سيطر السودان بكامل ازماته وتطوراته علي النشاط الدبلوماسي المصري يوم امس وعقد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية سلسلة مباحثات بدأها بلقاء مع محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وتابعها بلقاء اخر مع شريكي الحكم في السودان (حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحريرالسودان) ممثلين في نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني و باقان اموم امين الحركة الشعبية لتحرير السودان .ومن جانبه قال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزاره الخارجية أن لقاء أبوالغيط بقيادات شريكي السلام في السودان من حزب المؤتمر الوطني د.نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني، ود.مطرف صديق وزير الدولة للشئون الإنسانية، ود.سيد الخطيب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، ومن الحركة الشعبية لتحرير السودان السيد باجان اموم أمين عام الحركة ووزير السلام في حكومة الجنوب، والسيد دينج الور وزير التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب، والسيد عبدالعزيز الحلو القيادي بالحركة ونائب حاكم ولاية جنوب كردفان. أوضح المتحدث أن اللقاء جاء في إطار ورشة العمل المنعقدة حالياً في القاهرة في إطار عملية متصلة برعاية مصرية لتعزيز الحوار بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بهدف دعم عملية التحضير لإجراء استفتاء حق تقرير المصير في الجنوب يتسم بالشفافية والحرية والنزاهة ويعبر عن إرادة خالصة لأهل الجنوب، وكذلك وضع تصور لترتيبات ما بعد الاستفتاء والمتعلقة بقضايا الأمن والمواطنة والموارد الطبيعية والعلاقات الاقتصادية، علاوة علي الاتفاق علي وضعية الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي انضم إليها السودان الشقيق. ذكر المتحدث أن وزير الخارجية أكد علي وجود روابط ومصالح مشتركة بين الطرفين جغرافياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً لا يمكن فصلها، مشيراً إلي ضرورة العمل من أجل البناء علي هذه الروابط للحفاظ علي اللحمة والنماذج بين أهل السودان شمالاً وجنوباً بغض النظر عن نتائج استفتاء تقرير المصير المزمع إجراؤه في يناير 2011. وشدد أبو الغيط علي أهمية توافق الطرفين علي ترتيبات مؤسسية لاستمرار التعاون والعلاقات السلمية لما يحقق مصالح الشعب السوداني ويحفظ سلامة أراضي السودان. وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية أوضح أن رعاية مصر للحوار بين الطرفين تأتي من منطلق حرصها علي مواصلة مسئولياتها التاريخية وعلاقاتها الاستراتيجية بالسودان شعباً وحكومة، وبهدف تحقيق المصلحة والحفاظ علي السلام والاستقرار في مختلف أرجاء السودان وتدعيم وتعميق عناصر الوحدة والتوافق بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان. أكد الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني عمر البشير رئيس وفد حزب المؤتمر الوطني في ورشة العمل التي تستضيفها القاهرة بين شريكي الحكم في السودان: أن وفدي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان أطلعا أحمد أبوالغيط وزير الخارجية علي العمل الذي يجري بين شريكي الحكم في السودان وجملة أهل السودان الآخرين حول العمل الموحد الذي يفضي إلي إقامة استفتاء حق تقرير المصير لأبناء جنوب السودان في موعده المحدد، وتهيئة المناخ اللازم له وأن يكون استفتاء يعبر فيه الأخوة والاخوات في جنوب السودان عن رأيهم بعد أن تتاح لهم ما هو مطلوب للتعبير عن رأيهم وحتي تكون نتيجة الاستفتاء موضع الرضا الكامل من ابناء الجنوب أولا وابناء السودان جميعا. من جانبه قال باقان آموم الأمين العام للحركة الشعبية للتحرير : نحن نشكر الخارجية المصرية علي هذا اللقاء . وفيما يخص مسألة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، أكد الأمين العام للحركة الشعبية أنها نقطة متفق عليها وكان من المفترض أن يتم تكملة ترسيم الحدود خلال الستة أشهر الأولي من اتفاقية السلام، موضحا أن الطرفين متفقين علي ضرورة تكملة ترسيم الحدود قبل الاستفتاء. وحول ما إذا كانت مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان لا تزال محل خلاف بين الشمال والجنوب، قال آموم: نحن حزبان نختلف من حيث المشروع وعلاقة الدين بالدولة وهذا اختلاف موجود ولكن هذا لا يعني أن نتحاور ونناقش قضايا حياة شعبنا.