الأهلي تراجع والزمالك تقدم ليلتقى البطل «الدائم» مع الوصيف «الخالد» والكفتان متساويتان لأول مرة منذ 5 سنوات والسر اسمه «حسام» هجوم الأهلي قوي بقيادة «متعب» وهجوم الزمالك عقيم ب «أحمد جعفر» صاحب السبعة أهداف والسبعين فرصة ضائعة حسام حسن الليلة يلعب الأهلي والزمالك في تمام الساعة الثامنة مباراة تحت شعار «اللي خايف يروح» سواء كان مدربًا أم لاعبًا أم حكمًا أم مشجعًا أم إداريًا، وأي شخص يرضي بالحلول الوسط ويكفيه التعادل والأداء المشرف ويعاني أمراض السكر والضغط ويتمني أن تخرج المباراة هادئة عليه أن يجلس في بيته ويغير المحطة ويشاهد قناة روتانا زمان، فهذه المباراة لن يفوز فيها إلا أصحاب القلوب «الميتة». علي مدار خمس سنوات مضت كنا نشاهد مباريات يطلق عليها قمة، رغم أنها تجمع بين فريقين أحدهما يجلس في المركز الأول منفردا ويحصد نجومه كل الألقاب والبطولات المحلية والإفريقية ويذهب لكأس العالم للأندية والثاني في أفضل أحواله يستقر في المركز السادس، ويساهم لاعبوه بقوة مذهلة في زيادة المنافسة بين الفرق الهابطة لدوري المظاليم، ويذهب لكأس مصر، لذلك لم تكن مباراة قمة سوي في أعداد جماهير الفريقين خارج الاستاد. لكن الأوضاع تغيرت.. والنتيجة أصبحت في الملعب.. والفوز وارد للفريقين، فالأهلي تراجع والزمالك تقدم ليلتقي البطل «الدائم» مع الوصيف «الخالد» والكفتان متقاربتان، والسر اسمه حسام حسن المدرب الذي يكره الهزيمة ولا يعرف نغمة «يا بخت من بات مغلوب ولا بتش غالب»، تلك النغمة التي يعشقها لاعبو الزمالك ويرددونها قبل كل مباراة، وفي الوقت نفسه تراجع الأهلي بعد أن تخلي عنه جوزيه وخشي أن يخسر سمعته ليتحمل حسام البدري المسئولية بشجاعة ويدفع بالناشئين ويتصدر المركز الأول طوال بطولة الدوري. اليوم يقف البدري في وجه حسام حسن، وكل منهما يرفض الهزيمة ويكره الكلمات التي انتهت صلاحيتها مثل «الحذر، الخوف، التأمين، التوتر»، وكل منهما يملك مفاتيح الفوز، والجمهور الذي سيذهب إلي استاد القاهرة مثل المدربين يريد أن يشاهد مباراة «العمر» ويعرف كل شيء عن فريقه، نقاط الضعف قبل القوة. حراسة المرمي في الزمالك أفضل بقيادة عبد الواحد السيد بينما مازال الأهلي في ظل وجود أحمد عادل عبد المنعم يبحث عن حارس مرمي لا يتجرأ عليه المهاجمون، لكن هجوم الأهلي كاسح بقيادة عماد متعب هداف منتخب مصر أما هجوم الزمالك فعقيم بقيادة أحمد جعفر صاحب السبعة أهداف والسبعين فرصة ضائعة. أربعة لاعبين في الفريقين كل واحد منهم يريد أن يقول إنه «ميسي مصر»، هم ملوك الكرة ونجوم الشباك ومتخصصو المتعة: محمد أبوتريكة ومحمد بركات في الأهلي ومحمود عبد الرازق شيكابالا وحسين ياسر المحمدي في الزمالك، كل واحد من هؤلاء الأربعة يستطيع تغيير النتيجة في أي وقت ويملك قدرات ترجيح كفة فريقه وستتحدد نتيجة المباراة وفقا لمدي توفيقهم وحالاتهم البدنية والفنية التي لا يمكن أن يقف أحد أمامها وهم في قمتهم. لاعبو الوسط المدافعين في الفريقين سيدخلون المباراة وهم يؤمنون بأن «البقاء للأقوي» و«اللي خايف يروح»؛ فالزمالك لن يقبل أن يحصل الأهلي علي درع الدوري بأقدام لاعبيه، والأهلي يريد أن يرد علي المشككين ويثبت أنه الأحق بالدوري وأن الحصول علي الدرع دون الفوز علي الزمالك «مالوش طعم»، لكن المدافعين ربما يكون لهم رأي آخر ،خاصة أن خط دفاع الأهلي مثل دفاع الزمالك إلا في حالة وجود محمود فتح الله، وأجناب الأهلي أفضل إذا كان سيد معوض في حالته لكن يعوضه أن أحمد علي مدافع الأهلي ربما يتعاون مع مهاجمي الزمالك. هذه القمة في الملعب لكن القمة الحقيقية والأكثر سخونة ستكون في المدرجات بين جماهير الأهلي التي تعودت علي الفوز بأي طريقة وفي أي ظروف وتذهب لمباريات القمة باعتبارها مباراة من طرف واحد، لكن هذه المرة جماهير الزمالك لن تقبل الهزيمة ولن تصفق للاعبيها في حالة الخسارة والأداء الجيد وتؤمن بأن «اللي هيخاف هيتغلب» ومن يرضي بالتعادل سيأتي فيه هدف الهزيمة من حيث لا يدري.. فمن يفعلها!