تشغيل أول خط طيران مباشر من فرنسا إلى الأقصر فبراير القادم لأول مرة منذ 3 سنوات عملت مع حكومة الإخوان لأننى راجل «صنايعى».. والاستثمارات فى السياحة متوقفة من ثلاث سنوات كاملة
الإخوان هدفهم إسقاط الدولة.. والسائح ليس هدفهم كما كان فى التسعينيات
التفجيرات الإرهابية الأخيرة تسببت فى انخفاض الإيرادات إلى 6 مليارات دولار خلال عام 2013.. ومتوسط إنفاق السائح انخفض من 85 إلى 60 دولارا
على غير المتوقع بدا هشام زعزوع متفائلا بعودة الحركة السياحية إلى معدلاتها الطبيعية خلال الفترة القريبة، رغم أنه يرى أن هذه الفترة من أسوأ الفترات التى مرت بها السياحة المصرية خلال تاريخها.
تولى هشام زعزوع حقيبة وزارة السياحة فى أغسطس 2012. وعمل قبل توليه هذا المنصب كمساعد أول لوزير السياحة اعتبارا من ديسمبر 2007 حتى توليه منصب وزير السياحة. عمل فى قطاع السياحة منذ عام 1980 حيث تولى مدير منصب مدير إحدى الشركات السياحية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم فرع الشركة بالقاهرة، واستمر فى العمل فى شركات السياحة حتى تقلد منصب مدير الاتحاد المصرى للغرف السياحية فى عام 2004.
■ فى البداية، ما تعليقك بخصوص حصولك على جائزة شخصية عام 2013 من المنظمة الدولية للعلاقات العامة بباريس، خصوصا أنك أوّل عربى يفوز بهذه الجائزة؟
- أكدت فى أثناء استلامى لهذه الجائزة أنها تقدير وتكريم لمصر وليست تكريما شخصيا، وأنها تقدير لدور وزارة السياحة والجهود التى تم بذلها فى السنوات الأخيرة لعودة الحركة السياحية إلى ما كانت عليه عام 2010. وتمثّل الجائزة أيضا اعترافا بدور مصر وموقعها المتميز على المستوى الدولى، وذلك لأن هذه الجائزة هى أرفع جائزة على مستوى العلاقات العامة والاتصالات الدولية، وتعدّ بداية جيدة فى بداية الموسم السياحى.
■ هل تغيّر موقف الوكالات الفرنسية السياحية تجاه مصر؟
- الوضع الآن جيّد بالنسبة إلى السياحة الوافدة من فرنسا، وسوف يتم توجيه خط طيران مباشر من فرنسا إلى الأقصر فى منتصف فبراير القادم، وهذه هى المرة الأولى خلال السنوات الثلاث الأخيرة. والملاحَظ أن الطائرات ممتلئة بالكامل، وهذا يؤكّد زيادة الطلب على المقصد السياحى المصرى، وأن الموسم الحالى سيكون أفضل منذ بدايته.
■ ما ردود الفعل الدولية على استضافة الأقصر لمؤتمر منظمة السياحة العالمية؟
- أهمية هذا المؤتمر ترجع إلى حضور نحو 150 من كبار منظمى الرحلات السياحية فى العالم، بالإضافة إلى حضور طالب رفاعى أمين عام منظمة السياحة العالمية، والذى قام بمقابلة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، لبحث الملف السياحى الذى سيحظى بأهمية كبيرة خلال الفترة القادمة، وذلك لأن الحكومة الحالية تقوم برعاية ودعم السياحة، باعتبارها أحد أهم أعمدة الاقتصاد المصرى.
وبالنسبة إلى المستوى الدولى تلقيت ردود أفعال إيجابية من عديد من منظمى الرحلات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا فور عودتهم إلى دولهم حول المؤتمر، وأنهم سعداء بالتنظيم وغير ذلك، وأكدوا على بذل مزيد من الجهود لمساعدة مصر سياحيا خلال الفترة القادمة..
■ ما تأثير التفجيرات الأخيرة التى قامت بها جماعة «الإخوان الإرهابية» على السياحة؟
- بالتأكيد تأثر قطاع السياحة بهذه التفجيرات. فمثل هذه الأحداث وإن كانت بعيدة عن السائح والسياحة إلا أنها تؤثر على السياحة، وذلك لأن وسائل الإعلام الدولية تحصل على معلوماتها من وسائل الإعلام المحلية، والتى تركز على مثل هذه الأحداث ويتم نشرها فى الخارج. فعدم وجود مثل هذه الأخبار جيد بالنسبة إلى قطاع السياحة، وأنا متابع لحركة السياحة الحالية بدقة وأقوم بربطها بالصورة الذهنية الموجودة فى الخارج، ووجدت أن الأرقام فى تحسن، وكان من الممكن أن تكون أفضل بكثير فى حال عدم وجود مثل هذه الأحداث المستمرة.
■ ما رد فعل منظمى الرحلات الأجنبية حول إعلان جماعة الإخوان «جماعة إرهابية»؟
- بالنسبة إلى منظمى الرحلات الكبار فى الدول الأوروبية لا يهمهم تصنيف جماعة بأنها إرهابية أو لا، ما يهمهم فى المقام الأول هو الوضع على أرض الواقع، بمعنى هل توقف الإرهاب أم لا؟ هل توقف العنف وحدث استقرار فى الشارع المصرى بالكامل؟ لأنها تهتم فى النهاية بالربح والخسارة.
■ هل هناك قلق من جانب منظمى الرحلات حول وجود جماعة إرهابية فى مصر؟
- انقسم رد فعلهم تجاه هذا الأمر، البعض رأى أن الإعلأن وإخبار العالم بأن هذه الجماعة إرهابية شىء جيد، وبالتالى يتم التعامل معها على هذا الأساس، وتكون الإجراءات التى تقوم بها الحكومة للتعامل معها مفهومة وواضحة للخارج، وهذا سوف يساعد قطاع السياحة على المدى البعيد. والرأى الآخر أكد أن الإعلأن سيجعلها أشرس فى رد فعلها، ومن الممكن أن يؤدى إلى زيادة أعمال العنف، ولكن الرأى الموجود حاليا لدى منظمى الرحلات هو رأى فنى لا سياسى، حيث يتمنون أن لا تزيد أعمال العنف لدرجة التأثير على الترويج للمقصد السياحى المصرى.
■ هل تتوقع أن ينتقل العنف الإخوانى إلى السائحين كما حدث فى التسعينيات؟
- القلق موجود طوال الوقت، ولكن ما يحدث فى مصر حاليا من قبل هذه الجماعة وخلافها مع الشعب المصرى والجيش والشرطة شأن مصرى-مصرى بخلاف التسعينيات وما قبلها، لأنه خلال هذه الفترة كان السائح هو المستهدف من تلك الهجمات، ولكن المستهدف الآن هو الجيش والشرطة لا السائح، هذا إضافة إلى أنهم يعلمون جيدا أنهم لو استهدفوا قطاع السياحة فسوف يخسرون بعض التعاطف من الجهات الأجنبية التى تتعاطف معهم. فهدف الإخوان الآن هو إسقاط الدولة المصرية والعودة مرة ثانية إلى الحكم، والسائح ليس هدفه الآن.
■ فى ضوء كل ما سبق ما وضع قطاع السياحة؟
- أعمل فى قطاع السياحة منذ 34 عاما، ولم أر أسوأ من هذه الفترة، فالسياحة مرت بظروف مشابهة فى التسعينيات، ولكنها كانت عبارة عن واقعة ويكون لها أثر سلبى، وتقوم الحكومة بالتعامل معها، وتنتهى، وتكمل المشوار. هذا بخلاف ما يحدث الآن فالأزمة مستمرة. وقدرى هو تحمل المسؤولية فى مثل هذه الفترة الصعبة، ولم يسبق لقطاع السياحة المصرى أن واجه أزمة مستمرة مثل التى يواجهها الآن، وبالتالى كان التفكير هو التعامل مع هذه الأزمة بواقعية مع افتراض استمرارها. فالوضع ليس جيدا سياحيا، ولكنه فى تحسن. فمثلا فى سبتمبر الماضى كان هناك انخفاض بنسبة أكثر من 90% فى حركة السياحة المصرية. حدث تحسن تدريجى مع رفع الدول لحظر السفر إلى مصر، فتحسن الوضع نسبيا فى أكتوبر، ثم تحسن فى نوفمبر، ومرة ثانية فى ديسمبر الماضى، وهذا يدل على أن المنحنى السياحى فى تحسن. وهذا ليس وضعا جيدا، والأرقام التى وصلنا إليها أقل بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 40% عن نفس الفترة من عام 2012.
■ ما وضع السياحة من خلال الأرقام؟
- أعتقد أن أعداد السائحين ستنخفض بنحو مليونى سائح عن عام 2012، فلن يزيد عدد السائحين على 9.5 مليون. ولكن الكارثة الحقيقية فى الإيرادات، وذلك لأن متوسط إنفاق السائح انخفض، بالإضافة إلى انخفاض أعداد السائحين فى الأصل. ومن المتوقع أن لا يصل حجم الإيرادات 6٫25 مليار دولار إيرادات عن العام بأكمله، وهذا أقل بنسبة 50% تقريبا عن عام الذروة 2010. وأقل بنسبة 35% إلى 40% عن عام 2012.
■ ما العوامل التى أدت إلى انخفاض متوسط إنفاق السائح؟
- متوسط إنفاق السائح انخفض من 85 دولارا فى 2010 إلى 60 دولارا عام 2013، فهذا يعنى أن هناك انخفاضا فى متوسط إنفاق السائح بمقدار 25 دولارا خلال هذه الفترة. ويرجع هذا الانخفاض إلى سببين أساسيين، الأول هو أنه نتيجة الظروف السياسية التى مرت بها مصر خلال السنوات الماضية اضطر القطاع السياحى الخاص إلى تقديم عروض متدنية الأسعار حتى يستطيع اجتذاب أعداد السائحين. والسبب الثانى هو أن متوسط إقامة السائح فى مصر انخفض من 13 ليلة سياحية إلى 10 ليال، وهذا يعنى أننا فقدنا نحو 30% فى متوسط الإقامة.
■ هل لدى وزارة السياحة بيان بحجم الخسائر التى لحقت بقطاع السياحة خلال السنوات الثلاث الماضية؟
- نحن نقوم بحساب الخسائر من خلال الإيرادات التى توقفت، فمثلا الإيرادات فى عام 2010 وصلت إلى 12.5 مليار دولار، وفى عام 2013 وصلت إلى 6٫5 مليار دولار، فهناك انخفاض كبير فى الإيرادات خلال عام واحد فقط. ولكن حجم الخسائر خلال السنوات الثلاث الماضى أكبر بكثير. ففى عام 2011 فقد القطاع نحو 4 مليارات دولار، وفقد فى عام 2012 نحو 2.5 مليار دولار، وفقد فى عام 2013 نحو 6 مليارات دولار، فبالتالى سيصل حجم الخسائر التراكمية لقطاع السياحة نحو 12.5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.
■ هناك مشكلة تواجه قطاع السياحة حاليا وهى تدنى الأسعار السياحية فى مصر، كيف يمكن حل هذه المشكلة؟
- من المستحيل رفع الأسعار فى الوقت الحالى، وذلك لأن الطلب على المنتج السياحى المصرى لم يعد إلى ما كان عليه من قبل، ولن نستطيع رفع الأسعار إلا فى حال تحول السوق من العرض إلى الطلب، وهذا لن يتحقق هذا العام، ولكن من الممكن أن يتحقق خلال عام 2015.
■ الفنادق المصرية تواجه الآن أزمة فى السيولة المالية، ما دور الوزارة فى مساعدة الفنادق؟
- أنا أقدر الأزمة التى تواجهها الفنادق فى الوقت الحالى، ونحاول عودة السياحة إلى ما كانت عليه من قبل، وأعتقد أن فبراير المقبل سيشهد طفرة فى أعداد السائحين، وذلك من خلال المؤشرات الموجودة لدينا حاليا. والوزارة تساعد القطاع الآن من خلال تخفيف الأعباء الواقعة على عاتقه فى المرحلة قصيرة المدى، فعلى سبيل المثال حصلنا على اتفاق من البنك المركزى والبنوك الدائنة لإعادة الجدولة وعدم سداد الفوائد المفروضة على القطاع، ويتم ترحيلها، ولا يتم تهميش شركات السياحة أو الفنادق الحاصلة على قروض من البنوك، ويعيدون جدولتها مرة ثانية حتى نهاية عام 2014.
■ تحدثت عن ضرورة فتح أسواق جديدة لجذب مزيد من السائحين، من بين هذه الأسواق كانت السوق الإيرانية، ماذا تم فى هذا الملف؟
- الملف متوقف حاليا، وعندما تم عرض هذا الملف علىَّ من قِبل القطاع الخاص، وتمت دراسة هذه السوق، وتمت الموافقة على فتحها بدافع فنى سياحى فقط، كما تم فتحها بمحاذير أمنية كثيرة جدا لضمان أن من يأتى من إيران سائح حقيقى وليست لديه أى دوافع أخرى، ولا يمثل أى تهديد على الأمن القومى، بالإضافة إلى ذلك فإن الملف هُوجم بشكل كبير جدا، ولم نحصل على دعم من الحكومة السابقة ولا من رئاسة الجمهورية للملف.
■ مع ازدياد حدة الخلاف السياسى بين مصر وتركيا فى الفترة الأخيرة، طالب بعض العاملين فى القطاع السياحى بضرورة إغلاق الشركات التركية فى مصر بدعوى أنها تعمل ضد السياحة المصرية، فما رأيك فى ذلك؟
- أنا أفرِّق ما بين السياسة والسياحة، وكمواطن مصرى ضد ما يحدث من الحكومة التركية فى مواجهة مصر، وأعتبره تدخلا فى الشؤون المصرية الداخلية. وحكومة أردوغاون متحيزة بطريقة غير مبررة فى موقفها من مصر بعد ثورة 30 يونيو، ولكنى أفرق ما بين المواطن التركى العادى، خصوصا أن الغالبية العظمى منهم ضد سياسات حكومتهم الحالية، والذين يرغبون فى زيارة مصر، وبين الموقف السياسى للحكومة التركية.
■ الحديث عن الشركات التركية يدفعنا إلى السؤال عن حجم الاستثمار الأجنبى فى مجال السياحة المصرية؟
- يبلغ حجم الاستثمار الأجنبى نحو 250 مليار جنيه مصرى فى القطاع الفندقى فقط هذا بخلاف الأتوبيسات السياحية وشركات السياحة، وما هو تحت الإنشاء.
■ هل تأثر حجم الاستثمار السياحى بالأحداث السياسية خلال السنوات الثلاث الماضية؟
- الاستثمار تقريبا توقف بسبب الأحداث السياسية، ما عدا جزءا صغيرا جدا يستكمل ما بدأه فى 2010، ولكن حتى الآن لم يقم أى مستثمر بسحب استثماراته من السوق السياحية المصرية، لأن معظمها تعاقدات لها شروط معينة. ولم يكن هناك طرح للاستثمار خلال تلك الفترة، ولكن سيتم طرح أراض للاستثمار خلال الربع الأول من العام الحالى، ونعمل فى الوقت الحالى على الترويج للاستثمار السياحى بدلا من أن نكون متلقين للمستثمرين، والدليل تعيين مستشار خاص بالاستثمار، وسيقوم بالترويج للاستثمار فى عديد من الدول من بينها الدول العربية بالطبع.
■ كنت وزيرا فى حكومة إخوانية والآن عضو فى حكومة جاءت بعد ثورة شعبية ثانية ما الفرق بين الحكومتين فى التعامل مع قطاع السياحة؟
- أنا لا أنتمى إلى أى حزب سياسى، أنا راجل «صنايعى» انضممت إلى الوزارة من منطلق وطنى ولخدمة قطاع السياحة. الحكومة السابقة لم تكن ضد السياحة، ولكن كان هناك مناخ أوجدته الظروف السياسية الخاصة بصعود الإخوان إلى الحكم ساعدت بعض الأطياف الدينية المتشددة فى إصدار تصريحات تعرقل من حركة السياحة مثل من قال بهدم تمثال أبو الهول. أما الآن فالدول الغربية تعلم أن الحكومة الحالية حاضنة للسياحة على عكس الحكومة السابقة.