سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس مكتب المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة:
حكومة الإنقاذ قدمت تنازلات كبيرة من أجل الجنوب ووقف الحرب..
بعضهم تعامل مع اتفاق السلام وكأنه صمم لاقصاء المؤتمر الوطني
اكد الدكتور الوليد سيد محمد علي رئيس مكتب المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة أن المؤتمر الوطني مازال يعمل وسيقوم بدوره حتي اخر لحظة من اجل وحدة السودان انطلاقا من حرصه علي السلام والاستقرار في السودان, وقال إن المؤتمر الوطني سيحترم رغبة الجنوبيين في تقرير مصيرهم وفي كل الحالات سيعمل علي ارساء علاقات جيدة وقوية تقوم علي المصالح وتحقيق اكبر قدر من الشفافية في التعامل مع الجنوب. وقال الوليد ل الاهرام المسائي إنه اذا توفر للجنوبيين الحرية والشفافية عند التصويت في الاستفتاء سيختارون الوحدة وبأغلبية ساحقة واضاف انه بالرغم من ان كثيرا من الجنوبيين بدءوا يتحدثون عن تخوفهم من تزوير نتائج الاستفتاء الا ان المؤتمر الوطني يتعامل مع الامر دون ان يسبق الاحداث انطلاقا من حرصه علي وحدة السودان واستقراره. وقال إن حكومة الانقاذ قدمت تنازلات كثيرة من اجل وحدة البلاد واستطاعت ان تقوم بدور كبير في وقف الحرب وجعل السودان وطنا واحدا يسع الجميع.. مشيرا الي ان الانقاذ هي الحكومة الوحيدة التي خاطبت جذور المشكلة في جنوب السودان واول حكومة تعقد مؤتمرا حول قضايا السلام بعد توليها السلطة بفترة وجيزة. وقال ان مشكلة جنوب السودان مشكلة لم تكن صنيعة الانقاذ بل هي مشكلة موروثة منذ خمسينيات القرن الماضي فشلت كل الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان في علاجها علاجا ناجعا, ولذلك رأت الانقاذ بان تحل هذه القضية بدءا من جذور المشكلة, وخلال حكم الانقاذ خاض المؤتمر معارك كثيرة وكبيرة في التفاوض حيث شهدت العديد من العواصم الافريقية والاوروبية جولات من الحوار الجاد لحل المشكلة سلميا. واشار الوليد بعد توقيع اتفاق السلام عام2005 ظهرت عقبات نحن نراها طبيعية في ظل مشكلة معقدة واستمرت طويلا ابعدت الشريكين عن الحوار المستمر والعميق في بعض القضايا التي تعامل معها المؤتمر الوطني بجدية ومسئولية, مثل الاحداث التي صاحبت الاعلان عن وفاة الدكتور جون قرنق قبل ان يدرك الجنوبيون الحقيقة بعدم وجود مؤامرة حسب ما روج البعض منهم, ولكن هذه الاحداث تركت اثارا سالبة, خاصة انهم كانوا يتعاملون مع اتفاقية السلام وكأنها جاءت لاقصاء المؤتمر الوطني وهناك ايضا تيار انفصالي داخل الحركة يتعامل مع الاتفاقية وكأنها صممت لانفصال الجنوب بينما الاتفاقية في حقيقة الامر صممت من اجل جعل الوحدة جاذبة من الطرفين ولكن البعض منهم حمل الاتفاقية اكثر مما يجب. وقال الوليد ان الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم في احدي ندواته خلال زيارته الاخيرة للقاهرة قال ان السودان دولة فاشلة وانا اتساءل والحركة الشعبية حاليا تهيمن علي كل الجنوب ماذا فعلت من اجل الوحدة الجاذبة؟ وهل قامت باي دور ملموس تجاه المواطنين الجنوبيين المعنيين بالتصويت؟ خاصة ان المواطن الشمالي لا يحق له التصويت وذلك في الوقت الذي يقوم فيه المؤتمر الوطني بدوره كاملا تجاه وحدة السودان بمخاطبة وجدان الجنوبيين وتبصيرهم بمخاطر الانفصال ومحاسن الوحدة دون املاء او قهر بينما تجد الحركة لم تكن واضحة في موقفها, خاصة انها حتي الان لم تقم بدورها في اقناع المواطن الجنوبي بالوحدة رغم ان هناك قيادات داخل الحركة مع الوحدة وكذلك كل العالم مع الوحدة ما عدا دولتين معروفتين لديهما مصلحة في انفصال الجنوب. وقال الوليد ان التيار الشمالي داخل الحركة تحدث كثيرا عن الحريات والديموقراطية رغم ان مساحة الحريات الموجودة في السودان شهد لها الجميع وما يؤكد ذلك ان المؤتمر الوطني فتح كل ابواب الحوار مع كل القوي السياسية في اجواء ديمقراطية..ويكفي ان الشعب السوداني يمارس حياته في اطار حريات كاملة. وقال إن كل العالم شهد للمؤتمر الوطني حرصه علي تطبيق اتفاق السلام بايجابية ومسئولية وامانة كاملة وهذا لا يمكن ان يتم الا في مناخ ديمقراطي حقيقي, مشيرا الي ان هناك صعوبات واجهت الشريكين في تفسير بعض بنود الاتفاقية ولكن الحمد لله استطاعا تجاوزها ونحن في طريقنا لتطبيق القليل الذي تبقي, مؤكدا أن المؤتمر الوطني وضع منهجا واضحا للتعامل مع قضية الجنوب اساسها ان يكون الاستقرار والسلام الدائم هو شعار المرحلة الحالية والقادمة وفي كل الحالات اذا كان قرار الجنوبيين الوحدة او الانفصال. ووصف الوليد وفاة الدكتور جون قرنق قائد الحركة الشعبية ومؤسسها بانها كانت علامة فاصلة في مسار الحركة اليوم, لان الدكتور جون قرنق كان رجلا وحدويا ونادي بالوحدة لكل وادي النيل من نمولي حتي الاسكندرية وليس السودان فقط, ولذلك فان وفاته اثرت علي تركيبة الحركة وتوجهاتها لانه لو كان موجودا كان يستطيع ان يتغلب علي العقبات التي واجهت تنفيذ اتفاق السلام التي فشلت الحركة بعد رحيله في مواجهتها لاجندة خاصة بهم.