بالرغم من أننى أعلنت من قبل عن رفضى منذ عِدة شهور ،لما تُسمى مجازاً بالمصالحة ،وناشدت وقتها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،برفض رئاسة لجنة المصالحة التى كثر النقاش حولها آنذاك .. إلا أننى أجد نفسى مدفوعاً مرة أخرى للحديث عنها بعدما عاد جنود الطابور الخامس مجدداً لمناشدة شعب مصر العظيم ،بقبول تلك المصالحة المزعومة .
فجنود الطابور الخامس ،وعملاء الصهاينة ،وإخوانهم الملقبين بإخوان صهيون ،يدعوننا لأن نقبل بالمصالحة ،مع أسيادهم الإخوان ،وكأننا شعب ساذج ،سينخدع ببعض الكلمات البراقة والوعود الزائفة المغلّفة بالعهود الغادرة ،فقد ظن هؤلاء العملاء سواءً أكانوا من الإعلاميين ،أو من المحسوبين خطأ على فئتى النخبة السياسية ،والثقافية أن قلوب المصريين الطيبة يمكن خداعها هكذا بكل سهولة عن طريق وعود ،وكلمات لا تُغنى حق ولا تُسمن من عدل .
نعم نحن شعب قد متعه الله بطيبة القلب ،وأنعم عليه فى نفس الوقت أيضاً بالحكمة ،والفطنة ،وذلك ما أثبته هذا الشعب العظيم مراراً ،وتكراراً على مر التاريخ بوقائع ،وأحداث لا تُعد ولاتُحصى ،وكان آخرها هو رفضه لتلك المصالحة الملغومة الملعونة . لذا فحديثى اليوم موجه لهؤلاء الخونة ،عملاء الطابور الخامس لا لشعب مصر العظيم ..
فهذا شعب نتعلّم منه لا أن نُعلّمه .
ولهؤلاء المأجورين الخونة أقول .. أنتم تُنادون الآن ،أو تروجون إن شئتم التعبير على وجه الدقة ،عن ما كلفكم به أعداء الله، والدين ،والوطن ،ولا أعرف حقيقة أين ذهبت ضمائركم ؟
هل إجتُثت من بين قلوبكم ،ونفوسكم فمالها من قرار ؟
أم أن بريق المال أعمى أعينكم ،وصم آذانكم ،وحاد بألسنتكم عن رؤية ،وسماع ،وقول الحق فأصبحتم تُنادون بالمصالحة مع من أراقوا دماء بنى شعبكم ،وملائوا شاشات الفضائيات بمشاهد مؤلمة لنعوش الشهداء ،وأدموا آذان الجميع بأصوات الصراخ والنحيب للأمهات الثكلى ،والأباء المكلومة ،الذين فطرهم الألم والحُزن على أبنائهم .
حقاً أنتم حفنة من المرتزقة المعدومى الضمير ،فكيف تطلبون من شعب مصر ،أن يقبل أن يضع يده فى يد من تلوثت أيديهم بدماء فلذات أكبادهم .
فإذا ماتت ضمائركم إلى هذا الحد ،هل ذهب عنكم أيضاً الإيمان بالله فأين تذهبون من قول عَز من قائل : " ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب "
صدق الله العظيم وهذا بالضبط هو ما فعله إخوان صهيون بشعب مصر ،فقد قتلوا أبنائهم ،وهتكوا أعراضهم ،وألقوا الفتنة بينهم ،وخرّبوا ديارهم وفرقوا وحدتهم ،أم نسيتم قول التعس المعزول حينما قال عن كرسى الرئاسة ( دونها الرقاب ) ،وبعد كل هذا تريدون من شعب مصر أن يتصالح مع خوارج هذا العصر ،وأهل الفساد ،والضلال بمجرد كلمات .. مالكم كيف تحكمون ؟ وإذا كنتم تريدون المصالحة بحق فعليكم بقبول شروطها ،وأولها : - طردكم من البلاد ،وسحب الجنسية المصرية منكم حتى إشعارآخر لأنكم خائنون للوطن ،ولشعب مصر . - إعدام كل من تلوثت يده بدماء شهدائنا الأطهار ،وكل من خطط ،ودبر ،ومول تلك العمليات القذرة . - حل جماعة ،وتنظيم ،وجمعية إخوان صهيون المسماه مجازاً وعدواناً بجماعة الإخوان المسلمين . - تجميد كل أموال جماعة الشر ،والضلال على أن تؤول أرصدتها بالكامل إلى خزينة الدولة . - إيقاف كافة أعمال القتل ،والإرهاب ،والتخريب لمنشآت الدولة التى تقوم بها هذه الجماعة الملعونة ،وحلفائها . - حظر كل أعضاء الجماعة من أى عمل سياسى ،أو دعوى هذا إن كان لها أصلاً أى عمل دعوى لمدة عشرين سنة على الأقل . - إعتراف الجماعة بثورة 30 يونيو ،وبشرعيتها ،وبخارطة الطريق مع إعترافهم ،بخطأهم الجسيم بحق الشعب المصرى . - تقديم الإعتذار اللائق بهذا الخطأ لشعب مصر ،على أن تكون أول إجراءات هذا الإعتذار ،أن يتقدموا من تلقاء أنفسهم للمحاكمة ،لإثبات صدق نواياهم فى تطهير أيديهم من دنس ما فعلت . - تقديم الإعتذار اللائق لقواتنا المسلحة ،وعلى رأسها سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى . - تقديم الحكومة الحالية لإستقالتها ،فشعب مصر على يقين كامل بأن فى أستطاعتكم إقناع الحكومة بذلك . هذه هى شروط المصالحة ،التى أعتقد أنه من الممكن أن يقبل بها شعب مصر ،فهل سيقبلها أسيادكم دون قيد ،أو شرط أو حتى مجرد التعليق على أى بند من بنودها . إذا قبل أسيادكم بذلك ،فنحن سنقبل المصالحة . أما غير ذلك فالتخرس ألسنتكم . لأنه لا تصالح مع الخونة القتلة . ( إستقيموا يرحمكم الله )