العريش مما كشف عن أن النية اتجهت لترويع المصريين من خلال القنابل الزمنية بالمناطق الحيوية والتي اكتشفت أخيرا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة, وسكك حديد السويس وأحد المساجد وغيرها الكثير مما يفتح باب البحث عن أسباب حصول هذه الجماعة علي هذه الكميات من المتفجرات والتي أصبحت في غيبة القانون والرقابة تدخل سوقا وتجارة ممنوعة منذ ثورة يناير. الدكتور السيد الجابري خبير المفرقعات أكد أن مصادر هذه المتفجرات لابد أن يكون من أحد مصدرين الأول: وهو الحدود المصرية شرقا وغربا وجنوبا في عمليات التهريب خاصة في غيبة الأمن لفترة طويلة سابقة وحتي الآن, لأن هناك طرقا للتهريب يصعب تتبعها إلا من خلال حرس الحدود أحيانا, والمصدر الثاني يمكن أن يكون من خلال الكميات المحددة من البارود لشركات البترول والمحاجر والمناجم ومعظمها غير رسمي ومخالفة والتي تحصل علي كميات كبيرة مفترض أنها مراقبة بدقة شديدة حتي لايتسرب منها شيء يستخدمه الارهابيون فهناك شركات مختصة تتولي عمليات التفجير بمناطق المحاجر والمناجم وغيرها وهذا يستوجب تشديد الرقابة علي الحدود والشركات التي تستخدم المتفجرات في عملها خاصة من نوعية( تي إن تي) شديدة الانفجار وألا يكون الصرف إلا بموجب ترخيص. وأضاف أن فكرة المتفجرات وخطورتها أنها مركبات كيميائية تخرج منها كميات كبيرة من الغازات ودرجتها عالية جدا في فترة زمنية قصيرة جدا تجاوز7 كيلو مترات في الثانية الواحدة, وهذا يتسبب في ضغط شديد يؤثر علي المواد المحيطة وبطريقة ميكانيكية مما يسبب بالسرعة العالية تدميرا, فالفكرة تعتمد علي التحول لمادة المتفجر من الحالة الصلبة للغازية فتنتشر بهذه السرعة مع حرارة عالية في المكان ويكملها بعض الصناعات الأخري مثل المسامير والبلي التي تضاف للقنابل لتوقع أكبر خسائر ممكنة خاصة مع القنابل البدائية التي اعتمدت عليها العمليات الأخيرة فضلا عن الورش التي تخصصت في صناعتها وبيعها بالكيلو دون أن يعرف أو ربما يعرف صاحب الورشة الهدف منها, حيث اشتهر أشخاص بتركيبة العبوات بها منهم وحسب السيد ثروت الخرباوي فإن المرشد الحالي للاخوان وهو محمود عزت خبير في تصنيع المتفجرات, مما يؤكد أن هذه عقليات إرهابية, حيث كشفت الأجهزة الأمنية أخيرا حيازة أحدهم وهو رجل أعمال لنحو05 كيلو مسامير خاصة بتفجير القنابل. أنواع المتفجرات وأشار إلي أن هناك أنواعا مختلفة للمتفجرات منها الصلب والعجيني والغازي ومنها الدافعة للصواريخ والقذائف والطلقات وتزداد قوتها التدميرية مع الحيز الضيق حتي لو لم يتوافر بها أكسجين, ويدخل في كثير منها مادة البارود إلا أنه لايمكن الاحتفاظ بهذه النوعية بالتخزين لمدة طويلة لان البارود جاذب للرطوبة, كما أن هناك تركيبات محلية معروفة لدي المتخصصين لصناعة المتفجرات والقنابل غير أنها أقرب إلي البدائية وتحتاج لمفجر دائما, ويحتاج من يعمل في هذا المجال الدقة الشديدة لأن الخطأ الأول هو الأخير ولا تصحيح له, خاصة لهؤلاء الذين يعملون في التهريب, فإذا كانت هذه المواد بلاسوق فهي بالتالي ليس عليها رقابة إطلاقا مما يحتم علي المواطن أن يكون عين الدولة علي كل صغيرة وكبيرة يراها بعينه ويشك في أن تكون قنبلة أو دانة وهذا سوف يقلل كثيرا من الخسائر وفقد الأرواح في هذه المرحلة حتي يذهب الارهاب عن مصر كما حدث من قبل, ويتطلب أيضا أن نلاحظ كل ما حولنا ومن حولنا فإذا حدث شك في شيء أو شخص لابد أن تبادر بلا خوف للابلاغ كما يمكن تركيب أجهزة مراقبة أمام العمارات والأجهزة الحيوية فهذا سيفيد كثيرا في تحديد المجرمين ومنع المزيد من الجرائم. وأشار د. السيد الجابري إلي أن المحاجر ومواقع اكتشاف البترول تعتمد علي استخدام المتفجرات حيث تتولي شركات هذه المهمة بثقب الأحجار المراد تفجيرها بعمق08 سنتيمترا وتملأ بالبارود علي مساحات بمعدل مترين حتي تحقق الهدف بالمحاجر والمناجم وهو موضوع قديم ومستمر, وهذه المادة من البارود تزداد قدرتها في التفجير بخليط من المواد الأخري لتتحول كيميائيا إلي انفجار, لذلك فإن الشخص الذي لم يتدرب عليها يفقد حياته. كما حدث مع الارهابيين في سيارة مفخخة في سيناء فانفجرت فيهم قبل إعدادها لنسف قسم شرطة. لذلك فإنه نتيجة ضعف إمكانات من قاموا بتفجير السيارة في حادث وزير الداخلية اعتمدوا علي شخص انتحاري لضمان دقة الاصابة فقد استخدموا مكونات بدائية بعيدا عن الحرفية بل واعتمدوا علي الكم لأكثر من05 كيلو جراما متفجرات علي الأقل, وقال البعض إنها تصل إلي002 كيلو وأن قوتها الشديدة ترجع إلي انها كانت في مكان مغلق وهو شنطة السيارة, حيث كشف خبراء مكافحة التفجيرات عن أن المادة الأولية بها مادة شديدة الانفجار(TNT) وهي عادة تحتاج لمفجر ولاتنفجر تلقائيا, فمقياس(TNT) بالقنبلة يساوي واحد إلي01 آلاف من القنبلة النووية. مرحلة المتفجرات أما اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة سابقا فيؤكد أن مرحلة استخدام المتفجرات والقنابل والدانات تكشف مدي اليأس والضيق الذي وصل اليه الارهابيون ولعل تجربة التسعينات وما فيها من ارهاب تكشف ذلك من حيث البداية وحتي انتهاء المجرمين بعد تصفيتهم ومع أنهم قتلوا الكثير من الأبرياء إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا الصبر والصمود فهذه ضريبة الحرية والوطنية, ولكن الذي يجب أن نتنبه له أن هناك أنفاقا مازالت مفتوحة مع غزة تأتي الينا منها كل صور الشر والتدمير ودخل منها من قتلوا جنودنا وأبناءنا دون مراعاة للدين والوطنية وحسن الجوار, فكان الارهاب يأتي بالمتفجرات والأسلحة من كل نوع مع تدريب المارقين لدي هذه الجهات المعادية بالفعل, ويكفي أن نحو05 مجرما من حماس ألقي القبض عليهم في جرائم ضد الجيش في سيناء وكذلك المواطنون. كما أن هناك حدود ليبيا وطرقها المجهولة لنصل بالتهريب بمزيد من المتفجرات, إضافة لوجود دور للمصانع الحربية في صناعة مواد التفجير الخاصة بالبترول والمحاجر والتي لا تكفي وتستورد الباقي لهذا الهدف لذلك فإن هناك أهمية للرقابة الدقيقة جدا علي أماكن استخدام كل هذه الكميات فالتجار مفترض أن لديهم دفاتر مصروفات من البارود تخضع لجهاز المخابرات العامة ولابد أن تفعل جداول المفرقعات عن كل عنصر في المتفجرات لمراقبة صرف هذه المواد بدقة فإذا كانت هناك فترة اختفت فيها الرقابة فلابد أن لها علاقة بوجود حوادث للمفرقعات والقنابل والمتفجرات من كل نوع. وحذر اللواء محمد رشاد من أن هناك عوامل أخري تساعد علي خطورة هذه القنابل منها البلي والمسامير, وأخطرها حاليا هو انتشار الموتوسيكلات التي يستخدمها المجرمون في إلقاء القنابل والهروب من موقع الجريمة بسرعة فهذه الموتوسيكلات عادة تكون بدون أرقام حتي يصعب القبض علي مرتكبي الجرائم مثلما حدث في كثير من الأماكن وحتي المساجد. وينصح اللواء رشاد بضرورة تصميم أجهزة كشف المتفجرات وهي منتشرة عالميا منها قريب الشبه بجهاز المحمول ويصل ثمن بعضها إلي نحو06 ألف دولار واستعانت بها العراق كثيرا في كشف أماكن المتفجرات والمخدرات إذ إنها تطلق صفيرا, وتوضع عادة في مقدمة السيارة وتكشف علي بعد6 كيلو مترات للعبوة الناسفة ومنها أجهزة سونار تكشف عن المفجر في السيارة وعن أجهزة التوقيت المحددة وتلك التي تعمل بالروموت كنترول وأجهزة الاستقبال لهذه الموجات. وفوق ذلك هناك دور حيوي للكلاب البوليسية للكشف عنها ويشير العميد محمد الجندي مديرا الحماية المدنية إلي أن حادث وزير الداخلية كان متوقعا لذلك اعدت أجهزة مدربة من الضباط لمواجهة الأحداث مزودة بأحدث الأجهزة العالمية للكشف عن المفرقعات بالمديريات تستطيع تحديد جسم العبوة مع استخدام وسائل الأمان للتعامل معها وباستخدام أجهزة أشعة لأي قنبلة للتعرف علي امكاناتها والكشف عن العبوة التي بها دائرة لتجنب الانفجار ذلك أن القنبلة الواحدة بحجم001 سنتيمتر فإنها تعطي قوة61 ألفا من الغاز بسرعة01 آلاف متر في الثانية الواحدة. وقال إنه من الملاحظ أن معظم حالات الانفجارات في مصر إما بدائرة تفجير أو عمل انتحاري إذا كانت موجهة لأشخاص لضمان الإصابة كما حدث في تفجيرات طابا وشرم الشيخ وتزيد خطورتها مع استخدام زجاج مكسور أو قطع حديدية أو مسامير, كما أن القنابل القوية من هذه المتفجرات ترجع لاستخدام مادة( تي إن تي) ويحصل عليها. الارهابيون من مخلفات الحروب السابقة مثل الدانات والألغام بفك جهاز التشغيل ثم الحصول علي المادة, وأن هناك نحو41 مادة تماثل( تي إن تي) في الخطورة منها ما يمكن صنعه محليا, إلا أن الخامات غير مسموح بها في مصر إلا تحت رقابة وتركيزات تمنع استخدامها.. ويمكن تحديد قوة وحجم القنبلة من طريقة التفجير وعمق الحفرة والانتشار في محيطها.