حصلت «الوطن» على كواليس لقاء الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، والدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، مساء أمس الأول، فى منزل «البرادعى» بناء على دعوة منه للحوار بين قيادات الإخوان وجبهة الإنقاذ التى كانت ترفض الحوار، فيما قالت مصادر، إن هناك عرضاً إخوانياً على الجبهة بتولى الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، الحكومة لفترة مؤقتة حتى الانتخابات البرلمانية، لكن الجبهة لم تبد رأيها بعد، بينما بدأ «نور» عقد لقاءات مع قيادات الجبهة للتوسط، وهو ما كانت انفردت به «الوطن» منذ أيام. وقال «الكتاتنى»، إنه التقى «البرادعى» و«البدوى» وتبادلوا وجهات النظر بشأن الوضع السياسى الحالى، ولم يتطرقوا من قريب أو من بعيد لمبادرة حزب النور. وكشفت مصادر مطلعة، عن أن «الكتاتنى»، دعا «البرادعى» خلال اللقاء إلى ضرورة مشاركة «الإنقاذ» والأحزاب المكونة لها، فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعدم الاتجاه نحو المقاطعة، من أجل الإسراع ببناء مؤسسات الدولة وتشكيل هيئة تشريعية متنوعة تضم معارضة قوية، وتراقب السلطة التنفيذية، وهو ما رد عليه «البرادعى» أنه لا يمكن ل«الإنقاذ» أن تشارك فى الانتخابات فى ظل عدم الاستجابة للضمانات التى أعلنت عنها الجبهة فى وقت سابق، وأبرزها تشكيل حكومة جديدة، ولجنة لتعديل الدستور، وإقالة النائب العام، فضلاً عن وضع قانون للانتخابات بتوافق بين القوى الوطنية، ويضمن النزاهة والحيدة. وأوضحت المصادر، أن البرادعى قال خلال اللقاء إن الجبهة لا ترفض المشاركة فى الحوار الوطنى، ولا تضع شروطاً مسبقة، ولكن لا بد من اتخاذ الرئيس لإجراءات من شأنها إعادة الثقة، وضمان حوار جاد يخرج بنتائج ملزمة لحل الأزمة، وقال البرادعى ل«الكتاتنى»: «يجب على الدكتور مرسى أن يكون رئيساً لكل المصريين، والرأى العام لا يشعر بذلك، وإنما هناك شعور بأنه ينحاز لفصيل معين، وليس كل الشعب». ولفتت المصادر إلى أن «البرادعى» و«الكتاتنى» اتفقا على نبذ العنف، وضرورة الالتزام بالسلمية من جميع الأطراف، وشدد رئيس «الإنقاذ» على أن الحل الحقيقى لإنهاء الاحتقان الدائر يجب أن يكون حلاً سياسياً، وليس أمنياً، مستنكراً ممارسات القوة المفرطة من الأجهزة الأمنية تجاه المتظاهرين. وقالت مصادر إخوانية، إن «الإخوان» تسعى من لقاءاتها مع الجبهة إلى تفتيتها، وتنفذ رغبتها فى تشكيل حكومة وإقالة النائب العام، مقابل أن تسحب الجبهة عناصرها من الشارع وتشارك فى الانتخابات وتعترف بشرعية الرئيس محمد مرسى ولا تطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال الدكتور مراد على، المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة ل«الوطن»: «اللقاء جاء بناء على طلب البرادعى والبدوى، ووافق الكتاتنى، بعد أن كانت قيادات جبهة الإنقاذ ترفض الحوار، وهذا تحرك فى الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى أنه لم يصلوا إلى اتفاق بشأن حضور قيادات جبهة الإنقاذ، للحوار الوطنى الذى ترعاه الرئاسة، وقال: «هذا أول لقاء، وليس منتظراً أن يخرج بنتائج مباشرة»، ولفت إلى أن هناك لقاءات أخرى ستعقد بين قيادات الحزب و«الإنقاذ». وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان: «رؤية الإخوان للمشهد فى الحرص على عدم وجود قطيعة سياسية، وأى لقاء سيهدف إلى تحريك الموقف فنحن نرحب به، بعيداً عن أن يفهم البعض تأثير هذه اللقاءات على الأمور الانتخابية». وأضاف ل«الوطن»: «رؤية الإخوان والحرية والعدالة العامة، أن أى نقاش بشأن مبادرة حزب النور يكون داخل قصر الرئاسة، فهو مكانها الصحيح للمناقشة، وهذا ليس تقليلاً منها»، وطالب جبهة الإنقاذ بترشيد التظاهر لأن نزولها للمظاهرات مصحوب بالعنف، فالترشيد مهم فى هذه المرحلة. وقال مصطفى الجندى، مسئول العمل الميدانى بجبهة الإنقاذ: «الجبهة ستواصل دعواتها للمشاركة فى مظاهرات سلمية ضد الظلم والاستبداد»، مستنكراً تصريحات «الإخوان» بضرورة التوقف عن المظاهرات. فى سياق متصل، بدأ أيمن نور، يجرى عدة اتصالات بالسيد البدوى، وعمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، لحثهما على ضرورة المشاركة فى جلسات الحوار الوطنى، التى تنطلق الأربعاء المقبل. وقالت مصادر قريبة من «نور»: «أيمن اتصل بالبدوى، ونحن فى انتظار نتيجة اجتماع قيادات الإنقاذ مع النور، الذى سيتحدد فيه بشكل نهائى حضور أعضاء من الإنقاذ لجلسة الحوار الوطنى من عدمه»، فيما قالت مصادر مقربة من «موسى»، إنه اجتمع و«نور» عقب لقاء الأخير مع الرئيس مرسى، وقالت المصادر، إن اللقاء جاء للتقريب بين جبهة الإنقاذ الوطنى، ومؤسسة الرئاسة، وإقناع قادة الجبهة بالمشاركة فى جلسات الحوار الوطنى المقبلة.