ثالث الثانوية الأزهرية بالأدبي: القرآن ربيع قلبي.. وقدوتي شيخ الأزهر    القاهرة وداكار على خط التنمية.. تعاون مصري سنغالي في الزراعة والاستثمار    جامعة الجلالة تُطلق برنامج "التكنولوجيا المالية" بكلية العلوم الإدارية    الاحتلال يقتحم سفينة "حنظلة" ويعتقل المتضامنين الدوليين قرب غزة    الجيش الإسرائيلي يبدأ هدنة اليوم بعدة مناطق في غزة    مواجهة كلامية بين ممثلي أمريكا والصين أثناء جلسة مجلس الأمن    مصدر أمني روسي: مقرات القوات الأوكرانية تنتقل غربًا    النيابة العامة تُباشر تحقيقاتها في واقعة وفاة أطفال ووالدهم بمحافظة المنيا    تنقلات وترقيات الداخلية 2025 تعيد هيكلة الصفوف الأولى لمواجهة الإرهاب وتحديث الأداء الأمني    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق بمنزل في البلينا بسوهاج    وفاة وإصابة 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل داخل ترعة بقنا    إصابة 3 أشخاص في انهيار جزئي لعقار بالإسكندرية    عض أذنه وقطع جزءا منها.. سوري يهاجم إسرائيليًا في اليونان (تفاصيل)    قوات الاحتلال تهاجم السفينة «حنظلة» المتجهة لكسر الحصار على غزة (فيديو)    مدير كولومبوس: كنت غاضبا من هاتريك وسام ضد بورتو.. والأهلي نادي عملاق    البنك الأهلي يعلن رحيل نجمه إلى الزمالك.. وحقيقة انتقال أسامة فيصل ل الأهلي    الجونة يضم المدافع صابر الشيمى لتدعيم صفوفه    تفاصيل اتفاق الزمالك والرياض السعودي بشأن أزمة تيدي أوكو (خاص)    حمدي فتحي يشارك في هزيمة الوكرة أمام أتلتيكو سبتة بمعسكر إسبانيا    إبراهيم صلاح: الزمالك يسير بشكل جيد في ملف الصفقات    احتفاء أوروبي ببطل إفريقيا.. بيراميدز يواصل تألقه في معسكر تركيا ويهزم قاسم باشا    مصدر من اتحاد الكرة يكشف ل في الجول موعد مواجهة بوركينا في تصفيات كأس العالم    صحة سوهاج تعلن استئناف عمليات جراحات المناظير بمستشفى جرجا العام    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأحد 27 يوليو 2025    بطاقات الائتمان لا تجد طريقها إلى جيوب المصريين رغم قفزات القطاع المصرفي    15 يومًا فقط.. وضع حد أقصى لحسم شكاوى العملاء يعزز الخدمات المصرفية    مفوضية الاتحاد الإفريقي ترحب بإعلان فرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين    بيان مهم بشأن حالة الطقس وموعد انكسار الموجة الحارة: انخفاض درجة الحرارة 4 مئوية    بدء تظلمات الثانوية العامة 2025 اليوم.. لينك مباشر والرسوم    سيدة تسبح في مياه الصرف الصحي دون أن تدري: وثقت تجربتها «وسط الرغوة» حتى فاجأتها التعليقات (فيديو)    5 أبراج «يتسمون بالجشع»: مثابرون لا يرضون بالقليل ويحبون الشعور بمتعة الانتصار    التراث الشعبي بين التوثيق الشفهي والتخطيط المؤسسي.. تجارب من سوهاج والجيزة    ثقافة الأقصر تحتفل بذكرى ثورة يوليو ومكتسباتها بفعاليات فنية وتوعوية متنوعة    أطفال الشاطبي للفنون الشعبية يبدعون في مهرجان "صيف بلدنا" بمطروح    تفاصيل بيان الإفتاء حول حرمة مخدر الحشيش شرعًا    عاجل- 45 حالة شلل رخو حاد في غزة خلال شهرين فقط    قطاع العقارات يتصدر تعاملات البورصة المصرية.. والخدمات المالية في المركز الثاني    طارق الشناوي: زياد الرحباني كان من أكثر الشخصيات الفنية إيمانًا بالحرية    حلمي النمنم: جماعة الإخوان استخدمت القضية الفلسطينية لخدمة أهدافها    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: كنا نناقش الأفلام من الطفولة    "الجبهة الوطنية" تكرّم أوائل الشهادة الإعدادية في بنها دعمًا للتفوق والموهبة    وزير خارجية الإمارات : الوضع الإنساني في غزة حرج وسنستأنف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فورا    تقديم 80.5 ألف خدمة طبية وعلاجية خلال حملة "100 يوم صحة" بالإسماعيلية    جامعة المنصورة تطلق القافلة الشاملة "جسور الخير 22" إلى شمال سيناء    علاجات منزلية توقف إسهال الصيف    برلماني: دعوات الإخوان للتظاهر خبيثة وتخدم أجندات إرهابية"    هل تجنب أذى الأقارب يعني قطيعة الأرحام؟.. أزهري يوضح    ماحكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    استنكار وقرار.. ردود قوية من الأزهر والإفتاء ضد تصريحات الداعية سعاد صالح عن الحشيش    تعرف على موعد الصمت الدعائي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    سعر الحديد اليوم السبت 26-7-2025.. الطن ب 40 ألف جنيه    وزير الأوقاف: مواجهة الفكر المتطرف وكل تحديات شعب مصر هو مهمتنا الكبرى    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    وزير الإسكان يتابع مشروع إنشاء القوس الغربي لمحور اللواء عمر سليمان بالإسكندرية    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيلفاكير في أول حوار بعد انتخابه رئيسًا لجنوب السودان: انفصال الجنوب ليس ضد العروبة
نشر في الدستور الأصلي يوم 02 - 05 - 2010

مخاوف مصر علي حصتها بعد انفصال الجنوب غير مدروسة.. فالجنوب ليس بحاجة لمياه النيل التي يتشاجرون عليها.. أنا الابن الأكبر ل «جون قرنق» والحديث عن تصفية أبنائه غير وارد في الحركة الشعبية
سيلفاكير
في أول حوار صحفي عقب انتخابه رئيس حكومة جنوب السودان والنائب الأول للرئيس السوداني يتحدث الفريق أول سلفاكير ميارديت عن موقف الحركة الشعبية من الوحدة والانفصال بعد الانتخابات وعن ملامح حكومته الجديدة وأولوياته تجاه شعب الجنوب ، معربا عن سعادته بالدور المصري تجاه جنوب السودان. كما توجه كير برسالة تطمينية لمصر قائلا : لا داعي لمخاوف مصر علي مياه النيل من انفصال الجنوب ،موضحا أنه رفض استئناف العمل في قناة جونقلي لأنها ليست ذات أولوية في هذه الآونة نسبة لأوضاع بلاده التي اعتبرها بحاجة للكثير مما يخص الشئون الداخلية..
كيف سيتم تشكيل الحكومة الجديدة في جنوب السودان؟وهل ستكون بنفس الشكل الذي كانت عليه قبل الانتخابات؟
- تشكيل حكومة جنوب السودان في الفترة القادمة كحكومة منتخبة وإن كانت الحركة الشعبية قد نالت أغلبية المقاعد فنحن نطمع في أن نشكل حكومة ذات قاعدة عريضة لتشمل كل الفئات الجنوبية علي كل القطاعات ولا نريد أن نعزل أو نقصي أحدًا.
يري البعض أنه في تشكيل الحكومة الجديدة قبيلة الدينكا التي تنتمي إليها ستكون مسيطرة علي المقاعد.. ما ردك علي ذلك؟
- هذه مجرد خيالات.. وهناك من يحاولون تشويه صورة حكومة الجنوب.هذه قضية مجتمعية وقبيلة الدينكا ليست القبيلة الوحيدة الموجودة في الجنوب، وحتي وإن كانت أكبر قبيلة في الجنوب ليس معني هذا أن تأخذ النصيب الأكبر من كل شيء، ورغم أن الدينكا حاربوا في قضايا الجنوب أكثر من أي قبيلة أخري لكن هذا لا يعطيها نصيب الأسد في الحكومة المنتخبة الجديدة.
وكيف تخططون لتكوين الحكومة المنتخبة الجديدة في الجنوب؟
- نسعي لتحقيق توازن في الحكومة لأننا لدينا ثلاثة أقاليم في جنوب السودان: أعالي النيل، والاستوائية، وبحر الغزال، ولا نريد أن نستبعد أي جهة في الحكومة لأنه لابد أن نقوم بوزن العملية السياسية في الحكومة الجديدة.
ما تقييمك للانتخابات في الشمال والجنوب والفرق بينهما؟
- الفرق بين الانتخابات في الشمال والجنوب شيء يعرفه المراقبون أكثر من المرشحين، حول الأخطاء، وما صاحب العملية الانتخابية من ممارسات شيء يحدده من راقب هذه الأجواء حتي لا ينحاز في تقييمه.
يعتبر الكثيرون أن لام أكول ليس منافسا حقيقياً لك في رئاسة حكومة الجنوب؟
- ولماذا ليس منافساً.. وهو بالفعل كان المنافس الوحيد أمامي.
لكن فارق النسبة في النتيجة كان كبيراً فقد حصلت علي 92.9% في حين حصل أكول علي 7.1%؟
- من المفترض أن يسأل لام أكول نفسه ويسأل مساعديه والداعمين له عن أسباب نتائج هذه الانتخابات بهذا الفارق.
هل بالفعل هناك اتفاق بين شريكي الحكم في السودان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية علي قبول نتائج الانتخابات؟
- لا نقبل شيء لم نره نحن.. اتفقنا علي أساس أنه في حال ظهور نتائج الانتخابات ولم تكن هناك أية مشاكل من الممكن أن نقبلها وأنا شخصيا تحدثت مع النائب الثاني لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بأننا سنقبل بما نراه حقيقيًا ولا يمكن أن نقبل النتائج قبل إعلانها، بل قلنا إننا في الحركة الشعبية سنعلن موقفنا بعد ظهور النتائج ولم نتفق علي ذلك قبل ظهورها.
ترددت أنباء عن أن البشير لم يحصل علي نسبة 51% وأنه استخدم أصوات مرشحكم المنسحب للرئاسة ياسر عرمان ليكمل هذه النسبة.. ما ردك علي ذلك.. وهل عرمان كان من الممكن أن تكون لديه فرص في الشمال إذا لم ينسحب؟
- عرمان كانت لديه فرص أكبر من الرئيس البشير خاصة في جنوب السودان وما حدث في انتخابات الشمال لسنا معنيين به فقد كان موقفنا واضحًا بمقاطعة الانتخابات وسحبنا مرشحنا لرئاسة الجمهورية لذا ليس لنا علاقة بهذه التفاصيل.
ظهر تضارب في مواقف الحركة الشعبية تجاه المشاركة والمقاطعة في قطاع الشمال.. ما حقيقة الأمر؟
- جاء قرار سحب عرمان من سباق الرئاسة من قبل المكتب السياسي للحركة، بأن نقوم بسحبه ونجمد عضويتنا في ثلاث ولايات في دارفور وعدم خوض الانتخابات في الإقليم المضطرب نظرا لأسباب أمنية، وما حدث بعد ذلك أن القطاع الشمالي عندما علم بانسحاب عرمان من سباق الرئاسة رأي أن يقاطع أيضا الانتخابات، ونحن رأينا مواصلة القطاع الشمالي وخوضه للانتخابات وإذا أراد أي عضو أن ينسحب فلينسحب كفرد وليس الحركة الشعبية ككل، وعندما ذهب الأمين العام للحركة باقان أموم، وياسر عرمان - رئيس قطاع الشمال - لمناقشة هذا الأمر مع عضوية الحركة في الشمال رفضوا مواصلة الانتخابات دون عرمان، وخرجوا بقرار مقاطعة القطاع الشمالي بشكل عام، وقد أوكلنا هذا الأمر لأموم وعرمان وارتضينا بما وصلا إليه لأننا لا نريد أن يحدث تناقض أو تضارب في مواقف الحركة.
لكن التضارب الذي تم في تصريحاتك بنفي المقاطعة جعل البعض يعتقد أن هناك بوادر انقسامات داخل الحركة الشعبية؟
- لا توجد أي انقسامات داخل الحركة الشعبية، وقد أكدنا ذلك بعد اجتماع المكتب السياسي الأخير للحركة بالاتفاق حول اتخاذ الحركة لموقف موحد تجاه العملية الانتخابية برمتها.
هل أنت راض عن قطاع الشمال؟وماذا سيكون مصيره في حال حدوث انفصال؟
- برنامج الحركة الشعبية في شمال السودان لن ينتهي بانفصال الجنوب عن قضايا السودان الكبير بل سنواصل علي ذات النهج في جعل مشروع السودان الجديد مشروعًا كبيرًا فقد كنا نريد تحرير كل الناس في المناطق المهمشة لكي يجدوا حقوقهم التي لم تعطها لهم أي سلطة في الخرطوم منذ القدم وهذا هو برنامجنا منذ بدأنا في النضال وهذا لن ينتهي حتي لو انفصل الجنوب لأنه بعد تشكيل الحكومات سنطرح نفس الأجندة ونواصل مشروع السودان الجديد.
قلت إنك قمت بالتصويت لمرشح المؤتمر الوطني للرئاسة عمر البشير....
- رد مقاطعا: أنا ما قلتا فقد قالوا ذلك في أجهزة الإعلام وحتي إذا قمت بالتصويت له فمن يعرف ذلك.
وهل أنت فعلت ذلك أم لا؟
- أنا قمت بالتصويت لنفسي ولمرشحي الحركة الشعبية.
هل هذا يعني أنك قمت بالتصويت لمرشح الحركة الشعبية للرئاسة ياسر عرمان رغم انسحابه؟
- ياسر ليس مرشحًا وحتي لو قمت بالتصويت له فهذا يعد صوتًا ضائعًا.
وهل هذا غير صحيح أنك لم تصوت للبشير؟
- أنا لا أري أن هناك سببا للحديث حول هذا الأمر، فإذا استمر مرشحنا للرئاسة لكنا صوتنا له، ولو ما عندنا مرشح للرئاسة يجب أن نصوت للبشير.
لكنكم بالفعل قمتم بسحب مرشحكم عرمان؟
- ما حدث هو أننا عندما سحبنا عرمان الجنوبيون جمدوا أصواتهم، والبعض الآخر أصر علي التصويت لياسر رغم انسحابه وأنا تحدثت شخصيا وقمت بتنوير جماهيرنا بأننا ليس لدينا مرشح لرئاسة الجمهورية وهذا التصويت هو خياركم تصوتون لمن تشاءون.
هذا عن الجماهير.. لكن ماذا عنك؟
- صوتي لا يحقق أي شيء.
في رأيك لماذا حصل البشير علي نسبة ضئيلة في الجنوب «8%» في حين حصل عرمان علي 92% رغم انسحابه؟
- هذا الأمر ليس من شأني فهو حق للمواطن لكي يصوت لمن أراد.
وهل هذا مؤشر علي الانفصال؟
- ليس مؤشرا علي شيء وإنما هو حق اختيار المواطن لقياداته وفقا لإرادته في اختيار البشير أو أي مرشح آخر وليس من حق أي جهة التدخل في ذلك لأن الانتخابات تجري لكي يختار الشعب قياداته، فأنا في الجنوب ورغم ذلك هناك عدد من الناس لم يصوتوا لي، ولا أضجر من ذلك لأنها حقوقهم.
قلت إن عرمان كانت لديه فرص في الشمال أكبر من البشير.. فيم تتمثل هذه الفرص؟
- ليس من المتوقع أن يفوز عرمان من الجولة الأولي لكن كان من الممكن أن يضيق الخناق علي البشير في الجولة الأولي وحتي لولم يفز في الجولة الأولي كان من المتوقع أيضا ألا يفوز البشير، وفي الجولة الثانية كان من المتوقع أن يفوز ياسر.
هل كان من الممكن أن يترشح عرمان لرئاسة حكومة الجنوب....
- رد مقاطعا: لا غير ممكن لأنه غير جنوبي ولأن الدستور يمنع ذلك.
هل وضعت الحركة الشعبية استراتيجية ما بعد انفصال الجنوب؟
- نعم، ونحن في الحركة الشعبية لا نري أن انفصال الجنوب يشكل خطورة أو عوائق للشماليين ولا نعتقد أن الانفصال سيخلق شيئًا من العداوة بين الدولتين الجارتين، لأن الشماليين والجنوبيين تعايشوا سويا لسنوات.
لكن المؤتمر الوطني يري أن الجنوب غير مؤهل للانفصال؟
- هذا مجرد حديث.. فالجنوب مؤهل للانفصال كما أنه أفضل من دول أفريقية صغيرة استقلت وهي أقل كثيرا من الجنوب من النواحي التنظيمية ومن ناحية حجم المنطقة وعدد السكان وغير ذلك.
وكيف سيتم التعامل بشأن البترول في حال حدوث انفصال؟
- هي واحدة من النقاط التي من المفترض أن نبحثها مع المؤتمر الوطني ويجب أن نلتزم كلنا بما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلام لأن هذه موارد تابعة للسودان، وأي مواطن في البلاد يجب أن يستفيد من الموارد الموجودة في الجنوب أو في دارفور أو في الشرق، لكن من المفترض أن يتم ذلك بالعدالة حتي نستفيد جميعا ليس فقط المؤتمر الوطني والشمال، ونحن لن نسمح باستيلاء المؤتمر الوطني علي البترول وسنتقاسم وفقا لترتيبات ما بعد الاستفتاء.
وهل تتوقعون التزام المؤتمر الوطني بذلك؟
- المؤتمر الوطني يعرقل كل الاتفاقات لكنه لابد أن يلتزم ولكل شيء نهاية وسيأتي وقت يفرض علينا جميعا أن نكون عقلاء لكي نقبل الحقائق.
ترددت أحاديث بأن هناك خط أنابيب للبترول بين الجنوب ومومبثا..ما مدي صحة ذلك؟
- حاليا لا يوجد أي خط أنابيب من الجنوب لمومبثا ولا لأي مكان آخر سوي الخط الوحيد من الجنوب لبورتسودان.
ماذا سيكون مصير المشورة الشعبية بالنسبة لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق خاصة بعد فوز مالك عقار في الأخيرة؟
- هذا شيء يستدعي الجلوس مع المؤتمر الوطني شريكنا في الحكم، للوقوف علي كيفية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في نيفاشا بإجراء المشورة الشعبية في هاتين المنطقتين، كما يتطلب ذلك توعية المواطنين في المنطقة في جبال النوبة والنيل الأزرق عن هدف إجراء المشورة الشعبية.
وماذا عن «أبيي» خاصة بعد قرار التحكيم الدولي في لاهاي بشأن المنطقة؟
- ليس من المفترض الحديث حول قضية أبيي مرة أخري بعد قرار المحكمة.
بالنسبة لقناة جونقلي.. متي سيتم استئناف العمل فيها؟
- استئناف العمل في قناة جونقلي لا يقع تحت بنود أسبقية حكومة الجنوب وحتي في حال انفصال الجنوب فأمر قناة جونقلي لا يمثل أولوية.
وما أولوياتكم في المرحلة القادمة؟
- شعب الجنوب بحاجة للخدمات الأساسية من صحة وتعليم وطرق وبني تحتية عديدة.
ألا تعتقد أنه العمل في قناة جونقلي من الممكن أن يمثل حلا لخلافات دول حوض النيل القائمة الآن؟
- الجنوب ليس طرفا في خلافات دول حوض النيل.
لكن في حال انفصال الجنوب سيكون الدولة رقم 11 في دول حوض النيل؟
- ليست لنا علاقة بالمياه وأكدنا أننا لن نوقفها.
هناك مخاوف مصرية من انفصال الجنوب وعلي حصتها من مياه النيل؟
- هذه مخاوف غير مدروسة لأن الجنوب ليس بحاجة لمياه النيل التي يتشاجرون عليها الآن.
وهل بالفعل مصر تقدمت بطلب لاستئناف العمل في قناة جونقلي وأنت رفضت ذلك؟
- نعم رفضت هذا الطلب المصري وقلنا للمصريين إن قناة جونقلي ليست من أولويات الجنوب في هذه المرحلة.
وكيف تري الدور المصري تجاه جنوب السودان؟
- يجب أن نشكر المصريين لما قدموه تجاه جنوب السودان فقد أسهمت مصر منذ اتفاق السلام الشامل، كما تقدمت بأدوار في تنمية الجنوب حتي وإن كانت بسيطة، ونحن علي قناعة بأن نوايا مصر حسنة تجاه الجنوب وعلاقاتنا جيدة ونتمني أن تستمر هذه العلاقات بشكلها الإيجابي وتمضي قدما نحو التعاون من أجل مصالح مشتركة بيننا وبين مصر.
كنت قد طمأنت المستثمرين بأنه لا مخاوف من انفصال الجنوب علي استثماراتهم؟
- نعم فقد تعهدت بحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب ووعدت شعب الجنوب بالحفاظ علي السلم وعدم العودة للحرب مرة أخري كما أكدت للمستثمرين تهيئة الأجواء لأعمالهم في الجنوب وأن الانفصال ليس ضد المستثمرين لا ضد العرب ولا ضد أي جهة أخري.
ولا حتي ضد الشمال؟
- ولا حتي ضد الشماليين ولا ضد الإسلام كما يقولون ويتوهمون ولا ضد العروبة وهذا حديث يروج له أناس في الخرطوم يعرفون أنفسهم.
هناك حديث علي أن الحركة الشعبية بدأت في التخلص من أولاد قرنق؟
- لم يبلغني أحد أن قرنق كان له أولاد يخصوه وحده في الحركة الشعبية، فأنا منذ اليوم الأول كنت موجودا في تكوين وتأسيس الحركة الشعبية وقد كنت واحدا من المقربين جدا لجون قرنق ولم أكن ابنه، وإذا كان قرنق لديه أبناء فأنا الابن الأكبر ثم بعد ذلك يأتي أبناؤه الآخرون والحديث عن تصفية أبناء قرنق غير وارد في الحركة الشعبية فكلنا رفقاء نتعايش سويا وأهدافنا واحدة وكلنا كنا تحت قيادة جون قرنق.
الجميع يصف الراحل جون قرنق بالوحدوي.. هل تري أن وجود قرنق كان من الممكن أن يحفظ وحدة السودان؟
- لا أدري لأن قرنق كشخص لا يمكن أن يحفظ الوحدة، نعم أفكاره وحدوية لكن الخيار في يد شعب الجنوب وليس قادته.
بصراحة.. تعتبر نفسك وحدويا أم انفصاليا؟
- أنا لا أدري إذا كنت وحدويا أم انفصاليا؛ لأنه في بدايات الحركة الشعبية كنا جميعا ننادي بوحدة السودان علي أسس جديدة.. لكن عندما حدث انشقاق داخل الحركة الشعبية عام 83 فإن من قادو الانشقاق كانوا انفصاليين ونحن حاربناهم، وعندما هزمناهم هربوا إلي الخرطوم كانفصاليين وأخذوا أسلحة من هناك وعادوا ليحاربونا نحن الوحدويون، لذا فالانفصاليون هم الموجودون في الخرطوم أما نحن في الحركة الشعبية فوحدويون.
هل تقصد أن الشمال هو الذي سيجبر الجنوبيين علي الانفصال؟
- طبعا، هم يعملون علي ذلك الآن؛ فهناك ميليشيات جنوبية في شمال الخرطوم يعلنون أنهم يحاربون من أجل انفصال الجنوب، وهم كانوا يقاتلوننا مسبقا تحت راية انفصال الجنوب، ونحن نقاتل حكومة الخرطوم وهذه الميليشيات، ونؤكد أننا سودانيون وأن وحدة السودان يجب أن تتم بأسس جديدة بأن نقبل أنفسنا بحيث لايكون هناك مواطن درجة أولي ودرجة ثانية؛ فالسودان ملكنا جميعا، لكن جماعة الطيب مصطفي التي تحاربنا وتقول أننا انفصاليون، فأنا لا أعترض رأي أحد وأؤكد أن الفيصل هو الاستفتاء، وعندما يحين وقت الاستفتاء فصوتي وحده لا يحقق الوحدة؛ فشعب الجنوب هو الذي سيختار ذلك وليس أنا.
هناك حديث من داخل الحركة الشعبية بأن الصوت الأعلي هو صوت الانفصاليين وأن دعاة الوحدة يخافون من التصفية سواء علي مناصبهم أو علي حياتهم أحيانا؟
- أبدا هذا حديث غير صحيح، فالحركة الشعبية حركة ديمقراطية، ولا تنتهج مثل هذه المواقف علي الإطلاق.
رغم أنك النائب الأول للرئيس السوداني فإن البعض يعتبر وجودك في القصر صوريا؟
- هناك اتفاقية علينا تنفيذها مع المؤتمر الوطني سواء أراد المؤتمر ذلك أم لا، ولا يخصنا أي شيء آخر في الشمال خارج إطار اتفاق السلام؛ لذا لا نتدخل فيما لا يخصنا وهذا ما يجعل مثل هذه الأحديث تتردد.
إذا تطرقنا لقضية دارفور ما رؤية الحركة الشعبية لحل الصراع في هذا الإقليم؟
- نحن في الحركة الشعبية ملتزمون التزامًا تامًا بإيجاد الحل السلمي في دارفور لأن أهل دارفور مواطنون سودانيون تعبوا كثيرا مثل شعب الجنوب.
لكن ما أجنتدكم لحل الأزمة؟
- نحن في أجندتنا وضعنا إطارًا للمبادرة، لكن المؤتمر الوطني لا يريد أن يعطينا فرصة لكي نشارك ونساعد علي إيجاد الحل في دارفور، لذا نحافظ علي أجندنا لحين الاتفاق مع المؤتمر الوطني ليعطونا فرصة لكي نخوض مبادرة لحل أزمة دارفور.
الحركة الشعبية خاضت مبادرة من قبل لحل أزمة دارفور لكنها فشلت؟
- لم تفشل فقد استضفنا أكثر من 27 حركة دارفورية في جوبا وقمنا بتوحيدها لخمس حركات لكن المؤتمر الوطني تدخل وقام بتشتيتها مرة أخري.
لماذا؟
- لأن المؤتمر الوطني لا يريد للحركة أن تلعب دورًا في دارفور حتي لا تكون الحركة بديلا له، ولكي لا تلعب الحركة أي دور بمعزل عنه.
البعض يعتبر أن السياسة الأمريكية تغيرت تجاه السودان كيف تري ذلك؟
- أنا لست مواطناً أمريكياً ولست تابعا للإدارة الأمريكية، وكل دولة لديها مصلحة في الدولة الأخري، وأمريكا تدري المصالح الأمريكية مثلما فرضت العقوبات علي نظام البشير مسبقا.
لأن بقاء البشير في السلطة هو ضمان استقرار السودان؟
- هذا حديث عدد كبير من الجهات لضمان تنفيذ اتفاق السلام، وأنا أري أن البشير شريكي في الاتفاقية ولابد أن يكون موجودًا لأنه شريكي في الاتفاقية، لأنه إذا جاء حزب غيره لن يلتزم وإنما البشير ملتزم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.