فى مقال رأى بعنوان «الإرهاب فى الولاياتالمتحدة: ما مستوى التهديد الحقيقى؟»، نشرته صحيفة ال«جارديان» البريطانية، قال هارى إنتن إن «الهجمات الإرهابية فى أدنى مستوياتها التاريخية»، مستطردًا «إن المدن الأمريكية الكبيرة مثل بوسطن لا تزال أهدافًا محتملة».وأضاف الكاتب أنه على الرغم من عدم معرفة مرتكب تفجيرات ماراثون بوسطن، أو السبب الذى دفعه للقيام بذلك، فإنها تظل عملًا إرهابيًّا. متابعًا أنه يتم النظر إلى كل حادثة من هذا النوع كحلقة جديدة فى عصر مرعب للإرهاب فى الولاياتالمتحدة. تساءل إنتن ما إذا كانت هذه الصورة تناسب السجل التاريخى؟ واضعًا بوسطن فى السياق التاريخى للهجمات الإرهابية فى الولاياتالمتحدة طيلة ال40 عامًا الماضية. وأوضح «أولًا: دعونا نبدأ بحقيقة أن معظم الهجمات الإرهابية تقع فى المناطق الحضرية الكبيرة. مانهاتن ولوس أنجلوس من بين أكثر المناطق المستهدفة. 13.1% من الهجمات الإرهابية فى الفترة ما بين 1970 و2008 وقعت فى مانهاتن، ولاية نيويورك، بينما وقع 6.0% فى لوس أنجلوس، ولاية كاليفورنيا، ومعًا يشكلان خمس كل الهجمات الإرهابية التى وقعت فى أمريكا».
إنتن أشار إلى أن الهجمات الإرهابية تقع فى الأماكن التى يكون فيها معدل الجريمة مرتفعًا، والمناطق التى يوجد فيها تنوّع عرقى وكثافة سكانية. مضيفًا أنه يزيد احتمال وقوعها فى المدن ذات الاستقرار السكنى القليل، والتى يكثر فيها المتحدثون بلغات مختلفة.
وتابع أن كل هذه العوامل تجعل الأحداث التى وقعت فى بوسطن متوقّعة أو محتملة، مقارنة بالأماكن الأخرى. بوسطن من بين أبرز 10 مناطق حضرية رئيسية فى أمريكا، كما أنها أبرز ثالث مدينة ذات معدل جريمة مرتفع، يوجد فى بوسطن عدد من الأماكن ذات الكثافة السكانية، بوسطن من أعلى المناطق الأمريكية كثافة بالعائلات غير المتحدثة بالإنجليزية، حسب إنتن.
إنتن لفت إلى أن الخاصية الوحيدة التى ربما لا تتناسب مع النموذج التقليدى للهجمات الإرهابية، هى أن التفجير وقع فى حدث رياضى لا فى مبنى أو شركة حكومية. مضيفًا أن استهداف أفراد مدنيين من الشعب هو الجزء المخيف فى تفجير ماراثون بوسطن. لافتًا إلى أنه باستثناء تفجيرات أوليمبياد أتلانتا 1996، فكرة مهاجمة حدث رياضى فى الولاياتالمتحدة غير مألوفة.