عداء شديد وصل إلى درجة لا تحتمل يكنه قيادات وأعضاء جماعة الإخوان لحزب النور والدعوة السلفية، وتزداد المضايقات يوما بعد آخر، حيث يتم استهداف المنازل والندوات واللقاءات التى يشارك فيها مشايخ وقيادات الحزب، وكانت أول ظاهرة اعتداء على الحزب السلفى قد استهدفت المهندس جلال مرة أمين عام الحزب، لأنه حضر الحوار الوطنى يوم 3 يوليو، وتم الإعلان خلاله عن خارطة الطريق، كما تمت إهانة المشايخ الكبار بالدعوة خصوصا الشيخ ياسر برهامى، نظرا لاعترافه بثورة 30 يونيو، وبعد ذلك تمت محاصرة منزل نادر بكار وتوجيه الإساءة إلى والدته.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تكررت تلك الوقائع فى الأيام السابقة، حيث اقتحم عدد من طلاب الإخوان المسلمين بجامعة المنيا الندوة التى أقامتها أسرة «نبض الحياة» التابعة للدعوة السلفية بكلية دار العلوم للدكتور سيد العفانى عضو مجلس شورى الدعوة.
وأشارت الدعوة السلفية إلى أن الأسرة استضافت الدكتور العفانى فى ندوة للتحدث عن الالتزام الأخلاقى للشباب والاستفادة من الوقت داخل الجامعة فى طاعة الله، إلا أنهم فوجئوا بعدد من شباب الإخوان يقتحمون قاعة المحاضرة والتشويش على المتحدث باستخدام الطبلة والمزمار وتدخين السجائر، مما اضطر الدكتور العفانى إلى إنهاء المحاضرة خشية وقوع اشتباكات بين الطلاب والمقتحمين عليهم الندوة.
بينما قام العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أمام مسجد «الدعوة» بقرية مزغونة بمحافظة الجيزة بمنع الدكتور محمد إبراهيم منصور عضو الهئية العليا لحزب النور وممثل الحزب بلجنة الخمسين من أداء صلاة العشاء خلال لقائه كوادر حزب النور بالقرية.
وردد المتظاهرون خارج المسجد الهتافات المسيئة لحزب النور، كما وجهوا السباب إلى قيادات حزب النور، وسط استياء من أهالى القرية لتشويشهم على المصلين فى أثناء صلاة العشاء.
قال شريف طه، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، إن الهجوم على المساجد ومحاصرة البيوت جزء من حملة ممنهجة تنظمها جماعة الإخوان من أجل تشويه رموز وقادة حزب النور والدعوة السلفية لإرهابهم والضغط نفسيا عليهم وعلى قواعدهم من أجل الرضوخ والسير فى ذيلهم من أجل استعادة الكرسى أو على الأقل الانزواء بعيدا عن معارضتهم واتخاذ مواقف مغايرة لما تخطه الجماعة خلافا لما اعتادته الجماعة التى تعتبر نفسها دائما صاحبة المشروع الإسلامى الوحيد ومن سواها إما أن يكون تابعا لها وأما أن يصنف ضمن أعداء الدين، بل ربما يصنف على أنه أخطر من الصهيونية كما تتضمن ذلك أحد التقارير الإخوانية.
وأضاف المتحدث باسم الحزب، أن هذا الموقف ليس جديدا على الجماعة، فلا يعرف أحد اختلف معها ودخل فى منافسة سياسية إلا وعملت ماكينة التشويه ضده بكل ضراوة موجهة إليه كل التهم بداية من الجهل والسذاجة السياسية انتهاء بالخيانة والكفر والردة، حتى ولو كان من أكبر قادتها كأبو الفتوح الذى وصفوه بالزندقة، أو الشيخ القرضاوى الذى وصفوه فى نشراتهم السرية أنه عميل وخائن.
وتساءل شريف: «هل من عاقل يستنقذ الشباب من هذا المنحدر الأخلاقى؟ وهل من أحد يتصدى لهذه الحماسات الهوجاء؟ وهل يتصدى أهل العلم لموجات التكفير والتفجير التى تجتاح الشباب؟ أم أن حملات السب والتخوين أسكتت الجميع؟».
من جانبه، علق الشيخ غريب أبو الحسن، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، على هذه الوقائع، قائلا إن السقوط الأخلاقى أشد من السقوط السياسى، فالسقوط السياسى يمكن تعويضه فكم من حزب سقط سياسيا ثم عاد مرة أخرى أقوى مما كان، أما السقوط الأخلاقى فإنما هو إيذان بالاندثار والأُفول موضحا، حينما تربى أتباعك على تكفير وتفسيق وتخوين من يختلف معك سياسيا فهذا سقوط أخلاقى، وحينما تحاصر بيوت خصومك السياسيين وتنتهك حرماتها وتروع أهلها، فهذا سقوط أخلاقى وحينما تحاصر المساجد وتنتهك حرماتها وتهاجم وتسب أهلها فهذا سقوط أخلاقى.