اذابت ورشة العمل الثانية بين شريكي السلام في السودان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان والتي ترعاها مصر كثير الجمود الذي أصاب هذه العلاقة عقب الانتخابات الاخيرة في السودان والتي وصفها رئيس مكتب الاتصال لحكومة جنوب السودان د. فورمينا مكويت بانها حققت نجاحات في مرحلة تعد الاخطر في تاريخ السودان واكد ان الراعي العربي لهذه الورشة كان واضحا خاصة فيما يتعلق بالتفاهمات حول الاستفتاء والذي اثمر عن اتفاق تام حول النقاط المطروحة حيث كان الاتفاق قد تم خلال ورشة العمل بين الشريكين علي ان التواصل بين القبائل والمواطنين في مناطق التمازج بين الشمال والجنوب والحفاظ علي علاقات وروابط اقتصادية وجغرافية وثقافية واجتماعية بين المواطنين في هذه المناطق وحل جميع نقاط الخلاف حول الحدود واستكمال ترسيمها وتطبيق هذا الترسيم علي الارض مشيرا الي اهمية الحفاظ علي السلام المستدام والتعامل مع هذا الإمر بمسئولية واهمية الحفاظ علي مكتسبات اتفاقية السلام الشامل بصورة كاملة والبناء عليها في المستقبل. وفي سؤال للدكتور فورمينا حول امكانية تنفيذ بقية بنود اتفاق السلام الشامل قال ان اهم ما أزال اي مخاوف حول الاستفتاء وتم الاتفاق والتأمين عليه هو عقد الاستفتاء في موعده التاسع من يناير2011, والعمل علي اجراء استفتاء حرونزيه وبمراقبة اقليمية ودولية بالاضافة الي الاتفاق علي قبول خيار شعب جنوب السودان سواء كان وحدة أو انفصالا وتنفيذه واعتبر فورمينا هذه الخطوة اذا تمت دون نزاع ستضمن مستقبل السودان جيدا في الحالين اذا كانت نتيجة الاستفتاء وحدة او انفصالا فيما وصف الدكتور وليد السيد رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة الاتفاق بانه يمثل خطوة ايجابية واكد ان المفاوضات سارت في جو ودي ومثالي وساعد في ذلك علاقة مصر الجيدة والعادلة مع الطرفين وقال وليد هذه الخطوة وضعت ارضية صلبة للمرحلة القادمة. واكد ان المؤتمر العربي حريص علي علاقات جيدة مع الحركة الشعبية واضاف أن حزب المؤتمر الوطني اكد عدة مرات انه سيعمل علي اجراء الاستفتاء في موعده والاعتراف بنتيجة الاستفتاء وقال ان هذا الالتزام يؤكد حرص المؤتمر الوطني علي ما جاء في اتفاق ورشة العمل بمعالجة أي قضايا عالقة لم يتم حسمها خلال الفترة الانتقالية وتطوير اوجه التعاون المناسبة للعلاقة بين شمال وجنوب السودان, وأكد انهم ملتزمون بهذا الاتفاق خاصة ان مصر ظلت حريصة علي سلام السودان واستقراره ودورها الرائد في حل قضايا السودان. وفي سؤال للامين العام للحركة الشعبية بافان اموم حول امكانية التوصل إلي وحدة طوعيه قال بافان نحن ظللنا نحمل الامور أكثر مما يجب مشيرا الي أن الحركة الشعبية حريصة علي اقامة استفتاء بدون تأثير او تدخل حتي نتيح لشعب الجنوب ان يقول رأيه ونحن ملتزمون بهذا الرأي. ولكن الحديث عن ان الانفصال هو نهاية الدنيا او المخاطر الكثيرة التي يتحدثون عنها لا مجال لها طالما ان الناس ستحتكم الي صناديق الاقتراع وضرب مثلا بمصر والسودان مشيرا الي ان السودان عندما اختار الاستقلال لم يحدث شيء بل ظلت العلاقة أكثر قوة وقال ان هذه العلاقة المميزة بين السودان ومصر لان مصر اتاحت للسودان ان تختار بحرية كاملة واعترفت بقرارهم وهذا يعني احترام رغبة الشعب السوداني, واذا احترم المؤتمر الوطني قرار ابناء الجنوب أيا كان وتعامل مع الواقع بمسئولية وحرص علي العلاقة بين الطرفين ستكون النتيجة علاقة قوية ومصالح مشتركة وستستفيد من تبادل المنافع, ولذلك نحن حريصون علي مثل هذه العلاقة مشيرا الي ان الاتفاق بيننا في ورشة العمل التي عقدت برعاية مصرية في القاهرة يمكن ان يكون اساسا جيدا للبناء عليه لنصل الي علاقات مميزة بين الشمال والجنوب اذا جاءت النتيجة وحدة اوانفصالا وقال لذلك علينا انتظار قرار الاستفتاء وعلينا التعامل معه بشفافية وموضوعية ومسئولية وان نستعد له تماما. ولكن جفور مكوي الامين العام لمكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة قال ان قضية استفتاء أبيي وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب مرشحة لتصعيد الخلاف ولكن اتفاق القاهرة استطاع أن يضع الطرفين أمام التزام كبير علي الاتفاق باقتناع تام, وقال جفور ان المرحلة القادمة ستشهد تقاهما جيدا بين الشريكين خاصة في ظل هذا الاتفاق وتنفيذ كل ما هو متفق عليه في اتفاق السلام واشاد بالموقف المصري والذي وصفه بأنه دور يعبر عن خبرة كبير فضلا عن الحرص علي استقرار السودان ووحدته. وحول ما يتردد عن ان احتمالات الانفصال اصبحت الاعلي ورأيه كأحد الجنوبيين قال جفور: نحن نحترم رأي ابناء الجنوب ولكننا سنعمل حتي آخر دقيقة من اجل جعل الوحدة جاذبة وطوعية باعتباره الخيار الافضل, مشيرا إلي ان المؤتمر الوطني ظل يعمل علي هذا الاتجاه منذ توقيع اتفاق نيفاشا وفي الفترة الاخيرة ظهرت هذه الجهود بشكل افضل والتي توقع ان تنعكس ايجابا علي مستقبل السودان.