الاتفاق علي القبول بنتائج الاستفتاء علي الجنوب واستمرار الحوار حول القضايا العالقة أكدت مصر حرصها الدائم علي وحدة السودان واحترامها لارادة وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره. جاء ذلك في المباحثات التي دعت اليها القاهرة بين شريكي الحكم في السودان حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي انتهت اعمالها في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول، وقد اشاد الوفدان بالجهود المصرية في تحقيق السلام الشامل من منطلق علاقتها وروابطها ودورها التاريخي في السودان، كما ثمن الطرفان الجهود الامنية المصرية المستمرة والحريصة علي مصلحة السودان. وكان الحزبان قد اشارا في البيان الختامي للحوار بينهما علي التوافق علي أهمية الحفاظ علي العلاقات الطيبة والودية واستمرارالحوار بينهما بعد اعلان وقبول نتيجة الاستفتاء ومعالجة اي قضايا عالقة لم يتم حسمها خلال الفترة الانتقالية وتطوير اوجه التعاون المناسب للعلاقة بين الشمال والجنوب في السودان. كما اكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني علي أهمية الحفاظ علي السلام المستدام والتعامل بمسئولية واهمية الحفاظ علي مكتسبات اتفاقية السلام الشامل والانجازات التي تحققت خلال المرحلة الانتقالية لتنفيذ اتفاق السلام الشامل بصورة كاملة، وضرورة البناء عليها في المستقبل واتفقا علي عقد الاستفتاء علي حق تقرير المصير للجنوب في موعده في التاسع من يناير 1102 والعمل علي ان يتم الاستفتاء في اجواء من الحرية والنزاهة والمراقبة الاقليمية والدولية مع قبول خيار شعب جنوب السودان سواء كان وحدة أو انفصالا وتنفيذه. واشار البيان الختامي الذي وقع عليه رئيسا الوفدين نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني وباقان اموم أمين عام الحركة الشعبية لتحرير السودان الي ضرورة بذل الجهود المخلصة لتجاوز المصاعب التي تواجه تنفيذ بروتوكول ابيي، وصولا الي اجراء الاستفتاء المتفق عليه حسب البروتوكول، كما اتفق الطرفان علي ان المشورة الشعبية في كل من النيل الازرق وجنوب كردفان من أهم آليات اتفاقية السلام الشامل وعلي حث الخطي من اجل تنفيذ المشورة الشعبية والالتزام بما تفضي اليه، واكد البيان علي ان اجتماعات القاهرة تأتي مكملة للجهود والتي تقوم بها اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الافريقي والتي بدأت اعمالها في الخرطوم وجوبا في شهر يوليو الماضي، وتستهدف الوصول لتفاهمات حول اجراء الاستفتاء وترتيبات مرحلة ما بعد الاستفتاء بشكل موضوعي وهادف للانتقال من المرحلة الانتقالية لاتفاق السلام الشامل الي الحالة الجديدة التي سيفرزها الاستفتاء واتفقا علي تقديم النتائج التي تم التوصل اليها الي اللجنة مع عقد جولات اخري من ورش العمل. وكانت مصر قد استضافت خلال اليومين الماضيين الجولة الثانية من الحوار بين شريكي الحكم في السودان للاتفاق علي آليات لحل القضايا العالقة من اتفاقية السلام الشامل ومن جهته قال باقان اموم أمين عام الحركة الشعبية لتحرير السودان في مؤتمر أمس ان السودان يعيش أدق فترة في تاريخه متهما الدولة السودانية في ادارة الأزمة وقال ان جنوب السودان تمنع في فترات تاريخية سابقة الحكم الذاتي وزادت صلاحيات حكومة الجنوب بعد اتفاقية السلام وقال ان الجنوب لا يتحمل مسئولية الانفصال اذا تم اختياره من قبل شعب الجنوب، مشيرا الي ان الانفصال قد يكون له آثار ايجابية علي الوضع في السودان وفي افريقيا.