الحضور الكبير، كان سمة ندوة رئيس اتحاد الكتاب والمتحدث باسم لجنة الخمسين محمد سلماوى، التى ناقش فيها نظام الحكم بمصر، وخارطة الطريق، بالإضافة إلى الدستور الذى وافق عليه الشعب، والانتخابات الرئاسية المقبلة، ودور الثقافة حاليا فى مصر، وأدار الندوة رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد وذلك أول من أمس. الدكتور أحمد مجاهد قال فى بداية الحديث بالندوة إن الحلول الأمنية لمحاربة الإرهاب رغم أهميتها، إلا أنها ليست كافية، ولا يمكن أن تقوم بهذا الدور وحدها، لأن الوعى والتثقيف هو حائط المقاومة الحقيقى، ولهذا كان إقامة المعرض فى ظل هذه الظروف من أجل مقاومة الإرهاب من خلال نشر الثقافة، مضيفا أنه رغم الأهمية الكبرى للثقافة إلا أن ميزانية الوزارة لا تتجاوز ال0.8% من ميزانية الدولة، وهى نسبة قليلة جدا. مجاهد أشار إلى أن دور اتحاد الكتّاب بارز وهام طوال الوقت، حيث إنه أول من سحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسى، وكان لو موقفا واضحا تجاه سياسة جماعة الإخوان المسلمين. رئيس اتحاد الكتّاب محمد سلماوى قال إن مصر الآن تشهد مرحلة تحول حقيقى، من الحكم الفردى الديكتاتورى، إلى الحكم الديمقراطى الذى يحترم صوت الشعب بفضل الدستور الجديد، مضيفا أن إقرار الدستور أنهى مرحلة حكم الإخوان المسلمين تماما، وعليه سيبدأ النظام بتطبيق مواد الدستور الذى وافق عليه الشعب بأغلبية كبيرة جدا، وهو أيضا الدستور الذى يحقق مطالب ثورة يناير من عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية وديمقراطية. وتوقع سلماوى أن مصر فى خلال ستة أشهر ستصبح دولة جديدة ديمقراطية، لديها دستور هو الأفضل والأكثر تقدما فى تاريخ مصر، مضيفا أن بالمقارنة بين دستور مصر الذى كُتب فى ثلاثة أشهر، ودستور تونس الذى كُتب فى ثلاث سنوات، يعرف الجميع أن تاريخ مصر الدستورى الطويل ساعد أعضاء لجنة الخمسين خلال صياغة الدستور الجديد، خصوصا أن أوّل وثيقة عرفتها البشرية يمكن أن يطلق عليها دستورا، جاءت من مصر القديمة. المتحدث باسم لجنة الخمسين أوضح أن عدم تطبيق الدساتير السابقة كان بسبب وضع قوانين تجهض الحق الدستورى، وتفادى أعضاء اللجنة هذا خلال الدستور الجديد، حتى يمثل الدستور الشعب الذى كسر حاجز الخوف، وأنهى أسطورة شعبية جماعة الإخوان المسلمين. وعن خارطة الطريق، قال سلماوى إن هناك ضغوطا داخلية وخارجية لإفشال خارطة الطريق، كما أن هناك من يتربص بمصر، ويحاول إيقاف مسيرتها، وظهر هذا من خلال العمليات الإرهابية بعد الاستفتاء على الدستور، مشيرا إلى أن الثورات يؤرخ لها دائما ببداياتها، إلا أن ثورة يناير، سيؤرخ لها من نهايتها فى 30 يونيو، التى أنهت اغتصاب ثورة يناير، وسرقتها لمدة ثلاث سنوات، بعد محاولات الشباب الثائر لاستعادة الثورة.
الثقافة ودورها فى المرحلة الحالية، حصلت على اهتمام سلماوى خلال الندوة، قائلا «رفع ميزانية الدولة للثقافة لا ينبع إلا من فكر سياسى محدد، يرى أن أساس الدولة يقوم على فكرها الثقافى».
موضحا أن دور المثقفين كان واضحا، عندما قرروا تحرير وزارة الثقافة من حكم جماعة الإخوان، واعتصموا بها، ومنعوا الوزير الإخوانى من الدخول، مؤكدا أهمية الواقعة التى تكشف عن أنواع مختلفة من مقاومة الشعب المصرى.