قطع الرئيس السودانى عمر البشير بعدم تأجيل الانتخابات السودانية المقرر لها 11 من شهر أبريل الجارى متعهدا فى الوقت نفسه بان تكون تلك الانتخابات حرة ونزيهة. وقال إن الشعب السودانى سيقول كلمته من خلال صناديق الاقتراع ويحدد من يحكمه فى الفترة المقبلة ، مشيرا فى كلمة له اليوم "السبت" أمام حشد فى مدينة كسلا شمال شرقى السودان إلى انه سيتم التفرغ بعد إنتهاء الانتخابات للتحضير للاستفتاء على تقرير المصير للجنوب السودانى، معربا عن أمله فى أن يكون السودان موحدا قويا فى المرحلة القادمة. وحيا البشير مواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان الداعم لاجراء الانتخابات فى موعدها منتقدا فى ذات الوقت مواقف المعارضة التى تدعو إلى التأجيل للعملية الانتخابية. وقال كنا نتمنى أن تخوض المعارضة الانتخابات ببرنامج واضح فى مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية التى تهم السودان ولكن برنامجها لم يعتمد سوى على إسقاط حزب المؤتمر الوطنى الاكثر شعبية وإنجازا فى البلاد . وقال الرئيس السودانى إن المعارضة فى البلاد التى تطلق على نفسها قوى جوبا تفتقد التوحد فيما بينها وليست لها رؤية واضحة للسودان الجديد المتطور والمتحضر. وتعهد البشير بأن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الاهتمام بخدمات المواطنين من صحة وتعليم وبنية تحتية من خلال برامج مخطط لها لبناء سودان جديد يحسب حسابه ويصعب تجاوزه فى اية معادلة سياسية بالمنطقة. وكانت المعارضة السودانية قد ابدت انفتاحا لانقاذ مصداقية اول انتخابات تعددية بعد 24 سنة في اكبر بلد افريقي في ظل ضغوط دولية. واقترح حزب الامة الفائز باخر انتخابات تعددية سنة 1986 قبل ان يطيح بحكومته الرئيس الحالي عمر البشير في انقلاب، على السلطات مهلة اربعة ايام للبدء باصلاحات اساسية مقابل مشاركته في اقتراع يؤجل الى الاسبوع الاول من مايو. واعلنت مسؤولة المكتب السياسي في الحزب السوداني الكبير عقب اجتماع في ام درمان سارة نجد الله "لا بد من تحقيق ثمانية شروط قبل 6 ابريل مقابل مشاركة حزب الامة في الانتخابات". ويطالب حزب الامة بتجميد "الاجراءات الامنية القمعية" وامكانية الوصول بشكل منصف الى وسائل اعلام الدولة وتمويل حملة الاحزاب السياسية باموال عامة والتعهد بمنح ممثل عن منطقة دارفور (غرب) منصبا في الرئاسة. واضافت نجد الله ان الموفد الاميركي الى السودان "سكوت غرايشن قال انه سيحاول الحصول على مهلة" اربعة اسابيع لاجراء الانتخابات. وتم اعلان هذا الاقتراح عقب اجماع عقده المكتب السياسي لحزب الامة وبالخصوص اثر محادثات اجراها زعيمه الصادق المهدي مع غرايشن الذي يكثف لقاءاته في الخرطوم من اجل انقاذ هذا الاقتراع الذي يواجه انتقادات التزوير ومقاطعة احزاب كبرى. واعلن مسؤولون سودانيون لفرانس برس ان غرايشن سيلتقي ممثلين عن اللجنة الانتخابية. واعربت الولاياتالمتحدة مساء الجمعة عن الامل في ان تتمكن جميع الاطراف السودانية المعنية بالانتخابات من وضع حد لخلافاتها لاجراء انتخابات "ذات مصداقية" في نيسان/ابريل كما هو متوقع. كذلك دعت فرنسا الاحزاب السياسية التي اعلنت مقاطعتها الانتخابات الى العدول عن ذلك معتبرة ان "وقت التزام جميع الاطراف قد حان" من اجل احلال السلام في البلاد. واقترحت اربعة احزاب معارضة بما فيها حزب الامة والشيوعيون والحزب الاتحادي الديمقراطي -الذي حل ثانيا في انتخابات 1986 الخميس مقاطعة الانتخابات. وقبل ذلك سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان، متمردو جنوب السودان سابقا، مرشحها من الانتخابات الرئاسية ياسر عرمان لكنها اكدت مشاركتها في الانتخابات التشريعية والمحلية باستثناء منطقة دارفور التي تدور فيها حرب اهلية. الا ان حزب حسن الترابي المعارض الذي كان حليف الرئيس عمر البشير قبل ان يتحول الى اشد منتقديه، اعلن انه سيشارك في الانتخابات. وقد دعت المعارضة حتى الان عبثا الى ارجاء الانتخابات الى نوفمبر لكن البشير واللجنة الانتخابية اكدا هذا الاسبوع ان الاقتراع سيجري كما هو مقرر في 11 ابريل. من جهة اخرى اوضح الحزب الاتحادي الديمقراطي انه سينسحب فقط من الانتخابات الرئاسية وليس من التشريعية والمحلية. وصرح صلاح الباشا مسؤول الاتصال في الحزب لعدد من الصحافيين "بامكاني التاكيد اننا سنشارك في الانتخابات على كافة المستويات باستثناء الرئاسية" الا اذا حصل تغيير. واضاف "اننا نؤمن بفكرة التغيير الديمقراطي في السودان".