يبدو أن جماعة الإخوان أدركت أخيرًا أنها تغرق فى خضم أمواج الأزمات الطاحنة فى البلاد، وزيادة الضغوط الداخلية والخارجية المترتبة على عدم الالتزام بأى إصلاحات سياسية، وانفصالهم عن الشارع، والقطيعة مع باقى القوى السياسية المعارضة. قيادات فى الجماعة، وعلى رأسهم مرسى، يحاولون حاليًا الاستعانة بأنصارهم من التيارات السياسية لعقد حوار يجمع القوى السياسية، وتحديدًا قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، ومن هذا المنطلق جاءت دعوة أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، وأيمن نور رئيس حزب غد الثورة، المرشحَين لتولى منصب رئيس الوزراء خلفًا للدكتور هشام قنديل، للأحزاب السياسية المختلفة، لعقد حوار مجمتعى، حيث وجّهت الدعوة إلى قيادات سبعة أحزاب قريبة نسبيًّا إلى النظام، وهم الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، ونصر عبد السلام ممثلًا لحزب البناء والتنمية، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، والدكتور يسرى حماد ممثلًا عن حزب الوطن، بالإضافة إلى أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط.
كما وجّهت أيضًا إلى سبعة أشخاص فقط من أعضاء وقيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، إلا أن مصادر مطّلعة داخل الجبهة أكدت رفض تلك الدعوة برمّتها، لأنها لا تحمل أجندة عمل واضحة والنقاش خلالها سيكون ليس له أى جدوى، «باعتبار أن مطلقى الدعوة للحوار لا يمثّلون إلا أنفسهم، وليسوا أصحاب سلطة أو قرار»، كما لفتت المصادر إلى أن جبهة الإنقاذ أعلنت مطالبها بوضوح، ولن تراجع عنها، وتتمثل فى «إقالة الحكومة وتعديل الدستور وإقالة النائب العام وعقد حوار وطنى جاد وفق آليات واضحة».
المصادر أعلنت رفض الجبهة تحديد شخصيات معينة منها فى الدعوة، ولفتت إلى أنه لا بد أن تكون الدعوة عامة لجبهة الإنقاذ، والجبهة هى مَن تحدّد الوفد الذى يمثّلها خلال الاجتماع، مؤكدة رفض «الإنقاذ» دعوة أبو العلا ماضى وأيمن نور.
المتحدث الرسمى باسم جبهة الإنقاذ الدكتور أحمد البرعى، قال إن الجبهة تلقّت دعوة لعقد حوار بين عدد كبير من الأحزاب السياسية، موضحًا أن قيادات الإنقاذ ستحدّد موقفها من تلك الدعوة خلال اجتماع قياداتها فى الواحدة ظهر اليوم الخميس، لافتًا إلى أن «(الإنقاذ) لم تتلقَّ أى دعوة رسمية من رئاسة الجمهورية، وكلها دعوات من فصائل سياسية».