تأزم الموقف مجددا فى السودان بشأن الانتخابات الرئاسية والعامة، المقررة فى 11 أبريل الجارى، بعد أن رفضت لجنة الانتخابات المهلة التى حددتها أحزاب المعارضة الكبرى أو ما يعرف ب«تحالف جوبا» التى كانت قد أعلنت مقاطعة الانتخابات حتى 6 أبريل وتنفيذ 8 شروط وصفتها بالجوهرية للعدول عن قرارها، بينما هاجم الرئيس عمر البشير المعارضة ممثلة فى قوى تحالف جوبا أو الإجماع الوطنى، واتهمها بالعمل على إسقاط حزب المؤتمر الوطنى الحاكم وأصر على إجراء الانتخابات فى موعدها، الأمر الذى قد يؤدى فى النهاية إلى تنفيذ المعارضة قرار المقاطعة مما يفقد الانتخابات مصداقيتها حيث سادت حالة من اللامبالاة والارتباك بين السودانيين حول مصير الاقتراع. وقطع البشير بإجراء الاقتراع فى موعده فى الفترة من 11 إلى 13 أبريل الجارى، وقال خلال جولة انتخابية أمام حشد من أنصاره فى مدينة كسلا شرق البلاد، إن الشعب السودانى سيقول كلمته من خلال الانتخابات، وإنه سيتم التحضير لاستفتاء حول استقلال الجنوب بعد إجرائها، وحيا البشير الحركة الشعبية لموقفها الداعم لإجراء الانتخابات فى موعدها منتقدا موقف المعارضة المطالب بتأجيلها، وقال إنها تفتقد الوحدة فيما بينها أو وجود برنامج واضح سوى العمل على إسقاط الحزب الحاكم الأكثر إنجازا وشعبية. بدوره، وصف الحزب الحاكم مواقف المعارضة بالبائسة، وقال القيادى فى الحزب محمد مندور المهدى إن «القوى السياسية لجأت لأسلوب الانسحاب والمقاطعة للعملية الانتخابية عندما أدركت أن شعبيتها ضعيفة». وعلى صعيد متصل، أصرت اللجنة الانتخابية على موقفها بضرورة إجراء الانتخابات فى موعدها رغم المطالب التى تقدمت بها أحزاب المعارضة وذلك خلال لقاء المبعوث الأمريكى سكوت جرايشن مع مسؤوليها فى الخرطوم، حيث يقود جهودا متواصلة ويعقد لقاءات مع أحزاب وقادة المعارضة والحكومة لإنقاذ الانتخابات. وأعرب جرايشن عن «ثقته» بأن إجراء الانتخابات فى موعدها، سيكون «على أكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة»، مؤكدا أن لجنة الانتخابات قامت بعمل جدى لضمان وصول الشعب السودانى إلى مراكز التصويت وستضمن الإجراءات والآليات المعتمدة الشفافة، وسيتم تسجيل السكان واحتساب الأصوات بأفضل طريقة ممكنة، الأمر الذى يؤكد معارضة واشنطن تأجيل الانتخابات حيث أعربت عن أملها فى أن تتمكن جميع الأطراف السودانية المعنية بالانتخابات من وضع حد لخلافاتها لإجراء انتخابات «ذات مصداقية» فى موعدها، كما دعت فرنسا الأحزاب السياسية التى أعلنت مقاطعتها الانتخابات الى العدول عن قرارها معتبرة أنه حان وقت التزام جميع الأطراف» لإحلال السلام فى البلاد. وعلى الرغم من موقفها تباينت مواقف بعض هذه القوى بين الدعوة إلى المقاطعة الكلية أو الجزئية والاقتصار على مقاطعة الانتخابات الرئاسية. بدوره، نفى ياسر عرمان، مرشح الحركة الشعبية المنسحب من السباق الرئاسى، وجود صفقة مع الحزب الحاكم حول قراره ، وقال إن الحزب الوطنى ليس لديه ما يقدمه، واصفا البشير بأنه عبء على السودان والحزب الحاكم، وأضاف أن المكتب السياسى للحركة الشعبية فى جوبا توصل إلى قرار بأن الانتخابات ليست جزءا من العملية الديمقراطية بل لحماية البشير من المحكمة الجنائية الدولية التى تطالب بتوقيفه، وأنه يريد اكتساب الشرعية دون أى عملية ديمقراطية. وأضاف أن قرار انسحابه جاء بعد أن تأكد لحركته أن الانتخابات ما هى إلا محاولة لانتخاب شخص واحد، بمباركة الآخرين. من جهة أخرى، وزّع برنامج الغذاء العالمى معونات غذائية على النازحين فى المخيمات جنوب السودان، وتكالب على المساعدات المئات من النازحين الذين شردتهم الحرب بين الشمال والجنوب.